نيويورك ، 16 مارس 2014 ، ا ف ب-

روسيا استخدمت يوم امس حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار غربي في مجلس الامن يندد بالاستفتاء المقرر تنظيمه اليوم في شبه جزيرة القرم فيما امتنعت الصين عن التصويت ما يزيد قليلا من عزلة روسيا في هذا الملف.             

وجرى التصويت على مشروع القرار الذي يَعتبرُ ان هذا الاستفتاء على ضم القرم الى روسيا ليس له قيمة، بناء على طلب الولايات المتحدة التي وضعت نصا شديد الاعتدال املا في الحصول على موافقة بكين.

وتم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة ثلاثة عشر صوتا قبل ان تقوم روسيا بمنع اقرار المشروع.ورغم ان الصين تنحاز دائما الى روسيا في مجلس الامن الا انها لم تفعل هذه المرة لان “الصينيين يشعرون بالحرج” كما قال دبلوماسي غربي.

وبرر المندوب الروسي فيتالي تشوركين موقفه الرافض بالتاكيد من جديد ان السلطات الجديدة في كييف منبثقة من “انقلاب” احدث “فراغا قانونيا” يستلزم اجراء هذا الاستفتاء. وشدد على ان روسيا “ستحترم رغبة شعب القرم”.

من جانبه اكد المندوب الصيني من جديد ان بلاده “احترمت دائما سيادة وسلامة ووحدة اراضي الدول”. ودعا “كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس” مقترحا انشاء “آلية تنسيق دولية لمحاولة ايجاد تسوية سياسية”.

وخلال الاجتماعات الستة السابقة لمجلس الامن بشان الازمة الاوكرانية اكدت بكين التمسك باثنين من مبادىء الدبلوماسية الصينية هما عدم التدخل واحترام سلامة ووحدة الاراضي التي يهددها الاستفتاء المقرر الاحد.

وكانت الصين قد امتنعت عن التصويت ايضا خلال ازمة مشابهة بين روسيا وجورجيا عام 2008. من جانبها علقت المندوبة الاميركية سامانتا باور بالقول ان “روسيا تستطيع وضع الفيتو على مشروع القرار الا انها لا تستطيع وضع الفيتو على الحقيقة” مشيرة الى المادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة.

واشادت باور ب”معارضة ساحقة للاعمال الخطيرة” التي تقوم بها موسكو والتي ستكون لها “تبعات”. واعتبرت ان روسيا “معزولة، وهي وحيدة وعلى خطأ، فمنذ بداية هذه الازمة وهي لا تذهب ضد القوانين فقط بل ايضا ضد الوقائع”.

وكتب بن رودس مساعد مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما على موقع تويتر ان “روسيا معزولة تماما في المجلس: 13 صوتا مع القرار وحتى الصين امتنعت” عن التصويت.

واجتماع مجلس الامن هو السابع الذي يعقده حول الازمة الاوكرانية.ووضع مشروع القرار الاميركي برعاية نحو 30 دولة بينها دول الاتحاد الاوروبي واوروبا الوسطى والشرقية واليابان والدول الاسكندينافية. ودعي عدد من هذه الدول اضافة الى اوكرانيا الى حضور جلسة مجلس الامن رغم انها ليست من اعضائه.

واعرب مندوب اوكرانيا يوري سرغييف عن “خالص امتنانه لهذا الدعم الكبير” وكرر اتهام كييف لموسكو ب”غزو عسكري” لجنوب اوكرانيا.

وردا على سؤال في هذا الصدد اعتبرت باور والمندوب البريطاني مارك ليال غرانت ان ذلك سيشكل “تصعيدا” فاضحا وخطيرا لكنهما لم يؤكدا هذه الاتهامات.

وراى المندوب البريطاني ان روسيا اصبحت “معزولة في هذا المجلس وفي المجتمع الدولي” وقال “نامل ان تاخذ هذه العزلة في الحسبان” مضيفا “من الواضح جدا ان الكرة الان في ملعب روسيا”.

واعتبر مندوب فرنسا جيرار ارو ان روسيا “استخدمت حقها في الفيتو ضد ميثاق الامم المتحدة” و”منحت نفسها حق تدخل يتجاوز اوكرانيا” متسائلا “من ستكون القرم المقبلة؟”.

واوضح ارو “نتجه نحو ضم للقرم (من قبل روسيا) لذلك كان من اللازم ان نوضح اهمية الامر” مضيفا “نحن دائما على استعداد للتفاوض لكننا لن نقبل ابدا هذا الضم”.

واعتبر تشوركين ان انتقادات واشنطن وباريس “غير مقبولة” وندد ب”دور (الولايات المتحدة) في تطور الازمة في اوكرانيا”، لترد باور قائلة “منذ بداية هذه الازمة وهي تحمل علامة +صنع في موسكو+”.

وكان الفيتو الروسي متوقعا بعد فشل الاجتماع الروسي الاميركي الذي عقد الجمعة في لندن لمحاولة التوصل الى تسوية بشان الازمة الاوكرانية.

ولا يستهدف مشروع القرار مباشرة روسيا التي لم تذكر ابدا في النص ولا يطالب صراحة بانسحاب التعزيزات الروسية التي ارسلت الى القرم للسيطرة على شبه الجزيرة كما انه لا يهدد بعقوبات.

في المقابل يؤكد النص انه “لا يمكن ان يكون للاستفتاء اي  قيمة ولا يمكن ان يؤسس لاي تعديل في وضع القرم”. كما يطالب كل الدول والمحافل الدولية بعدم الاعتراف بنتيجته و”عدم القيام باي تصرف يمكن ان يفسر على انه اعتراف بتغير الوضع”. وهي صيغة معقدة لمطالبة روسيا بعدم ضم شبه جزيرة القرم.

يطلب النص ايضا من موسكو وكييف “اجراء حوار سياسي مباشر” والتحلي بضبط النفس ويشيد برغبة السلطات الاوكرانية الجديدة في “احترام حقوق” الاقليات في اشارة الى الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا.