اوكرانيا، 8 ابريل 2014، وكالات –
واجهت اوكرانيا أمس تهديدا جديدا بالانفصال حيث اعلن ناشطون موالون لروسيا “جمهورية ً ذات سيادة” في مدينة دونيتسك شرقي اوكرانيا الناطق باللغة الروسية. وانتـَقدت حكومة كييف هذه الاضطرابات ووصفتها بأنها خطة ٌ اعدتها موسكو “لتفكيك” البلاد.
وقد شهدت مناطق شرق اوكرانيا القريبة من روسيا الاحد تصعيدا مفاجئا، عندما سيطر متظاهرون موالون لروسيا على مبان رسمية في عدة مدن في شرق اوكرنيا بمدن خاركيف ولوغانسك ودونيتسك، حيث انزلوا الاعلام الاوكرانية واستبدلوها باخرى روسية. وحرصت قوات الامن على تجنب اعمال العنف بعدما تلقت امرا بعدم التصدي لهم بالقوة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد الدفاع “بكل الوسائل” عن السكان الناطقين باللغة الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق اذا ما وقعت اعمال عنف. وحشد حتى 40 الف جندي على الحدود مع اوكرانيا، ما اثار مخاوف من حصول اجتياح.
ونتيجة مفاوضات، اخلى المتظاهرون المبنى الحكومي في خاركيف، ولكن متظاهري دونيتسك تحصنوا في مقر الادارة المحلية.
وبعد مبنى الادارة المحلية، سيطر متظاهرو دونيتسك على مبنى الاجهزة الامنية، وحمل بعضهم السلاح الاثنين. واطلقت مجموعة غير معروفة النار في الهواء قرب التلفزيون المحلي.
وعقد المتظاهرون في مبنى الادارة المحلية صباح الاثنين تجمعا اعلنوا خلاله “جمهورية ذات سيادة”. وخرج احد مندوبيهم الى امام المبنى واعلن القرار للصحافيين الذين لم يسمح لهم بدخوله.
وظهر في شريط فيديو نشر على الانترنت وقدم على انه تجمع المتظاهرين، رجل يقول وسط الهتافات “اعلن انشاء الدولة ذات السيادة لجمهورية دونيتسك الشعبية”.
وذكرت وكالة انباء انترفاكس ان المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة منطقتهم قبل 11 ايار/مايو. اما موقع اوستروف للاخبار المحلية فذكر انهم قرروا طلب الانضمام الى روسيا.
ونقل التلفزيون الاوكراني “القناة الخامسة” عن احد الناشطين مطالبته بارسال قوات روسية، ما اثار مخاوف من تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم، التي اعلنت الانضمام الى روسيا بعد استفتاء لم تعترف بشرعيته اوكرانيا والدول الغربية.
وحتى قبل هذا الاعلان، انتقدت الحكومة الاوكرانية الموالية لاوروبا والمنبثقة من الانتفاضة التي اطاحت في 22 شباط/فبراير نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الاحداث في شرق اوكرانيا واعتبرتها خطة من الجار الروسي لـ”تفكيك” البلاد.
وقال رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك خلال اجتماع طارىء للحكومة ان هذه الاحداث جزء من “خطة لزعزعة الاستقرار ليعبر جيش اجنبي الحدود ويجتاح الاراضي الاوكرانية وهذا ما لن نسمح به”.
واضاف ان “هذا السيناريو كتبه الاتحاد الروسي وهدفه الوحيد هو تفكيك اوكرانيا”. وقد تحدث احيانا باللغة الروسية ليخاطب مباشرة سكان المناطق الشرقية.
واتهم الوزير الانتقالي اولكسندر توترتشينوف الانفصاليين بالعمل مع اجهزة الاستخبارات الروسية من اجل اعادة سيناريو القرم.من جهتها كررت روسيا الاثنين دعوتها الى الفدرالية في اوكرانيا باعتبار انها الحل الوحيد لضمان “مصالح كافة مناطق البلاد”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية “كفوا عن توجيه اللوم الى روسيا عبر اتهامها بكل مشاكل اوكرانيا”. واضافت ان “الشعب الاوكراني يريد ردا واضحا من كييف على اسئلته”.
وتابعت الخارجية الروسية “من دون اصلاح دستوري فعلي في اوكرانيا، يتم في اطاره ضمان تامين مصالح كل مناطق البلاد عبر نظام فدرالي، سيكون من الصعوبة الرهان على استقرار بعيد المدى” في اوكرانيا. الا ان كييف اكدت مجددا الاثنين رفضها لاقتراح الفدرالية.
وفي خضم الازمة السياسية، ستجري كييف انتخابات رئاسية مبكرة في 25 ايار/مايو، والمرشحون الموالون لاوروبا هم الاوفر حظا. وتعتبر كييف ان موسكو تسعى الى زعزعة العملية الانتخابية عبر الاضطرابات أو المطالبة باجراء استفتاءات او الفدرالية او الاستقلال الذاتي او حتى الانضمام الى روسيا.
وتواجه اوكرانيا ايضا ازمة اقتصادية كبيرة، وهي تعتمد على اتفاق تم التوصل اليه في آذار/مارس مع صندوق النقد الدولي. الاان آمال تحسن الوضع الاقتصادي تراجعت بعد قرار روسيا الاسبوع الماضي برفع سعر الغاز لاوكرانيا بنسبة 80%.
ورفضت اوكرانيا القرار الروسي معتبرة انه “ضغط سياسي”. واسفرت تلك الخطوة مخاوف من حرب غاز جديدة تقطع الامدادات عن اوروبا برمتها. ومن المفترض ان يناقش وفد اوكراني هذه المسألة الثلاثاء في بروكسل.
ولاسباب صحية اعلنت روسيا الاثنين تعليق واردات منتجات الحليب من اوكرانيا.وعبرت الحكومة الالمانية عن قلقها من التظاهرات العنيفة في الشرق وخصوصا اعلان “جمهورية ذات سيادة” في دونيتسك.
وقال الناطق باسم الخارجية الالمانية شتيفن سايبرت ان “الحوادث الاخيرة في دونيتسك وخاركيف هي امر نراقبه داخل الحكومة الالمانية بقلق كبير بالتأكيد”. واضاف “نجدد نداءنا الملح للعمل من اجل احلال الاستقرار في المنطقة وتجنب مثل هذا التصعيد”.
الى ذلك، افادت مصادر متطابقة الاثنين ان مدمرة اميركية مجهزة بقاذفات صواريخ تتجه الى البحر الاسود على ان تصل اليه “خلال اسبوع” لطمأنة الحلفاء في شرق اوروبا القلقين من التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم