إيران, 27 نوفمبر, (ميدل ايست أونلاين – أخبار الآن) —
يحتفل الاصلاحيون والمعتدلون وكل الذين ساندوا الرئيس الايراني حسن روحاني في حملته الانتخابية، بما وصفوه انتصار المنطق العقلاني في مفاوضات جنيف النووية.وخرج هؤلاء الى الشوارع بشكل عفوي الأثنين وسط إجراءات أمنية مشددة والخشية من أن يتحول الاحتفال الى تظاهرات احتجاج ضد النظام وديكتاتورية الولي الفقيه على حد ما أفادت أوساط إيرانية مقربة من الرئيس السابق محمد خاتمي.
وقالت هذه الأوساط إن الاحتفال العفوي بالاتفاق النووي جاء متزامنا أيضا مع محاكمة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الثلاثاء في محكمة الجنايات الشعبة 76 حيث اتخذت السلطات إجراءات أمنية استثنائية وفرضت طوقا أمنيا مشددا حول المحكمة ومحكمة الاستئناف المجاورة خشية تعرض أحمدي نجاد لاعتداء “علوي” من غاضب أو غاضبين يتهمونه بأنه سبب كل هذه العقوبات الاقتصادية (من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي ) التي فرضت على إيران في عهده الذي استغرق ولايتين رئاسيتين استمرتا ثماني سنوات.
وقالت مصادر في قوى الأمن الداخلي التي يقودها اسماعيل أحمدي مقدم وهو عديل أحمدي نجاد (زوج شقيقة زوجة الرئيس السابق) إن قيادة الأمن شكلت وحدة من القوات الخاصة خاضعة مباشرة لقيادته لمتابعة المحاكمة التي قيل إن أحمدي نجاد يمثل فيها كمواطن عادي.
وتم توجيه استدعاء الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد في يونيو/حزيران المنصرم للمثول أمام محكمة الجنايات لاتهامات وجهها له رئيس البرلمان علي لاريجاني بعد أيام من انتخاب المعتدل حسن روحاني لتولي الرئاسة خلفا له.
وقد وقّع أكثر من 150 عضوا بارزا في البرلمان الإيراني الذي يتكون من 290 عضوا على عريضة طالبت في مايو/أيار القضاء بمحاكمة محمود أحمدي نجاد لانتهاكه الدستور واستغلاله وظيفته لمصالحه الشخصية.
وقد سلمت العريضة بشكل رسمي إلى القضاء ووقعها نواب معظمهم كان قد أيّد أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية قبل الماضية التي اتهمت بالتزوير لصالحه العام 2009.
وقد تلقى القضاء قبل ذلك شكوى مماثلة من مجلس صيانة الدستور تتعلق بمرافقة أحمدي نجاد مستشاره وصهره إسفنديار رحيم مشائي أثناء تسجيل اسمه للانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتهت بفوز حسن روحاني.
ووصف ممثل المرشد علي خامنئي المُشرف على صحيفة “كيهان” حسين شريعتمداري مرافقة أحمدي نجاد لمشائي الذي أقصي من السباق الانتخابي، بالخطوة الانتحارية، وبأنها رسالة من الرئيس السابق “بأنه مستعد لعمل أي شيء ضد القانون”.
وكتب شريعتمداري في مقال “كيهان” الافتتاحي، الذي يمثل إلى حد ما وجهة نظر المرشد علي خامنئي “إن خطوة أحمدي نجاد الانتحارية رسالة إلى تيار الفتنة (الإصلاحيين) بأن تياره المنحرف مستعد للتعاون وإثارة التوترات وإثارة فتنة جديدة، وبإمكان تيار الفتنة (الإصلاحي) الاعتماد عليه وعلى انتهاكاته للقانون”.
ويمثل مثول أحمدي نجاد للمحاكمة انتصارا أيضا للمرشد علي خامنئي الذي ألقى بكل ثقله خلف أحمدي نجاد لقمع الاحتجاجات التي اندلعت بسبب انتخابه لولاية ثانية في 2009 لكنه اختلف معه بعد ذلك لتحديه سلطته المطلقة.
وفي فبراير/شباط، حاول أحمدي نجاد أن يوجه هجوما مضادا وألقى كلمة في البرلمان وقام بتشغيل محادثة مسجلة لشقيق رئيس البرلمان علي لاريجاني قال إنها تورط اسم العائلة في جرائم فساد.
وكان لهذه الخطوة رد فعل عكسي لأن التسجيل لم يكن مسموعا بشكل كاف وطرده لاريجاني من القاعة. وهدد أحمدي نجاد أن لديه أدلة تثبت تورط عدد من الشخصيات البارزة في جرائم وهدد بالكشف عنها في حالة تعرض مكانته الشخصية أو سلامته للتهديد.