اعلن البيت الابيض اليوم ان لا ادلة لديه حتى الان على انسحاب للقوات الروسية المنتشرة على الحدود الاوكرانية     
يأتي ذلك بعد دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا الى ارجاء مجموعة من الاستفتاءات حول اعلان الحكم الذاتي او الاستقلال عن كييف.         
 
  وقال جوش ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان “لا دليل حتى الان على حصول انسحاب”.
             
لكن ارنست الذي كان يتحدث الى الصحافيين على متن طائرة اير فورس وان تدارك “اننا نرحب بانسحاب كبير وشفاف” للقوات الروسية المعنية.
             
وتنسجم تصريحات المتحدث مع ما اعلنه الحلف الاطلسي الذي نفى في وقت سابق امتلاكه “مؤشرات” تثبت ان روسيا سحبت قواتها المحتشدة قرب الحدود الاوكرانية.
             
  
كما اعلن بوتين ان روسيا سحبت قواتها من الحدود الاوكرانية، وخفف انتقاداته لخطط الحكومة الانتقالية الاوكرانية باجراء انتخابات رئاسية في 25 ايار/مايو ووصفها بانها “خطوة في الاتجاه الصحيح”.
             
وادت هذه التصريحات التي تتناقض تماما مع موقف روسيا المتشدد السابق بشان اوكرانيا، في اسوأ ازمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، الى ارتفاع الاسهم في السوق الروسية بنسبة 3% وسط امال بان حدة الازمة المستمرة منذ اشهر بدأت تخف.
             
وصرح بوتين في مؤتمر صحافي اثر لقائه رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بوركهالتر “نطلب من ممثلي جنوب شرق اوكرانيا ارجاء الاستفتاء المقرر في 11 ايار/مايو لتوفير الظروف الضرورية للحوار”.
             
وسيطر المتمردون الموالون لروسيا على مبان حكومية في المناطق الشرقية مثل دونتسك ولوغانسك واعلنوا خططهم اجراء استفتاءات فيها للانفصال عن كييف عقب الاطاحة بالزعيم الموالي لموسكو فيكتور يونوكوفيتش في شباط/فبراير الماضي.
             
ووصفت كييف وحلفاؤها في واشنطن والاتحاد الاوروبي تلك الاستفتاءات بانها غير قانونية.
             
وكانت روسيا دانت اجراء انتخابات رئاسية في اوكرانيا بسبب الازمة العسكرية بين المتمردين والقوات الاوكرانية.
             
وكان بوتين توعد في السابق باستخدام جميع الوسائل اللازمة  “لحماية” مواطني اوكرانيا المتحدرين من اصل روسي.
             
وقدر الحلف الاطلسي ان الكرملين حشد نحو 40 الف جندي على طول الحدود الشرقية لاوكرانيا في اطار تدريبات واسعة اثارت مخاوف الغرب من احتمال قيام روسيا بغزو اوكرانيا.
             
الا ان بوتين اكد ان القوات الروسية انسحبت من تلك الحدود. وقال “قيل لنا باستمرار ان قواتنا القريبة من الحدود الاوكرانية تثير مخاوف. لقد سحبنا تلك القوات. اليوم لا وجود لها (القوات) على الحدود الاوكرانية لكنها موجودة في الاماكن التي تجري فيها تدريباتها المعتادة”.
             
وبعد الظهر، اعلن حلف شمال الاطلسي انه لا يملك “مؤشرات” تثبت ان روسيا سحبت القوات التي حشدتها قرب الحدود مع اوكرانيا. وكان الاطلسي قدر في نهاية نيسان/ابريل عديد هذه القوات باربعين الف جندي.
             
كما اعلن البيت الابيض انه لا “يوجد دليل حتى الان” على سحب القوات.
             
واكد بوركهالتر ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا تعتزم اطلاق دعوة رسمية في وقت لاحق من اليوم لكل من كييف والانفصاليين للموافقة على “خارطة طريق” لاحلال السلام في البلاد تشمل التوصل الى اتفاق لوقف فوري لاطلاق النار.
             
واضاف ان المنظمة تعرض المساعدة في تمويل “خطة وطنية لنزع الاسلحة تتبناها اوكرانيا”.
             
