أوكرانيا، 23 أبريل 2014، وكالات –
تخطت حصيلة غرق العبارة قبالة سواحل كوريا الجنوبية الثلاثاء 120 قتيلا، فيما ينشط الغطاسون بحثا عن حوالى 180 مفقودا معظمهم من التلاميذ.
واتاح هدوء البحر وتحسن الاحوال الجوية تسريع عمليات البحث غير ان الرؤية لا تزال ضعيفة جدا تحت الماء ويتقدم الغطاسون بصعوبة في دهليز الممرات والمقصورات داخل العبارة الغارقة تماما، وكانت العبارة تقل 476 شخصا حين جنحت وغرقت صباح السادس عشر من نيسان/ابريل قبالة سواحل جنوب كوريا الجنوبية.
وقال متحدث باسم خفر السواحل “لا يزال الوضع صعبا جدا بالنسبة للغطاسين الذين يتحسسون طريقهم بحثا عن الجثث في مياه موحلة”.
وبحسب الحصيلة الرسمية الاخيرة تأكد مقتل 121 شخصا فيما لا يزال هناك 180 مفقودا.
وكان على متن العبارة “سيول” المتوجهة الى جزيرة جيجو السياحية جنوب البلاد 352 تلميذا قدموا من ثانوية في جنوب سيول في رحلة مدرسية. وكان يرافقهم مساعد مدير المدرسة الذي انتحر الجمعة.
وتجمع اقرباء المفقودين صباحا في مرفأ جيندو الجزيرة المجاورة لموقع الكارثة في انتظار وصول قوارب الانقاذ التي تنقل بوتيرة متسارعة الجثث التي يتم انتشالها.
واعرب اقرباء المفقودين في الايام الاولى التي اعقبت الحادث عن احباطهم حيال بطء عمليات الانقاذ اذ لم يكن بوسع الغطاسين دخول العبارة بسبب قوة التيارات في المنطقة.
غير ان الامل تبدد الان في العثور على ناجين وباتت العائلات تطالب الغطاسين بانتشال الجثث باسرع ما يمكن قبل ان تتلف في المياه.
وتمتم والد احد التلاميذ “كل ما اريده هو رؤية ابني، اريد ان اتمكن من حمله بين ذراعي وتوديعه. لا أحتمل فكرة ان يكون في هذا المكان البارد والمظلم”.
واحدثت مأساة العبارة “سيول” صدمة في كوريا الجنوبية، البلد الذي يفتخر بالتقدم الذي تمكن من احرازه في العقود الاخيرة.
وبعدما خرجت كوريا الجنوبية منهكة ومنكوبة من الحرب الكورية (1950-1953)، باتت اليوم بلدا غنيا يتمتع بمستوى معيشي مرتفع ويتصدر العالم في عدد من القطاعات الاقتصادية، وهو يمتلك نظاما ديموقراطيا قويا بعدما حكمته ديكتاتورية على مدى ثلاثين عاما.
ولا يفهم الكوريون الجنوبيون كيف وقعت ماساة بهذا الحجم في بلادهم. ويعرب اهالي الضحايا وكذلك الصحافة والراي العام عن استغرابهم وغضبهم والمهم في انتقادات لاذعة تستهدف بصورة عامة السلطات.
وتم التعرض الى خفر السواحل ومسؤولين سياسيين كبار بينهم رئيس الوزراء وانتقدت فرق الانقاذ لبطء العمليات.
غير ان الغضب ينصب بصورة رئيسية على قبطان العبارة لي جون سيوك وكان اوقف مع ستة افراد من الطاقم ويلاحق بتهمة الاهمال والتقصير في ضمان سلامة الركاب. واوقف اثنان آخران من طاقم السفينة الثلاثاء.
ويؤخذ عليه التاخير في اخلاء العبارة حين كان ذلك لا يزال ممكنا، بعد الصدمة التي جمدتها وقبل ان تجنح وتغرق في قعر الماء بعد اربعين دقيقة، وفي ما بعد غادر السفينة بينما كان مئات الركاب لا يزالون فيها محاصرين وسط المياه التي تدفقت الى داخلها.
والقبطان والقسم الاكبر من الطاقم هم من بين الاشخاص الـ174 الذين عثر عليهم احياء بعد وقت قليل على وقوع الحادث.