حلب ، سوريا ، 11 إبريل 2014 ، وكالات –
مظاهرات حاشدة شهدتها المحافظات السورية اليوم اختار السوريون لها اسم ” أنقذوا حلب” تندد بمجازر الأسد في المدينة المنكوبة، وذلك بحسب نتائج التصويت الذي تجريه صفحة الثورة السورية في كل أسبوع،
المظاهرات التي أطلق عليها اسم أنقذوا حلب بدا خياراً منسجماً مع حملة “الهاشتاغ” التي أطلقها السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي #SaveAleppo والتي حظيت بانطباعات فاقت المائة مليون خلال الأسبوع الماضي وكذلك حظيت باهتمام كبير من وسائل الإعلام العربية والغربية.
يأتي ذلك بعد ليلة شهدت الاشتباكات الأعنف بين الجيش الحر وقوات النظام على أغلب الجبهات ونقاط التماس في مدينة حلب، لم ينم خلالها السكان -أو ما تبقى منهم- مع استمرار هطول القذائف وتحليق الطيران الحربي وأصوات الاشتباكات التي لم تهدأ طوال الليل.
وصدحت “التكبيرات” من الجوامع في المناطق المحررة حتى ساعات الصباح تشد من أزر المقاتلين، ورافقتها مظاهر احتفال في بعض الأحياء مع الأخبار التي تتواتر من الجبهات عن تقدم غير مسبوق للجيش الحر في أحياء حلب الغربية التابعة للنظام، وعن محاصرته لمعقل الرعب والحصن الأقوى للنظام في المدينة، مبنى المخابرات الجوية.
ورغم عدم وجود إعلانٍ رسمي من قوات الجيش الحر عن ارتباط التحركات الجديدة للجيش الحر في الجبهات مع حملة #SaveAleppo، أكد عدد من المقاتلين الذين قابلتهم “العربية.نت” أن الدوافع تكاد تكون واحدة للحملة الإعلامية والعسكرية، إذ تهمل حلب بشكل كامل رغم أنها تتعرض لإبادة ممنهجة وتكاد تخلو من سكانها، ويسود صمت دولي يجعل مهمة رفع المعاناة بأيدي السوريين وحدهم، حسبما أكد عدد من عناصر الجيش الحر.
وفي حركة بدت أنها تدلل على الترابط بين حملة “أنقذوا حلب” وعمليات الجيش الحر على الجبهات، نشرت الصفحة الرسمية المعتمدة لنقل أخبار جبهات حلب من قبل الكتائب -غرفة عمليات أهل الشام- صوراً لمعارك اليوم برفقة هاشتاغ الحملة #Save Aleppo، إلا أنها قامت في وقت لاحق بحذف الصور لسبب غير معلوم.
حلب تحولت إلى مدينة أشباح بعد تساقط البراميل
وفي جولة لأحياء مدينة حلب في الجزء الخاضع لسيطرة الجيش الحر، لوحظ خلو الأحياء الشرقية من سكانها بشكل كامل وتواجد محدود للمدنيين في الأحياء الوسطى والغربية، وسويت بعض الأحياء بالأرض تماماً، وتعرض بعضها لدمار كبير، كما لوحظ استمرار الغارات الجوية على هذه المناطق رغم خلوها من السكان، بحيث أن الغارات الجديدة باتت تخلف أضراراً مادية أكثر مما تتسبب بالأضرار البشرية، كما أنها قلما تنجح في إصابة المراكز العسكرية التابعة للجيش الحر.
وشهدت هذه الأحياء -خصوصاً الشرقية- حركة نزوح كبيرة غير مسبوقة خلال الشهور الثلاثة الماضية وثق “مركز توثيق الانتهاكات” منها نزوح حوالي 600 ألف شخص في الأحياء الشرقية، بعد 366 غارة جوية منذ شهر نوفمبر السابق، سقط خلالها 1400 قتيل و20 ألف جريح جميعهم من المدنيين والأطفال والنساء، كانت هذه الغارات عشوائية وتستهدف المدنيين دون أهداف عسكرية واضحة بحيث أنها لم تقتل سوى 14 مقاتلاً من الجيش الحر فقط، بحسب تقرير المركز.
حملة #SaveAleppo خلفت مائة مليون انطباع
وبحسب المواقع المعتمدة لتقييم الهاشتاغ، خلفت حملة #SaveAleppo أكثر من 100 مليون انطباع، وشوهدت حوالي 50 مليون مرة، بعد أن انتشر حوالي 30 ألف بوست يخص الحملة خلال الأسبوع الماضي، وذلك على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، احتلت فيها “العربية.نت” المركز الرابع كمصدر لمتابعة الحملة بعد “تويتر” و”فيسبوك” و”يوتيوب” وذلك لنشرها تقريراً عن الحملة في وقت سابق.
وكانت فكرة الحملة قد انطلقت من مجموعة من الناشطين كان منهم الناشط رامي السويد الذي بدأ بتذييل كتاباته بالهشتاغ الخاص بالحملة قبل أن تتبناه مجموعة من الناشطين والصفحات الإعلامية وتبدأ بالترويج له. يقول رامي سويد عن الحملة: “بعد أن بدأ النظام بحملة يطالب فيها المجتمع الدولي بالتدخل للرد على جرائم مزعومة للمعارضة في كسب ومعارك الساحل، كان رد ناشطي الثورة بإثبات بطلان الصور وبأنها كانت مأخوذة من أفلام رعب، ثم خطر ببالنا في مرحلة لاحقة أن نقوم بحملة مشابهة لإنقاذ حلب”.
ويكمل: “استخدم الناشطون مجموعة من الصور والبيانات الصادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان لإثبات عدالة قضيتهم وتوضيح حجم المأساة التي تعيشها حلب في الفترة الأخيرة”.
تستمر الحملة ويتوقع أن تكبر بعد أن أجمع السوريون على تسمية الجمعة القادمة باسمها، وتستمر الاشتباكات وتتعالى أصوات المدفعيات والطائرات في الجبهات بشكل غير مسبوق، حتى لحظة تحرير هذا الخبر على الأقل