ابوجا، 02 مايو 2014 ، وكالات –

قتل 16 شخصا على الاقل في انفجار سيارة مفخخة استهدف مساء أمس محطة للحافلات في العاصمة النيجيرية ابوجا.
ولم تتبن اي جهة هذا التفجير في الحال، لكن اصابع الاتهام وجهت فورا باتجاه جماعة بوكو حرام المتشددة  التي تبنت تفجيرا سابقا استهدف المحطة نفسها منتصف الشهر الماضي اوقع العشرات من القتلى .

 وشاهد مراسل فرانس برس في مستشفى اسوكورو العام في أبوجا تسع جثث نقلت من مكان التفجير، فيما اكد شهود عيان في المستشفى نفسه، طالبين عدم ذكر اسمائهم، ان هناك سبع جثث اخرى نقلت الى المستشفى من مكان التفجير.
             
ووقع التفجير في محطة نيانيا للحافلات، التي تبعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة، في الساعة الثامنة مساء (19,00 ت غ)، وقد نجم عن انفجار سيارة مفخخة، كما اعلن للصحافيين محمد ساني سيدي، المدير العام لوكالة ادارة الحالات الطارئة.
             
واوضح سيدي ان السيارة انفجرت على بعد 50 مترا من مكان التفجير الاول، رافضا اعلان حصيلة اولية للضحايا كون هؤلاء توزعوا على عدد من مستشفيات العاصمة وضواحيها وعملية حصرهم تحتاج الى وقت، كما قال.
             
غير ان وكالة ادارة الحالات الطارئة اصدرت لاحقا بيانا اعلنت فيه عن حصيلة اولية بلغت تسعة قتلى و11 جريحا في حالة اغماء.
             
             
من جهته قال مانزو ايزيكيال المتحدث باسم وكالة ادارة الحالات الطارئة ان المحطة كانت مزدحمة بالركاب ساعة وقوع الحادث، مؤكدا ان فرق الاغاثة هرعت الى المكان لاخلاء المصابين.
             
وأضاف ان اعمال الاغاثة اعاقها الظلام الدامس الذي خيم على المحطة المعروفة باضاءتها السيئة بعد المغيب، وكذلك ايضا بزحمة السير الخانقة التي سدت الطريق الوحيد المؤدي الى مكان التفجير.
             
وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان الوصول الى المحطة كان شبه مستحيل اثر التفجير كون الطريق الوحيد المؤدي اليها كان مسدودا، وقد اصطفت فيه السيارات في طابور وصل طوله الى عدة كيلومترات بعدما اجبرت على العودة ادراجها.
             
وبحسب ايزيكيال الذي قال انه يقطن قرب المحطة وسمع دوي التفجير فان الطريق المؤدي الى المحطة “مزدحم عن بكرة ابيه”، مؤكدا ان سيارات الاسعاف وفرق الاغاثة تعاني الامرين للوصول الى مكان الكارثة.
             
وكانت المحطة نفسها شهدت في 14 نيسان/ابريل اعتداء مماثلا تبنته حركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة واسفر عن سقوط 75 قتيلا واكثر من 170 جريحا، وكان ذلك أخطر هجوم تشهده العاصمة النيجيرية.
             
ويومها وقع الانفجار في محطة الحافلات في ساعة الازدحام صباح الاثنين. وبعدها ببضعة ايام اعلن ابو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام مسؤولية الجماعة عن التفجير، وذلك في تسجيل فيديو حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه السبت.
             
وفي شريطه المصور اكد شيكاو ان مقاتلي بوكو حرام متمركزون في العاصمة، وقال مخاطبا الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان “نحن في مدينتك”.
             
وتصنف واشنطن شيكاو على انه ارهابي عالمي ورصدت مكافأة سبعة ملايين دولار (5,1 ملايين يورو) لمن يساعد في اعتقاله.
             
ويخضع وسط ابوجا حيث تقع الوزارات والمباني الادارية ومقار الشركات الاجنبية، لاجراءات مشددة اصلا منذ الاعتداء الذي استهدف مقر الامم المتحدة في آب/اغسطس 2011، وقد شددت هذه الاجراءات اكثر بعد التفجير الذي استهدف محطة الحافلات في 14 نيسان/ابريل.
             
وسبق لبوكو حرام ان شنت عدة هجمات عبر زرع عبوات ناسفة في ابوجا. وفي العام 2011، نفذت الحركة احدى اكبر عملياتها وهي تفجير انتحاري بسيارة مفخخة امام مبنى تابع للامم المتحدة في ابوجا في اعتداء اوقع 26 قتيلا على الاقل.
             
وفي الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2010 تعرضت ابوجا لهجوم مزدوج نسب الى حركة مسلحة غير مرتبطة ببوكو حرام. فخلال الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال، انفجرت سيارتان مفخختان، ما اسفر عن سقوط 12 قتيلا واكثر من 30 جريحا في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع الاحتفال.
             
وادى العنف المنسوب الى بوكو حرام او الذي تبنته الحركة المتطرفة الى مقتل اكثر من 1500 شخص منذ مطلع العام، الا ان معظم اعمال العنف جرت في القرى بالمناطق الشمالية الشرقية النائية.
             
والتفجير الذي استهدف محطة الحافلات في 14 نيسان/ابريل وقع قبل ساعات من هجوم شنه مسلحون، تابعون لبوكو حرام ايضا بحسب السلطات، على مدرسة في ولاية بورنو التي تعتبر معقلا للحركة المتطرفة في شمال شرق البلاد، قاموا خلاله بخطف ما بين مئة ومئتي تلميذة تراوح اعمارهن بين 12 و17 عاما.
             
وبحسب المسؤولين في ولاية بورنو فان المسلحين خطفوا 129 فتاة نجحت 52 منهن في الفرار لاحقا. لكن سكان شيبوك وخصوصا مديرة المدرسة يؤكدون من جهتهم ان عدد المختطفات هو 230 فتاة وان 187 منهن ما زلن محتجزات.
             
وفي ايار/مايو الماضي شن الجيش عملية هجومية واسعة للقضاء على التمرد الاسلامي، وقال ان بوكو حرام تعاني من التشرذم واصبحت في موقف الدفاع.
             
وابرزت هجمات بوكو حرام الاخيرة خطورة التهديد الذي يشكله المتطرفون على البلد الافريقي الاكثر اكتظاظا بالسكان والاكبر اقتصادا.