واشنطن، الولايات المتحدة، 29 مارس 2014، وكالات-
أعلنت الخارجية الاميركية عن لقاء مرتقب يجمع وزير الخارجية جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأحد في باريس، للتشاور حول الازمة الاوكرانية.
يأتي ذلك بعد يوم من الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الاميركي باراك اوباما، والذي اعلنه البيت الابيض مساء الجمعة. وتوافق الرئيسان على مبدأ عقد لقاء سريع بين وزيري خارجيتهما لمناقشة التدابير التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي بهدف إرساء الإستقرار.
واكد الكرملين الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الاميركي باراك اوباما والذي اعلنه البيت الابيض مساء الجمعة. وقد اتصل الرئيس الروسي بنظيره الاميركي لبحث “التدابير التي يمكن ان يتخذها المجتمع الدولي للتعاون بهدف ارساء استقرار”.
وتوافق الرئيسان على مبدأ عقد لقاء سريع بين وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف لمناقشة “المعايير العملية لعمل مشترك”. وكان مقررا ان يعود كيري الى واشنطن بعد زيارة للشرق الاوسط، لكنه توجه السبت الى باريس.
واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي للصحافيين ان “الاجتماع سيعقد في باريس مساء غد”، الامر الذي اكدته الخارجية الروسية بعد دقائق.
وقال الكرملين ان بوتين عبر لنظيره الاميركي عن قلقه من “تدفق متطرفين يرتكبون بدون عقاب اعمال ترهيب ضد سكان مسالمين وضد هيئات السلطة وقوات الامن في عدد من المناطق وفي كييف”
وتحدث ايضا عن الوضع في ترانسدينستريا المنطقة الناطقة بالروسية في مولدافيا الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة بين اوكرانيا ورومانيا والتي تقوم بعملية تقارب مع الاتحاد الاوروبي.
وياتي ذلك بعد اسابيع من التصعيد اعقبت الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش من جانب المؤيدين لاوروبا وضم القرم الى روسيا، ما اسفر عن مواجهة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة بين موسكو والغربيين وتبني عقوبات اميركية واوروبية استهدفت مسؤولين روسا كبارا.
والجمعة، وجه اوباما انتقادا شديدا الى بوتين وحضه على سحب قواته المنتشرة على الحدود الاوكرانية وخصوصا في ظل مخاوف كييف من تدخل عسكري روسي في الشطر الشرقي من اوكرانيا ذي الغالبية الناطقة بالروسية والذي شهد في الاسابيع الاخيرة تظاهرات لانفصاليين.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة انه تلقى ضمانات من بوتين بان “لا نية لديه لتنفيذ اي عملية عسكرية” في اوكرانيا. والسبت، نفى سيرغي لافروف بشدة اي خطة في هذا المعنى ولمح الى “مبادرة مشتركة” مطروحة على الاوكرانيين.
وقال لافروف للتلفزيون الروسي العام “ليس لدينا اي نية او مصلحة في عبور الحدود مع اوكرانيا”، طالبا في المقابل القيام ب”عمل مشترك” للخروج من الازمة و”وقف التجاوزات” من جانب المعارضة السابقة التي اطاحت بيانوكوفيتش. وشدد على ان “وجهات نظرنا تتقارب”.
وعن ملامح التسوية الدولية تحدث لافروف عن امكان اقامة نظام فدرالي في اوكرانيا “تطالب به مناطق الجنوب والشرق”. وفكرة اللامركزية سبق ان طرحها بعض الدبلوماسيين الغربيين وقد ايدتها فرنسا بغية تهدئة التوتر الذي يسود هذه المناطق القريبة ثقافيا واقتصاديا من روسيا.
لكن سيناريو مماثلا قد لا يجد اذانا صاغية في كييف بعد الاذلال الذي تعرضت له في القرم ومع ازياد وتيرة معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو.
وامام المرشحين حتى مساء الاحد لتقديم ترشيحاتهم لدى اللجنة الانتخابية فيما تجتمع الاحزاب الرئيسية السبت لتحديد مرشحيها. واعلن النائب والملياردير بيترو بوروشنكو ترشحه مساء الجمعة واعدا ب”جيش جديد حديث وفاعل يدافع عن سيادة الدولة ووحدة اراضيها”، علما بانه الاوفر حظا في استطلاعات الراي.
والسبت، حظي بوروشكنو بدعم بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو الذي اعلن انسحابه من المعركة الرئاسية للتفرغ لبلدية كييف.
وقال بوروشنكو وهو رجل الاعمال الوحيد الذي اعلن تاييده للمعارضة الموالية لاوروبا التي نجحت في الاطاحة بيانوكوفيتش، ان “البلاد في حالة حرب وان قسما من اراضيها محتل. في وضع كهذا، تحتاج اوكرانيا الى الوحدة وهذا ما اظهرناه اليوم”.
ويبدو بوروشنكو مرشح تسوية، وكان وزيرا للخارجية بين 2009 و2010 ابان رئاسة فيكتور يوتشنكو الموالي لاوروبا ثم وزيرا للاقتصاد بين اذار/مارس وتشرين الثاني/نوفمبر 2010 ابان رئاسة يانوكوفيتش.
وتبدو المعركة الرئاسية قاسية مع ترشح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو (53 عاما) التي قررت الثار لخسارتها امام يانوكوفيتش، خصمها اللدود منذ الثورة البرتقالية العام 2004.
وقالت تيموشنكو السبت خلال مؤتمر لحزبها “الوطن” في الهواء الطلق وسط العاصمة الاوكرانية “اذا محضتموني ثقتكم كرئيسة لاوكرانيا، لن ادع فرصة للمعتدي ليستولي على سنتيمتر واحد من ارضنا الاوكرانية من دون قتال”.