كييف ، 9 مارس 2014، وكالات –

 بينما يسيطر جنود روس على شبه جزيرة القرم، تشهد اوكرانيا  اليوم تجمعات من اجل التأكيد على سيادة البلاد.              

ففي كييف تنظم تظاهرة في حديقة تاراس شيفتشينكو الشاعرِ الذي تصادف اليوم الذكرى المئوية الثانية لوفاته ، يلي ذلك حفلٌ موسيقي في ساحة الميدان التي شهدت التظاهرات التي ادت الى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

كما ستجري تظاهرات مماثلة في القرم في كل من سيمرفوبول العاصمة، وسيباس توبول المرفأِ الكبير الذي يضم مقر الاسطول الروسي للبحر الاسود.

وسيشارك القادة السياسيون الجدد بمن فيهم الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك في هذا التجمع الذي يعد اختبار قوة لتأكيد وحدة وسلامة اراضي البلاد وسيادة اوكرانيا.

وما زال التوتر كبيرا في شبه الجزيرة حيث يتحدى البرلمان المحلي سلطة كييف، وكذلك في دونيتسك حيث من المقرر تنظيم تظاهرتين واحدة للموالين لروسيا واخرى لانصار السلطات الاوكرانية الجديدة.

وتظاهر آلاف من انصار التقارب مع روسيا في الايام الاخيرة في شرق اوكرانيا وخصوصا في دونيتسك وخاركيف.

في المقابل تظاهر بضع مئات من انصار سيادة اوكرانيا السبت في سيمفروبول في حدث نادر في قلب المنطقة الانفصالية التي ستنظم في 16 آذار/مارس استفتاء حول الحاقها بروسيا.

وبعد فشلهم مرتين الخميس والجمعة، حاول المراقبون الدوليون ال54 الذين ارسلتهم منظمة الامن والتعاون في اوروبا للمرة الثالثة السبت من دون جدوى دخول شبه جزيرة القرم التي اصبحت منذ شباط/فبراير تحت سيطرة القوات الروسية.

واضطر موكب المراقبين المدنيين والعسكريين غير المسلحين للعودة ادراجه عند اقترابه من معبر ارميانسك احد محورين للطرق يسمحان بدخول القرم. وقد وجه مسلحون ببزات مرقطة اسلحتهم الى الموكب ثم اطلقوا النار في الهواء ثلاث مرات.

وتهدف هذه البعثة التي جاء اعضاؤها من 29 بلدا الى خفض التوتر.دبلوماسيا، لم يتمكن الغربيون والروس من التوصل الى مخرج لاسوأ ازمة في العلاقات بين الجانبين منذ 1991، على الرغم من المشاورات المكثفة.

وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية السبت من ان استمرار تصعيد الوضع في اوكرانيا “يغلق الباب امام الدبلوماسية”، داعيا موسكو الى ممارسة “اعلى درجات ضبط النفس”، كما اعلنت واشنطن.

واوضح مسؤول في الخارجية الاميركية ان كيري قال للافروف ان “استمرار التصعيد العسكري والاستفزاز في القرم او في سواها من المناطق الاوكرانية وكذلك ايضا الاجراءات الروسية الرامية الى ضم القرم، من شأنها ان تغلق الباب امام الدبلوماسية”.

 

وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت عن هذا الاتصال، موضحة انه تم بمبادرة من كيري واتفق خلاله المسؤولان “على متابعة اتصالاتهما المكثفة لافساح المجال امام التوصل الى تسوية للازمة الاوكرانية”.

من جهته، عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما والقادة الاوروبيون الذين تباحث معهم هاتفيا صباح السبت حول الوضع في اوكرانيا، مجددا عن “قلقهم الشديد ازاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي من قبل روسيا”.

وقال البيت الابيض في بيان ان القادة جددوا تاكيد “دعمهم لسيادة اوكرانيا ووحدتها الترابية”.واتصل اوباما الذي يمضي نهاية الاسبوع في كي لارغو بولاية فلوريدا (جنوب شرق) برئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رينزي وكذلك بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. كما عقد مؤتمرات عبر الهاتف مع رئيسة ليتوانيا داليا غريبوسكايتي ونظيريها اللاتفي اندرس برزينس والاستوني توماس هندريك ايلفس.

وفي باريس اعلنت الرئاسة الفرنسية بعد الاتصال بين اوباما وهولاند ان فرنسا والولايات المتحدة تنويان “في حال عدم تحقيق تقدم” نحو ايجاد تسوية في اوكرانيا، اتخاذ “اجراءات جديدة” تستهدف روسيا.

وقالت ان رئيسي الدولتين شددا على “ضرورة قيام روسيا بسحب قواتها التي ارسلتها الى القرم منذ نهاية شباط/فبراير الماضي، وعلى ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لنشر مراقبين دوليين” في اوكرانيا.

واعلنا انه “في حال لم يتم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، فان اجراءات جديدة ستتخذ وستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين المجتمع الدولي وروسيا، الامر الذي لن يكون في مصلحة احد”.

اما موسكو، فقد اعلنت انها تعتزم تعليق عمليات التفتيش الاجنبية لترسانتها من الاسلحة الاستراتيجية ردا على “التهديدات” الاميركية ومن حلف شمال الاطلسي بشان الازمة في اوكرانيا.

وتتم عمليات التفتيش في اطار معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية المبرمة مع الولايات المتحدة ووثيقة فيينا بين الدول الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

وقبل ذلك، اكد لافروف السبت ان روسيا مستعدة لبدء حوار “نزيه وعلى قدم المساواة” مع الدول الاجنبية حول الازمة في اوكرانيا.

وقال في مؤتمر صحافي متلفز في موسكو مع نظيره الطاجيكي “اننا منفتحون لحوار نزيه وموضوعي على قدم المساواة مع شركائنا الاجانب لايجاد طريقة لمساعدة اوكرانيا على الخروج من الازمة” في اشارة واضحة الى الغرب.