دبي، الامارات ، 15 مارس 2014 ، متفرقات –
د. كاسبر أديمان، الخبير فى مركز المخ والتنمية المعرفية بجامعة بيربيك بلندن، والذى يطلق عليه معمل الطفل يشرف على واحدة من أكبر الدراسات التى تحاول تحديد ما يجعل الأطفال يضحكون، ولماذا؟
يقول أديمان: “إن فهم الأطفال الرضع يساعد على فهم البالغين، فهم علماء صغار، يكتشفون العالم ومن خلالهم يمكننا أن نكتشف الكثير أيضا”، وتقول صحيفة “دايلى ميل” البريطانية، التى نشرت تقريرا عن الدراسة، أن أديمان عاطفى للغاية، كان مصرفيا لكنه تحول إلى دراسة علم النفس وليس لديه أطفال.
ويمول أديمان البحث بنفسه، ووضع استبيانا تفصيليا للآباء وطلب منهم أن يرسلوا فيديوهات وتقارير قصيرة عن الذى يجعل صغارهم يضحكون.
وحتى الآن، جاوب 1400 من الآباء من 25 دولة على أسئلة تتراوح بين ما إذا كان أطفالهم يضحكون أكثر فى وقت محدد من اليوم، إلى أى الألعاب أو أغانى الأطفال يجدوها مسلية أكثر.
ويقول أديمان “سألنا أيضا ما إذا كانوا يجدون الأم أو الأب أكثر مرحا، والمزاج العام للطفل”.. وأضاف أنه يعمل أيضا على استبيان مختلف لمعرفة ما إذا كان هناك علاقة بين ضحك الأطفال والمزاج الهادئ.
والمفاجأة، كما يقول، أنه على العكس من التصور العام، فإن الضحك موجود منذ عمر مبكر للغاية، فحوالى 90% من الأطفال ابتسموا خلال الشهرين الأوليين من أعمارهم، وضحكوا بعدها بأسابيع قليلة، فى حين أشارت تقارير أبوين إلى أن طفلهم ضحك بشكل قاطع وعمره أسابيع قليلة.
ومن النتائج التى توصل إليها الباحث البريطانى أيضا، أن عددا صغيرا من الآباء قالوا إن أطفالهم لم يضحكوا على الإطلاق قبل أن يتموا 12 شهراً، وهذا يشير إلى أن الأطفال لديهم طباع مختلفة منذ وقت مبكر للغاية فى أعمارهم.
ولحسن الحظ، يبدو أن الآباء والأمهات يتساوون معا فيما يتعلق بمن يجعل الطفل يضحك، لكن يبدو أن الصبية لديهم حسن فكاهة أكثر، حيث قال الآباء إن أطفالهم من الذكور يضحكون 50 مرة فى اليوم مقابل 37 للبنات.
ويربط أديمان هذا الأمر بسلوك الآباء، فلو كان شخصا يعتقد أنه طفله الصبى يضحك أكثر، فربما يحاولون أن يجعلوهم يضحكون أكثر.
ويقول أديمان، إن الضحك قبل أى شىء أمر اجتماعى، والمرء يضحك فى صحبة، وأحد أوضح الأدلة التى تم اكتشافها أنه ليس مهما ما تفعله مع طفلك، لكن حقيقة وجود الأب أو الأم مع الطفل أمر مهم، وهذا ما يجعلهم سعداء.
ومن الأمور التى توصل إليها أديمان أيضا أنه خلال السنة الأولى من عمر الطفل، تكون الابتسامات والدموع هى الوسيلة الوحيدة للطفل للاتصال بمن حوله، فالبكاء هو إشارة إلى نهم يرغبون فى تغيير أمر ما، بينما الابتسام أو الضحك هو العكس من ذلك، أى الاستمرار فى فعل معين.
ومن الصور التى تلاقها أديمان، صورة للطفل كوزمو، عمره ثلاثة أسابيع فقط، ويظهر فيها وهو يضحك عندما قام والده بزغزغته وهو ما يتحدى فكرة أن الأطفال لا يضحكون إلا عندما يكبرون.
ويقول أديمان، إن أول وسيلة لجعل الطفل يضحك هى اللمس، ويقول الباحث الإنجليزى إن الزغزغة لها جذور تطورية عميقة، والأمر يتعلق جزئيا بالاستمالة، وفيه وظيفة حيوية ومتعة أيضا، وكما يعلم الكبار فإن الزغزغة تحفز الأعصاب، وعادة ما يكون رد الفعل هو الضحك.
فريدريك طفل آخر عمره أربعة شهور يضحك عندما يرى نفسه فى المرآة، لكن أديمان يقول إنه لا يضحك للسبب الذى يعتقده أبويه.. فالبحث يشير إلى أن الأطفال لا يتعرفون على أنفسهم فى المرأة حتى يصبح عمرهم 18 شهرا، لكن ما يثير ضحكه هو أن انعكاس التعبيرات يكسر التقاليد الاجتماعية الطبيعية.
بولى طفل آخر عمره 11 شهراً يضحك كثيراً عندما يكون فى دورة المياه، وهو مرتبط بمراقبة انتباه الكبار الذى لا ينقطع لهم، كما أنه مرتبط أيضا بالمتعة الحسية، فالماء الدافئ أشبه بالرحم، والأطفال يحصلون على المتعة من المشاعر والأحاسيس البسيطة.
ومن الأسباب التى تجعل الأطفال يضحكون ملاعبتهم بقصد خضهم، ويرى أديمان أن الأمر ينجح لأنه تفاعلى للغاية وهى لعبة يمكن أن تتطور بمرور الوقت.
ويوضح أن الوقت ليس لديه مفهوم الزمن، لذلك فإن كل شخص أو كل شىء يعود بعدما يختفى ما يثير صدمته.
وبمرور الوقت تصبح اللعبة أكثر تصورا لأن الطفل يكون لديه اعتقاد بأنك ستعود مرة أخرى، وهذا يأتى بالترقب، والمتعة التى تكون قادمة هى التى تبهجهم.
كما أن الدمى والعرائس من الأسباب التى تجعل الأطفال يضحكون.
ويقول أديمان، إن الأطفال يدركون بشكل ما أن ألعابهم ليست حقيقية، لكن يكون لديهم درجة من التعاطف معا، والسبب هو أن آبائهم جزء من هذه اللعبة.