وتحذر الحكومات الغربية من دخول البلاد في حرب اهلية، وتدعم اجراء انتخابات الرئاسة الاوكرانية.
             
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في كييف بعد لقاء مع القادة الاوكرانيين ان روسيا نشرت مقاتلين سريين واستخدمت “دعاية ضخمة” في اطار “الضغوط غير المقبولة” لمنع الانتخابات.
             
وقال انه “من الواضح” ان المسلحين الذين يقاتلون ضد القوات الاوكرانية في الشرق “ليسوا مجرد قوات موالية لروسيا، بل انهم من القوات الروسية”.
             
واكد ان “فشل اجراء الانتخابات (الرئاسية) سيكون خطيرا جدا .. وسيشكل ضربة فظيعة للديموقراطية والطبع اذا تاجلت لا احد يعلم متى ستجري”.
             
وقال بوتين الاربعاء “اريد التاكيد على ان الانتخابات الرئاسية التي تخطط كييف لاجرائها ورغم انها خطوة في الاتجاه الصحيح، الا انها لن تقرر اي شيء طالما لم يقتنع جميع مواطني اوكرانيا بان حقوقهم ستكون محمية بعد اجراء الانتخابات”.
             
واكد الرئيس الروسي “نعتبر ان الحوار المباشر بين السلطات في كييف وممثلي جنوب شرق اوكرانيا هو عنصر رئيسي (للتوصل الى) تسوية”.
             
وكان سكان اوكرانيا المتحدرون من اصل روسي ويشكلون جزء كبيرا من سكان النصف الجنوبي الشرقي من اوكرانيا البالغ عدد سكانها 46 مليون نسمة، اعربوا عن مخاوفهم من فقدان حقوقهم المتعلقة باللغة وغيرها من الحقوق في ظل حكومة جديدة موالية للغرب يرجح ان تسفر عنها الانتخابات المقررة في 25 ايار/مايو.
             
وزادت تلك المخاوف من التمرد. وخاض الانفصاليون الاربعاء معارك لاستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية خسروها في الايام الماضية في هجوم للقوات الاوكرانية.
             
وذكرت الداخلية الاوكرانية ان معارك استمرت ساعة وقعت على احدى الطرق في المنطقة الجنوبية الشرقية بين مدينتي ماريوبول وبيرديانسك بعد ان اطلق المتمردون النار على حافلة كانت تقل عناصر من القوات الخاصة.
             
واصيب سائق الحافلة بجروح وقتل احد المهاجمين وتم القبض على اثنين اخرين.
             
واقتحمت قوات الامن الاوكرانية مبنى بلدية ماريوبول الذي يسيطر عليه الانفصاليون قرب الحدود الروسية واخرجوهم منه ورفعوا عليه العلم الوطني.
             
وجرى مزيد من المناوشات في سلافيانسك مركز المواجهات بين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية.
             
وذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان مسلحين موالين لروسيا يحاولون استعادة السيطرة على برج التلفزيون في البلدة من ايدي جنود سيطروا عليه قبل يومين.
             
وفي سلافيانسك ذكرت متحدثة باسم الانفصاليين انهم مستعدون لاخلاء المبنى المتحصنين داخله منذ نحو الشهر. والاربعاء اختفى العلم الروسي الذي كان يرفرف فوق المبنى.
             
ويقول المسؤولون الاوكرانيون انهم يتحركون بحذر نحو وسط سلافيانسك التي يسكنها اكثر من 110 الاف شخص خوفا على ارواح المدنيين.
             
وذكرت وزارة الداخلية ان انباء وردتها عن ان المتمردين زرعوا الغاما في المباني التي يسيطرون عليها “لاتهام السلطات الاوكرانية بتفجير مدنيين”.
             
وياتي تخفيف حدة التوتر في الازمة الاوكرانية قبيل الاستعدادات للاحتفال بالانتصار السوفياتي على القوات الالمانية في الحرب العالمية الثانية والتي ستجري الجمعة.
             
وسيشرف بوتين على عرض للقوة العسكرية الروسية في الساحة الحمراء في موسكو.