القرم , اوكرانيا, 11 مارس 2014 , جنان موسى لأخبار الان –
بينما تشدد روسيا قبضتها على منطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، بدأ أفراد من أقلية مسلمي التتار بتأسيس وحدات للدفاع عن النفس تعمل ليلا لحماية ممتلكاتهم وأحيائهم. المسلمون قلقون للغاية بان تتعرض منازلهم لهجوم من قبل الجماعات الموالية لروسيا. ففي حي يضم حوالي 5500 تتري، انشئوا 25 نقطة تفتيش يحرسها 300 شاب تتري غير مسلح. موفدتنا جنان موسى والتفاصيل .
إنها ليلة هوجاء حالكة الظلام. الطرقات فارغة في هذا الحي المسلم حيث يعيش تتار القرم.
لن تلمح أحدا باستثناء عناصر وحدات الدفاع عن النفس التترية. لا يحملون أي أسلحة. منتشرون ومتأهبون في أنحاء المكان. مهمتهم التحقق من السيارات الغريبة عن المنطقة و مراقبة من يدخل إلى أحيائهم. يقطعون الحطب للتدفئة… علم التتار الأزرق يرفرف فوق رؤؤسهم .
اسكتدر مرتزايف – شاب تتري
نخاف من الاستفزازات. نخاف من الجيش الروسي او اي مجموعة تحاول ان تخلق مشاكل. وقد حدث وان خلعوا بعض اجراس المنازل وكتبوا العبارات المهينة على منازل التتار. نحن نقف هنا لمنع تكرار ذلك. ربما يحاول احد في المستقبل ان يحرق بعض السيارات ا وان يقتل شخصا ما ويتهمون التتار بفعل ذلك.
التتار هم أقلية مسلمة تعيش في شبه جزيرة القرم. في عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين تم ترحيلهم قسرا من قبل ستالين إلى آسيا الوسطى ولم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم الأم إلا منذ عشرين عاما. معظم التتار لا يريدون الانضمام إلى روسيا لأنهم يخشون من أعمال تعسفية ضدهم من جديد إذا سيطر الروس على القرم.
محمد – شاب تتري
في الوقت الحالي لا نملك اي سلاح. نحاول ان نحل اي مشكلة بطريقة سلمية. نحن لم نخرج لنحارب انما فقط لحماية اسرنا.
الأسباب التي دفعت التتار لحماية أحيائهم عديدة. فمثلا في بلدة ريباتشي الجميلة الواقعة على البحر الأسود تم الاعتداء على ممتلكاتهم إذ حرق مجهولون فندقا وسيارتين يملكهم رجل أعمال تتري.
رستم – شاب تتري
لن نترك ارضنا مرة اخرى. يمكنهم قتلنا هنا ولكن لن يخرجونا من ارضنا مجددا. لذلك أنشأ التتار في معظم أحيائهم وحدات دفاع تخضع لسلطة مجالس محلية كهذه. يجتمعون يوميا لمناقشة أخر المستجدات والتهديدات.
منذ الحرب العالمية الثانية لم نشعر بهكذا تهديد. لم يمر على جيلنا ان شعر بهكذا خطر. هناك خطر كبير على ابنائنا وامهاتنا ونساءنا وابائنا. لا نعرف متى ومن اين يأتي الخطر.تنتشر خمس وعشرون نقطة تفتيش في هذا الحي تحت إشرافهم. وحتى الساعة انضم إليهم حوالي الثلاثمئة متطوع.
اسكندر رجل اعمال تتري
حدث الحريق عندي وحدثث حرائق مشابهة في سيمفروبول وفي فيلادوسيا وعلى حد علمي كانت كل هذه الحوادث موجهة فقط ضد التتر.
لم يواجهوا أي اختراق امني هنا حتى اليوم. ولكن الخوف كبير من أن تشتعل وتنقسم هذه المنطقة على أساس عرقي وديني.