كييف، 02 مايو 2014 ، وكالات –
قامت مروحية عسكرية أوكرانية بإطلاق النيران في ضواحي مدينة سلافيانسك معقل الانفصاليين في شرق البلاد صباح اليوم.
ونقلت وكالات الانباء عن انفصاليين في المدينة قولهم إن قوات الجيش الأوكراني بدأت عملية واسعة النطاق لاستعادة المدينة التي يسيطرون عليها الموالين لموسكو.
واعادت اوكرانيا امس العمل فورا بنظام الخدمة العسكرية الاجبارية وذلك على خلفية تدهور الوضع في شرق البلاد الذي يشهد حركة تمرد مسلحة لانفصاليين موالين لروسيا، بحسب مرسوم وقعه الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف.
وجاء في بيان للرئاسة انه تم اتخاذ هذا الاجراء بالنظر الى تنامي قوة الوحدات المسلحة المؤيدة لروسيا والسيطرة على مبان ادارية عامة ما يهدد وحدة اراضي” البلاد. وقد سيطر الانفصاليون على اكثر من عشر مدن وبلدات شرق البلاد.
وهاجم نحو 300 متظاهر من الموالين لروسيا الخميس مقر النيابة الاقليمية في مدينة دونيتسك، كما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس شاهدوا اربعة شرطيين جرحى على الاقل.
ورشق المهاجمون بالحجارة المبنى ونحو مئة شرطي في لباس مكافحة الشغب كانوا يدافعون عن المقر ورد هؤلاء باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع. وتعرض شرطيون للضرب ولنزع اسلحتهم بيد الحشد الذي كان يهتف “فاشيون! فاشيون!”.
وجاءت اعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الاجبارية بعدما قال تورتشينوف ان السلطات المدعومة من الغرب في كييف “عاجزة” عن وقف سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق على المباني الحكومية.
واتهم تورتشينوف وحدات تطبيق القانون في الشرق “بعدم التحرك” او ب”الخيانة” من خلال العمل مع المتمردين.
وامر بوضع جيش البلاد المؤلف من 130 الف عسكري “على اهبة القتال” بسبب مخاوف من غزو روسي مع حشد موسكو لنحو 40 الف جندي على الحدود طوال الشهرين الماضيين.
وفي امر الخدمة العسكرية الذي يشمل الذكور الاحتياطيين (18-25 عاما)، قال تورشينوف ان حكومته تحاول مواجهة “الوضع المتدهور في الشرق والجنوب”.
ولمناسبة عيد العمال الخميس، لم تشهد العاصمة الاوكرانية كييف تحركات واسعة، اذ تجمع ما بين 2000 و3000 شخص بهدوء، واطلقوا هتافات تدعو الى وحدة اوكرانيا.
وقالت فيرا (68 عاما) وهي مدرسة شاركت في تظاهرة كييف، ان “الهدف من هذا الحراك هو اظهار اننا ندعم السلام، الهدوء والازدهار”، مضيفا “نريد حياة افضل لكل اوكرانيا. نريد ان نحافظ على شرق وغرب وشمال وجنوب اوكرانيا سوية”.
وفي سيمفيروبول، عاصمة شبه جزيرة القرم، تظاهر نحو 60 الف شخص، ورفعوا لافتات كتب عليها “نحن روسيا” و”بوتين رئيسنا”.
وفي سيباستوبول، الميناء التاريخي للاسطول الروسي في البحر الاسود، تظاهر نحو ثمانية آلاف شخص بدعوة من السلطات البلدية، وفق ما ذكرت الشرطة.
اما في مدينة سلافيانسك، التي فقدت كييف السيطرة عليها قبل نحو اسبوعين، لا يزال يحتجز الانفصاليون مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا منذ الجمعة.
وكانت هذه المسيرات تهدف في الاصل الى احياء عيد العمال، الا انها تحولت الى مسيرات مؤيدة لموسكو.
من ناحية اخرى طلبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “المساهمة” في الافراج عن المراقبين، وفق بيان صادر عن الكرملين.
كما جاء في بيان للحكومة الالمانية ان ميركل طلبت من بوتين ان “يستخدم نفوذه” في قضية المراقبين “الرهائن”.
ولم تشهد المفاوضات بين الانفصاليين والمنظمة الاوروبية اي تطور حتى الساعة. وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين في سلافيانسك ستيلا خوروشيفا ان “ليس هناك من جديد”، ولكنها اشارت في الوقت ذاته الى ان اجواء المفاوضات “ودية”.
وفي كييف اجرت السلطات ليلة الاربعاء – الخميس تدريبات عسكرية شاركت فيها وحدات خاصة من الحرس الجمهوري في عشر مدرعات عمدت الى الاحاطة بمبنى البرلمان، كما نزلت وحدات من المظليين على سطح المبنى.
وبهدف الرد على حجج الانفصاليين اشارت الحكومة الاوكرانية الى انها تدرس اجراء استفتاء حول وحدة اوكرانيا وحول النظام اللامركزي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المزمعة في 25 ايار/مايو.
اما روسيا فوصفت تلك الفكرة بـ”الساخرة”، وعادت وشدد على ضرورة ان توقف كييف “عملياتها العسكرية ضد شعبها”، في اشارة الى “عملية مكافحة الارهاب” التي اطلقتها السلطات الاوكرانية ضد الانفصاليين في شرق البلاد.
وعلى الصعيد الاقتصادي وافق صندوق النقد الدولي الاربعاء على خطة انقاذ بقيمة 17 مليار دولار لاوكرانيا. وتتيح موافقة الصندوق الافراج “الفوري” عن قرض اول بقيمة 3,2 مليار دولار لكييف ما يجعلها تتنفس الصعداء في ظل ما تعانيه من اختناق مالي وتراكم لفواتير الغاز التي ينبغي ان تسددها لروسيا.