سول, 19 ابريل 2014, وكالات –
اعتقلت السلطات الكورية الجنوبية صباح السبت بالتوقيت المحلي قبطان العبارة التي غرقت منتصف الاسبوع قبالة سواحل كوريا الجنوبية وعلى متنها مئات الطلاب، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب.واوضحت الوكالة ان القبطان يواجه خمس اتهامات من بينها تهمة الاهمال وانتهاك قانون البحار.وتم انتشال ثمانٍ وعشرين جثة وفقا لاخر حصيلة اعلنها خفر السواحل. ومن اصل اربعمئةٍ وخمسة وسبعين شخصا كانوا على متن العبارة “سيول” وبينهم ثلاثمئة واثنان وخمسون طالبا، لا يزال اكثر من مئتين وسبعين في عداد المفقودين.
وقال امام المحققين “عندما استدارت العبارة نحو القعر لم يعد من الممكن ان يصعد الركاب الى الممرات المنحنية لان الماء كانت تتدفق اليها”.
واضاف “في هذا الوقت (بعد 40 دقيقة على الحادث) لم تكن سفن النجاة قد وصلت ولم تكن توجد سفن صيد او سفن اخرى للمساعدة”.
واوضح ان “التيارات كانت عنيف جدا والمياه كانت باردة في تلك المنطقة”. وقال ايضا “اعتقدت ان الركاب سيغرقون وسيصعب اجلاءهم بسبب الفوضى وبدون سترة نجاة”.
واضاف “حتى مع سترة نجاة كان الوضع سيكون نفسه”.
ونجح الغطاسون الجمعة في دخول العبارة التي غرقت الاربعاء قبالة سواحل كوريا الجنوبية وعلى متنها مئات الاشخاص معظمهم من الطلاب واكد ذووهم ان الحادث ناجم عن عدم كفاءة السلطات التي اعلنت ان القضاء اصدر مذكرات توقيف بحق القبطان واثنين من افراد الطاقم.
وبعد اكثر من 48 ساعة على الحادث ورغم التيارات القوية نجح غطاسان في فتح باب والدخول الى الجزء المخصص للشحن في العبارة.
وقال احد الغطاسين “كانت الرؤية سيئة للغاية. لا يمكن ان ترى يدك امامك”.
وعثر على احد الناجين معاون مدير المدرسة التي ياتي منها الطلاب من جنوب سيول، ميتا صباح الجمعة على جزيرة جيندو. وقالت وكالة انباء يونهاب انه انتحر على الارجح ولم تؤكد الشرطة ذلك.
ويشارك نحو 500 غطاس في عمليات البحث في الموقع على بعد حوالى عشرين كلم من الساحل الجنوبي.
وتحاول هذه الفرق العثور على ناجين قد يكونون لجأوا الى اماكن يمكن التنفس فيها وهي فرضية تتضاءل مع مرور الوقت.
واعلن مسؤول في خفر السواحل الجمعة لفرانس برس ان “فريق التحقيق المشترك من الشرطة والمدعين اصدر مذكرات لتوقيف ثلاثة من افراد الطاقم بينهم قبطان” العبارة، لكنه اوضح انه يجهل مضمون الاتهامات.
والجمعة، اعلن المدعي ان احد مساعدي القبطان وليس القبطان نفسه كان يقود العبارة لدى وقوع الحادث الاربعاء عند قرابة الساعة التاسعة صباحا.
وقال بارك جا اوك خلال مؤتمر صحافي ان القبطان لي جون سوك الذي انتقده اقارب المفقودين بشدة، كان “في الجزء الخلفي” للعبارة عندما وجد مئات الركاب انفسهم محاصرين بالمياه.
ولم تعرف بعد اسباب الحادث. ويقول العديد من الركاب انهم سمعوا ضجة كبيرة ثم توقفت العبارة فجأة ما يعني انها قد تكون صدمت القاع او اصطدمت بصخرة.
ويتحدث الخبراء عن امكانية عدم ثبات شحنة العبارة التي كانت تنقل 150 سيارة ما ادى الى فقدان التوازن وغرقها.
واكد القبطان ان العبارة لم تصطدم بصخرة.
وشركة شونغهيجين البحرية التي تشغل العبارة قالت ان القبطان (69 عاما) له سنوات طويلة من الخبرة وهو يقوم منذ ثماني سنوات بالرحلة بين انشون وجيجو.
ويزداد كل يوم غضب واستياء الاهالي الذين ينتقدون بشدة السلطات ويتهمونها بالاهمال واللامبالاة.
واعلن رجل الجمعة قال انه يتحدث باسم الاهالي في مقابلة نقلت مباشرة على التلفزيون الكوري الجنوبي “ان الحكومة كذبت امس”.
وقال “اوجه ندائي الى الجميع، هل الامور تجري على هذا النحو في كوريا الجنوبية؟ نتوسل اليكم مجددا انقذوا اولادنا”.
واكد انه لم ير في موقع الحادث سوى بضعة زوارق وعدد محدود من الغطاسين وليس 169 زورقا تزعم السلطات بانها ارسلتها الى المكان.
وكان توجه مع اهال اخرين الخميس الى المكان على متن زورق استأجرته فرق الانقاذ لاقارب الضحايا.
وفي قاعة رياضية في جزيرة جيندو القريبة من مكان وقوع الحادث والتي تستقبل مئات الاقارب تنقل شاشة وقائع عمليات الانقاذ لكن الاهالي توقفوا عن مشاهدة هذه الصور بسبب الضباب الكثيف.
واعرب الاهالي عن الاسف لاعطاء توجيهات للركاب بعدم التحرك من مقاعدهم او من مقصوارتهم بعدما توقفت العبارة نتيجة صدمة قوية.
وبعد ثلاثين او اربعين دقيقة بدأت العبارة تغرق ولم يعد بوسع العديد من الركاب الخروج عبر الممرات التي سرعان ما غمرتها المياه.
وحجم الكارثة اثار صدمة في كوريا الجنوبية الدولة الغنية والحديثة التي ظنت ان مثل هذه الحوادث اصبحت من الماضي. وهو حادث مأسوي للغاية خصوصا وان معظم الضحايا من الشباب.
ووجهت الصحف المحلية انتقادات شديدة وكتبت صحيفة دونغ البو “لدينا احدث الاحواض لبناء السفن في العالم في القرن الحادي والعشرين. لكن عقليتنا تعود الى القرن التاسع عشر”.
وكتب احد رواد الانترنت “ما الفائدة في ان يكون لدينا اسرع خدمة انترنت في العالم واحدث الهواتف الذكية وافضل الاحواض لبناء السفن اذا كنا عاجزين عن انقاذ اولادنا؟”.