دبي ، 23 ديسمبر 2013 ، أخبار الآن –

أعلنت إيران يوم السبت أنها ألغت تمويل مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من إيران إلى باكستان. يأتي هذا الإعلان ليغلق ملف خط الغاز الذي ظل طوال سنوات يمثل جانبا من تحايل إيران على العقوبات الدولية المفروضة على برنامجها النووي باستغلال حاجة باكستان إلى الطاقة. القصة بدأت تتعاظم في العام 2009.

المشروع كان مصمما لمد خط أنابيب لنقل الغاز من إيران ومنها إلى باكستان والهند. تحت ضغط دولي، لم تستطع إيران أن تمضي في المشروع بسبب تخلي الهند عنه في العام 2009؛ ومن ثم تخلي الصين عن التمويل، وكذلك موسكو. وظل الأمر منوطا بطهران و إسلام أباد التي تحتاج للطاقة حاجة بالغة.
وقتها تفاخر النظام الإيراني بأنه سيوفر ما لا يقل عن خمسمئة مليون دولار تحتاجها باكستان لبناء الجزء الخاص بها من الخط. لكن في المقابل، اشترطت طهران أن تتعهد إسلام أباد بعدم استخدام المبلغ لأي غرض. طلب يؤشر على انعدام الثقة بين الطرفين.

لكن ما كان لافتا في هذه المسألة هي أن عباس علي عبداللهي، القنصل العام الايراني السابق في كراتشي، أدلى قبيل رحيله من منصبه نهاية العام 2012، ربط مسألة خط الأنابيب بإفتتاح مصارف إيرانية في باكستان. وهذا يدل على أن هدف إيران من المشروع لم يكن فقط تأمين صادرات الطاقة؛ وإنما إيجاد طرق جديدة للتهرب من العقوبات الدولية على حساب تعريض النظام المالي في باكستان للخطر.
اليوم، وربما لاطمئنانها للاتفاقية المؤقتة التي وقعتها مع المجتمع الدولي، تكشف إيران عن أنها لن تعطي باكستان قرض ألـ 500 مليون دولار لإتمام الجزء الخاص بها، متذرعة بأنها لم تقم بما يكفي من البناء. نائب وزير النفط الإيراني علي مجيدي قال يوم السبت إن بلاده التي استثمرت ملياري دولار في بناء الجزء الخاص بها من الخط، لم تعد تملك ملياري دولار إضافيين لتمويل المشروع كاملا من إيران إلى باكستان. إيران انتظرت كل هذه الفترة لتقول إن باكستان التي تحتاج إلى الطاقة قصّرت في أداء واجبها.