بنغلادش ، 5 يناير 2014 ، وكالات –

قتل ستة اشخاص وتعرض نحو مئتي مركز اقتراع لهجمات مساء يوم امس واليوم في بنغلادش التي تشهد انتخابات تشريعية تقاطعها المعارضة بعد شهر من الاضرابات واعمال العنف، هي الاخطر منذ استقلال البلاد. وقالت الشرطة ان محتجين أحرقوا حتى الآن خمسة عشر مركزا للتصويت وهاجموا مفوضية للشرطة، مشيرة الى ان الوضع متقلب جدا.

وقالت الشرطة ان اكثر من مئتي مركز للاقتراع تعرضت لهجمات منذ مساء السبت وخصوصا في الشمال حيث تتمتع المعارضة بوجود كبير. وقال قائد الشرطة المحلية سيد ابو صايم لوكالة فرانس برس ان “آلاف المتظاهرين هاجموا مراكز للتصويت وافراد وحداتنا مستخدمين الزجاجات الحارقة (مولوتوف) او قنابل حارقة”.

وفي رانغبور الاقليم الواقع في الشمال ايضا، اعلنت الشرطة انها قتلت شخصا خلال محاولتها منع المتظاهرين من سرقة بطاقات للتصويت. ;وقتلت الشرطة اثنين من ناشطي المعارضة في حوادث مماثلة في الشمال وشخص آخر في منطقة فيني الساحلية. ;وضرب مدقق حتى الموت بينما لقي سائق شاحنة حتفه في احتراق آليته في انفجار عبوة يدوية الصنع. ويرجح فوز رئيسة الوزراء الشيخة حسين واجد في الاقتراع اذ ان مرشحي حزبها رابطة عوامي او حلفائها يخوضون المعركة بلا منافس في 153 من 300 دائرة.

لكن هذا الاقتراع الذي تنتقده الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يمكن ان يؤدي الى تفاقم العنف في البلاد ويعزز “التطرف الاسلامي”، كما قال مراقبون. وفتحت مكاتب الاقتراع في سائر انحاء البلاد ابوابها عند الساعة 08,00 (02,00 ت غ)، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. ;وقد لا تصل المشاركة الى 26 بالمئة، النسبة التي سجلت في انتخابات شبيهة بهذا الاقتراع في 1996. وقال الناخب نور الاسلام بعدما ادلى بصوته في مركز للتصويت في ميربور بالقرب من دكا ان “التصويت حق وامارس هذا الحق”.

من جهته، لم يتوجه نعمة الله الى مركز الاقتراع. وقال “اي نوع من الانتخابات هذه عندما لا يكون هناك ناخبون في مراكز التصويت ويكون المرشحان المتنافسان من حزب واحد؟”. ;وكان حزب بنغلادش القومي وحلفاؤه طالبوا بدون جدوى بالغاء الاقتراع وتشكيل حكومة محايدة وموقتة قبل تنظيم الانتخابات كما كان يجري في الماضي، لكن رئيسة الوزراء حسينة واجد رفضت ذلك.

وفي محاولة لمنع اجراء الاقتراع، نظمت زعيمة المعارضة خالدة ضياء اضرابات وتظاهرات تخللتها صدامات اسفرت عن سقوط 150 قتيلا. ولم بكف نشر خمسين الف جندي لوقف العنف. وفي محاولة اخيرة لتحقيق هدفها، دعت خالدة ضياء الناخبين الى الامتناع عن التصويت. وقالت “ادعو مواطني الى مقاطعة هذه المهزلة بالكامل”، متهمة حسينة واجد “بقتل الديموقراطية”.

وشهدت بنغلادش مؤخرا اعمال عنف هي الاكثر دموية منذ استقلالها في 1971 (عن باكستان)، اسفرت عن سقوط ما بين 300 و500 قتيل بحسب المصادر. واعمال العنف هذه مرتبطة ايضا باحكام بالاعدام صادرة عن محكمة مثيرة للجدل تنظر في جرائم الحرب المرتكبة في 1971. وقد نسبت الجرائم الى انصار الجماعة الاسلامية، الحزب الاسلامي الرئيسي الذي منع من المشاركة في الانتخابات –وهو حليف لحزب بنغلادش القومي– ويعد قادته الحاليون او السابقون المتهمين الرئيسيين في هذه المحاكمات.

وتم اعدام عدد منهم شنقا. ;وبعد فشل محادثات نظمتها مؤخرا الامم المتحدة، تخلت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ورابطة الكومنولث عن فكرة ارسال مراقبين، مما اضعف مصداقية الاقتراع وموقف حسينة واجد.واكد نائب وزير العدل قمر الاسلام ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان “هذه الانتخابات حاسمة لضمان الاستمرارية الدستورية”. ;وتضر الازمة التي تهز بنغلادش ثامن بلد في العالم في عدد السكان البالغ عددهم 154 مليون نسمة، بالاقتصاد في بلد يعيش واحد من كل ثلاثة من ابنائه تحت عتبة الفقر.