دبي,7 مايو , اخبار الآن
تمبكتو هي من مواقع التراث الإنساني العالمي التي تضمها قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) وكانت حاضرة للإسلام ومنارة للعلم في الصحراء الكبرى وأنجبت الكثير من فقهاء وعلماء المسلمين.
وكان السائحون يفدون إلى المدينة من مختلف أنحاء العالم قبل الأزمة ليزوروا مساجدها وأضرحة الأولياء الأثرية. كما كانت تمبكتو تستقبل أعدادا كبيرة من هواة سياحة المغامرات القادمين من أوروبا والولايات المتحدة.
لكن كثيرا من الأضرحة الأثرية هُدِمت وخُرِبت خلال احتلال المتمردين وأُتلفت مئات المخطوطات القديمة التي كانت فيها.
وتشهد المدينة منذ تحريرها من قبضة المتشددين عملية لإعادة الإعمار لكن الشوط لا يزال طويلا.
وقال البخاري بن إسايوتي سفير الشؤون الثقافية في تمبكنو “خربوا الموقع كله. المساجد الثلاثة التي تضمها قائمة (يونسكو). هذا حال المسجد بعد التخريب. كانت هذه المئذنة جزءا رئيسيا من المسجد ولكن أضرارا لحقت بها.”
وأعلنت حكومة مالي في الآونة الأخيرة نيتها استئناف مفاوضات السلام في الشمال كما قالت الجماعات المسلحة في المنطقة إنها ستعقد اجتماعات تحضيرية مع الجزائر قبل المفاوضات.
وعاد الهدوء نسبيا إلى معظم أنحاء الشمال لكن المسلحين ينفذون هجمات من حين لآخر رغم وجود آلاف من أفراد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الأفريقية.
وقال الكولونيل كيبا سانجاير “أيا كانت قوة الجيش ما دام السكان لا يتعاونون فلن نكون في مأمن من هجمات الإرهابيين.”
وتوضح بيانات نُشرت في الآونة الأخيرة أن الصراع في شمال مالي كبد قطاع السياحة الحيوي في البلد خسائر بلغت 110 ملايين دولار في العامين الماضيين علاوة على 8000 فرصة عمل ضائعة للسكان منهم عشرات الحرفيين الذين ينتجون المصنوعات اليدوية التقليدية التي يقبل السائحون على شرائها.
اضطر كثير من الحرفيين في تمبكتو إلى العمل بأشغال النجارة وأعمال البناء في الوقت الحالي.
وقال محمد أج محمد ميتا مدير نقابة الحرفيين في المنطقة “بعد الهجمات صارت البلدة خرابا. انتزعت الأبواب واستخدمت في أشغال النجارة وفي البناء فهذا هو العمل الوحيد المتوفر حاليا.”
وبدأت يونسكو في أغسطس آب الماضي بالتعاون مع مهندسين محليين عملية شاملة لإعادة بناء الأضرحة والمعالم الأثرية الأخرى التي هدمت أو خربت أثناء سيطرة المتمردين على تمبكتو.