حلب، سوريا، 21 مارس، (ريبال الزين، أخبار الآن) –

حلب ، يمر عيد الأم على وقع ازيز الرصاص و اصوات البراميل المتفجرة ،  عيد ممزوج هذا العام بالمزيد من المعاناة ، المزيد في التقرير التالي

المتحدثون:
أم بكري – أم فقدت اثنين من أبنائها
أبو عامر – أحد أهالي حلب
منذر – بائع ورد

في حلب يمر عيد الأم هذه السنة ثقيلاً محملاً بالدموع، فالحرب المستمرة منذ سنة ونصف، والقصف بالبراميل المتفجرة وحركة النزوح، فرقت بين أفراد العائلة الواحدة.

“أم بكري” التي تبلغ من العمر قرابة الخمسين عاماً، أم لستة أولاد… فقدت اثنين منهم. تقول أم بكري: “أحضروا لي جثّة الشهيد “أبو عرب” في يوم عيد الأم منذ ستنين، لم يبقى لهذا العيد بهجة، حيث كنت أنتظره دائماً مع أولادي لنفرح به، كنت أصنع لهم المعجنات، ولكن الآن لم نعد نذكره نهائياً، ولكن ابنتي ذكرتني فيه يوم أمس”.

ليس الموت وحده من يفرق بين الأم وابنها، فمعبر كراج الحجز أيضاً يفرق بين أفراد العائلة الواحدة، ولأكثر من سنتين لم ير أبو عامر والدته التي تبعد عنه أمتار قليلة.

يقول أبو عامر: “هذا العيد هو الثاني الذي لم أرى أمي فيه، لست أنا الوحيد فقط ولكن الكثير من الشبان محرومون من رؤية أمهاتهم بسبب الظروف التي نمر بها من قصف ونزوج بعيداً عن أهاليهم”.

وعلى الرغم من انعدام أدنى مقومات الاحتفال بعيد الام… إضافة للظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد… إلا أن الوردة تكون كفيلة برسم الابتسامة على وجه الأم… في عيدها.

يقول منذر بائع الورد: “هذه هي السنة الثانية على الحرب ورغم أن الكثير من الأمهات فقدن أبنائهن والكثير من الأبناء فقدوا أمهاتهم، ولكن هناك الكثير من الناس المهتمين بعيد الأم، ولقد أوصوني على هدايا وباقات ورد”.

قد لا يكون لهذا العيد بهجة كما الأعياد السابقة، إلا أن الحلبيون يصرون على معايدة أمهاتهم… حتى بعد رحيلهم.