بانغي، 27 ديسمبر 2013، وكالات –
ما زال الانتشار العسكري الفرنسي كثيفا في شوارع بانغي التي دوت فيها مجددا الليل الماضي عيارات نارية، وزادت في الفوضى السائدة في عاصمة افريقيا الوسطى بينما ما انفكت حصيلة اعمال العنف تتفاقم. ولم يقدم الصليب الاحمر بعد حصيلة كاملة لكن بعض التقديرات تفيد عن سقوط الف شخص بالرصاص او بالسلاح الابيض في جمهورية افريقيا الوسطى منذ الخامس من كانون الاول/ديسمبر.
وتعددت اعمال العنف الطائفية منذ بداية التدخل الفرنسي، بين مليشيات الدفاع الذاتي المسيحية وعناصر سيليكا، حركة التمرد السابقة التي اطاحت بالرئيس فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس 2013.
ويريد العديد من المسيحيين الذين تعرضوا طيلة اشهر الى تجاوزات سيليكا، الانتقام من المتمردين السابقين والمدنيين المسلمين الذين اصبحوا محسوبين عليهم.
و انتشرت الاليات المدرعة وناقلات الجند الفرنسية من عملية سنغاريس في شوارع العاصمة التي فتحت محلاتها التجارية واغتنم سكانها فرصة الهدوء الموقت للخروج من منازلهم وفق ما لاحظ مراسل فرانس برس.
وسمعت ليلا عيارات نارية كثيفة قرب القصر الرئاسي ومعسكر رو المجاور حيث يقيم الرئيس الانتقالي ميشال جوتوديا تحت حماية حرسه من عناصر سيليكا..
واوضح الناطق باسم رئاسة افريقيا الوسطى غي سامبليس كودنغي ان تلك العيارات النارية ناجمة عن خطأ بين وحدة من الشرطة والقوة الافريقية لمساعدة جمهورية افريقيا الوسطى (ميسكا) المتمركزة قرب القصر وقوات سيليكا.
لكن قوات سيليكا لم تؤكد هذه الرواية.
وافاد مصدر في القوة الافريقية لم يتمكن من اعطاء تفاصيل، ان شرطيين كونغوليين قتلا في تبادل الرصاص في حين افاد مصدر دبلوماسي ان مواطنين تشاديين اثنين لجآ امام سفارتهما بالقرب من هناك، اصيبا برصاص طائش.
ويدل اطلاق النار هذا على الفوضى السائدة في العاصمة منذ اندلاع اعمال العنف الاخيرة الاربعاء.
ونقلت اربعون جثة في المدينة الاربعاء وفق اللجنة الدولية للصليب الاحمر وعثر على “ستين” جثة الاثنين في العاصمة وفق الناطق باسم هذه الهيئة، وعثر على مقبرة جماعية قرب معسكر رو.
وطوال يوم الاربعاء ومساؤه، ساد القلق الاحياء الشمالية للعاصمة جراء نيران مجهولة المصدر وكذلك المنطقة المجاورة للمطار الذي يتولى الفرنسيون تامينه وحيث يتمركز جنود سانغاريس ومختلف قوات ميسكا.
وشن الجيش الفرنسي الخميس عمليات “ردع” واسعة لارساء الامن شارك فيها 600 رجل في اثنين من احياء العاصمة غوبونغو القريب من المطار وبابونغو جنوب العاصمة.
ويجهد الجنود الفرنسيون وقوات ميسكا في احتواء الحريق الذي اندلع في مدينة كثرت فيها الاحقاد الدينية.
وتسببت اعمال العنف في نزوح اعداد كبيرة من السكان في البلاد وفق الامم المتحدة التي احصت نحو 710 الفا على مجمل انحاء البلاد منهم 214 الفا في بانغي (من اصل 800 الف ساكن) واربعين الفا في بوسنغوا وفق ارقام نشرتها المفوضة العليا للاجئين للامم المتحدة الثلاثاء.