في عام 1944 عوقب مسلمو التتار في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا بشكل جماعي من قبل ستالين وتم ترحيلهم قصرا إلى آسيا الوسطى. هذا لأنه، ووفقا لستالين، تعاون التتار مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
بعد عشرين عاما من ترحيلهم سُمح لمعظم التتار بالعودة الى القرم مرة أخرى. ولكن اليوم ومع الأزمة الجديدة التي تعصف القرم يخشى المسلمون أن يعيد التاريخ نفسه مرة جديدة .
في ضاحية رمادية في مدينة سيمفربول، عاصمة شبه جزيرة القرم، يعيش رجل يجسد الماضي المأساوي والمستقبل المقلق لتتار القرم المسلمين.
ففي عام ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين جاءت قوات ستالين الى منزل عائلته. أمهلوهم دقائق فقط لحزم أمتعتهم. ثم تم ترحيلهم إلى أوزبكستان البعيدة مع مئات الآلاف من تتار القرم. كان عمره خمس سنوات فقط.
ساوندبايت – سامادين فيليشايفيتش
جاؤوا في الظلام عندما كنا نائمين في المنزل. دق 3 جنود روس باب بيتنا. كانوا مدججين بالأسلحة وقالوا لنا اخرجوا ألان من منازلكم. سيتم ترحيلكم. انأ وأخوتي بدأنا بالصراخ والبكاء. كنا وحدنا مع والدتنا في تلك الليلة. وضعنا اثنين من إخوتي عند الجيران وهجّرنا قصرا من دونهم.
بعد ثمانية وأربعين عاما سمح لعائلته ولتتار عامة بالعودة إلى القرم.
ساوندبايت – سامادين فيليشايفيتش
اذكر جيدا بكاء الأطفال الرضع وكيف اختفى بكاؤهم بعد فترة بسبب موتهم. وبعدها ماتوا الأطفال الأكبر سنا. وبعدها بدأ المسنون يموتون.
حان موعد الصلاة. التتار وهم أقلية في القرم تبلغ نسبتهم حوالي الأربعة عشرة بالمائة. أما الروس فهم أغلبية تصل نسبتهم إلى الستين بالمائة. بعد سبعين عاما من تهجيرهم ألقصري على يد روسيا، يخشى تتار القرم مصيرا اسودا بعد أن احتل الروس هذا الجزء من أوكرانيا.
ساوندبايت
زمير خاليلوف: الروس عبر التاريخ يهضمون التتار وكلنا نعلم ما حدث لنا عندما هجرونا. وانأ اخشي ان يحدث هذا مستقبلا.
اوليغ كولمان: في حال انضم القرم إلى روسيا سأهاجر من هنا.
هذا مقر مجلس شعب تتار القرم. العلم الأوكراني يرفرف هنا في إشارة واضحة إلى عدم رغبة التتار بالانفصال عن أوكرانيا. هذا ما اغضب البعض الذين عمدوا إلى إلقاء الطلاء الأصفر على المبنى. في الداخل يناشد التتار العالم لحمايتهم:
ساوندبايت علي خامزين – رئيس العلاقات الخارجية في مجلس شعب تتار القرم
هذا واجب ومسؤولية أميركا وبريطانيا حماية الدستور ووحدة الأراضي الأوكرانية. وهذا يتم بالضغط بقوة على بوتين في الأسلوب الذي يرونه مناسبا حتى اضطر ذلك إلى استخدام القوة العسكرية.
كما و سيقاطع التتار الاستفتاء العام الذي سيجري الأسبوع المقبل والذي من المفترض أن يجعل القرم تابعا لروسيا.
ساوندبايت علي خامزين – رئيس العلاقات الخارجية في مجلس شعب تتار القرم
ان مجلس شعب تتار القرم لن يعترف بالسلطات الجديدة في القرم ولا برئيس حكومته كما ولن يعترف بالاستفتاء على مصير القرم.
في منزله الصغير سألت السيد سامادين إن كان يخشى ان يقوم الروس بتهجير أحفاده تماما كما حدث معه:
ساوندبايت – سامادين فيليشايفيتش
نعم اخشي من تهجيرنا مرة أخرى بل واخشي حتى التكلم عن ذلك لكي لا يسمعني الشباب. لا أريدهم ان يخافوا.
خارج منزله مؤشرات عديدة تدل على ان الأيام القادمة لا تبشر بالخير. فقد بدأ شبان الحي من التتار بتنظيم أنفسهم وتشكيل دوريات لحماية المنطقة من اي عناصر شغب روسية.
يبدو ان القرم تعيش على حافة الهاوية.