كييف ، أوكرانيا ، 10 أبريل 2014 ، أ ف ب –
عدت الحكومة الأوكرانية بالعفو عن الانفصاليين الموالين للروس الذين يحتلون مباني ادارية في شرق اوكرانيا في حال تسليم سلاحهم، في محاولة للخروج من الأزمة الحالية .
وأوضح الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أنه تباحث في اتصال هاتفي مع ممثلين عن المتمردين في لوغانسك وعرض عليهم تسويات من ضمنها تشكيل لجنة تضم ممثلين أوكرانيين وأجانب لدرس نقاط النزاع.
كما دعا الى تعزيز سلطات الادارات المحلية التي كانت كييف حتى الان تعينها. ويطالب المحتجون الذين يحتلون منذ الاحد مبنى اجهزة الامن في لوغانسك ومقر الادارة الاقليمية في دونيتسك بتنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي المحلي او الالتحاق بروسيا.
وحشدت موسكو عشرات الاف الجنود على الحدود، ما اثار مخاوف من اجتياح هذه المناطق.
وكان وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف هدد الاربعاء باستخدام القوة ضد الانفصاليين الذين يرفضون الحوار و”الحل السياسي”، موجها انذارا مبطنا لمدة 48 ساعة.
وقام الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف صباح الخميس بمد يده لهم واعدا بانهم “اذا سلموا الاسلحة واخلوا المباني الادارية .. نضمن بانه لن تكون هناك اي ملاحقات”.
كما دعا الى تعزيز سلطات الادارات المحلية التي كانت كييف حتى الان تعينها. ويطالب الانفصاليون المدعومون من موسكو بمراجعة حقيقية للدستور الاوكراني لجهة اضفاء توجه فدرالي الى النظام، وهو امر ترفضه حكومة كييف التي تسلمت السلطة منذ اطاحة النظام المؤيد لروسيا في نهاية شباط/فبراير، لاعتباره مقدمة لتفكيك البلاد.
ميدانيا عزز الانفصاليون الحواجز التي اقاموها حول مبنى الادارة في دونيتسك، المدينة البالغ عدد سكانها مليون نسمة، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس كما شاهد صحافي في فرانس برس وصول خمسين عنصرا من الحرس الوطني الى مطار المدينة.
وقال نائب رئيس الوزراء فيتالي ياريما الذي ارسل الى المدينة سعيا لتسوية الازمة انه تم اجراء اتصالات مع المتمردين مبديا امله في التوصل الى تسوية سلمية للازمة خلال يوم الخميس.
وقال ياريما ان رينات احمدوف، اثرى رجل في اوكرانيا والمقرب سابقا من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش (كلاهما متحدر من دونيتسك)، يشارك في جهود تسوية الازمة، ما يعتبر بنظره مؤشر “تفاؤل”.
وفي لوغانسك المدينة البالغ عدد سكانها 400 الف نسمة، لا يزال الانفصاليون يتحصنون في مبنى اجهزة الامن الذي نهبوا مخازن اسلحته. لكن لم يكن من الممكن مشاهدة اي حركة تأييد مكثف للمتمردين الذين يسيطرون على المبنيين.
وتصاعد التوتر بشكل مفاجئ في نهاية الاسبوع الماضي مع شن الانفصاليين هجمات متزامنة اعتبرت كييف وواشنطن انها جرت بدعم من الاجهزة الخاصة الروسية.
وازدادت حدة التوتر الاربعاء مع تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلطات كييف من “القيام باي خطوة يتعذر اصلاحها”، وهو الذي لطالما تعهد بحماية السكان الروس في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا “باي ثمن”.
وهذه الاضطرابات تبعث مخاوف من تكرار سيناريو شبيه بما حصل في القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية التي ضمتها روسيا في اذار/مارس بعد استفتاء لم تعترف به كييف والغرب.
وتتهم السلطات الاوكرانية الانتقالية التي تسلمت السلطة منذ اقالة يانوكوفيتش، موسكو بالسعي “لتفكيك” بلادهم او اقله نسف الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو والتي يتصدر توقعاتها موالون لاوروبا عازمون على التقرب من الغرب.
غير ان املا دبلوماسيا ظهر مع الاعلان عن اجراء مفاوضات رباعية بين الولايات المتحدة وروسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل في فيينا او جنيف بحسب المصادر.
ودعت روسيا الى مشاركة الموالين لموسكو في المفاوضات وعرض حزب المناطق، حزب يانوكوفيتش سابقا، الخميس ارسال مرشحه للرئاسة ميخائيل دوبكين اليها.
وان كان بوتين اعرب عن امله في التوصل الى “نتائج ايجابية” لهذه المفاوضات، فان واشنطن لا تتوقع منها الكثير. وقالت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون اوروبا فيكتوريا نولاند “في الواقع ليست لدينا توقعات كبرى من هذه المحادثات لكننا نعتقد انه من المهم جدا ابقاء باب الدبلوماسية مفتوحا”.