“جنيف، سويسرا، 23 نوفمبر 2013، ا ف ب
وصل وزراء خارجية مجموعة 5+1 السبت الى جنيف للانضمام الى المفاوضات الجارية مع طهران بشأن البرنامج النووي الايراني والتي يبدو انها تحرز تقدما بحسب المفاوضين الايرانيين.
وفي وقت انطلقت مفاوضات مكثفة منذ الاربعاء بين دبلوماسيين من القوى الكبرى وايران، قرر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الانضمام الى المفاوضات وغادر واشنطن للذهاب الى جنيف صباح السبت، وسيتوجه الى جنيف بهدف الاستمرار في تقريب وجهات النظر، من أجل إبرام إتفاق وفق المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي.
وبعد ساعة ونصف الساعة، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ثم نظيره البريطاني وليام هيغ بدورهما التوجه الى جنيف للمشاركة في المفاوضات. وتبع ذلك اعلان المانيا والصين توجه وزيري خارجيتهما، غيدو فسترفيلي ووانغ يي الى سويسرا للغاية عينها.
وينضم هؤلاء الوزراء الى نظيرهم الروسي سيرغي لافروف الذي وصل بشكل مفاجئ الجمعة الى جنيف حيث الدبلوماسيون من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين والمانيا) ومن ايران يحاولون التوصل الى اتفاق مرحلي بشأن البرنامج النووي الايراني بعد عقد من المحاولات الفاشلة.
واعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي مساء اليوم الثالث من مفاوضات جنيف الجمعة ان ايران والدول الست تقترب من اتفاق بشان البرنامج النووي لطهران.
واكد نائب وزير الخارجية الايراني لوكالة مهر، قبل لقاء مع الوفد الفرنسي “اقتربنا الى حد كبير من اتفاق لكن رغم التقدم المحرز اليوم ، لا تزال هناك قضايا مهمة” بحاجة للتسوية.
والتقى لافروف بعيد وصوله نظيره الايراني محمد جواد ظريف ثم مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون المكلفة التفاوض باسم مجموعة 5+1.
ومع وصول جميع وزراء خارجية مجموعة 5+1، يبدو ان سيناريو المفاوضات السابقة التي شهدتها جنيف بين 6 و9 تشرين الثاني/نوفمبر يتكرر. وكان الوزراء الذين يملكون وحدهم صلاحية التوقيع على اتفاق، وصلوا قبيل انتهاء المفاوضات الى جنيف ليرموا بثقلهم في المفاوضات سعيا للتوصل الى تسوية. لكنهم عادوا من دون التوصل الى اي اتفاق.
وقالت الولايات المتحدة الجمعة انها لا تزال تامل ان تؤدي مفاوضات جنيف الى اتفاق. واكد جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض “لا نزال نامل في ان نتمكن من التوصل الى اتفاق بين حلفائنا (مجموعة خمسة زائد واحد) والايرانيين في جنيف”.
وقالت المتحدثة باسمه ماريا سارخوفا لدى وصوله ان “سيرغي لافروف يزور جنيف للمشاركة في المباحثات حول البرنامج النووي الايراني” مضيفة “نحن هنا من اجل ايران واؤكد اننا باقون هنا الجمعة والسبت”.
في الاثناء قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ان المباحثات بين بلاده ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا) احرزت تقدما لكن لا تزال هناك “نقاط اختلاف”.
وبعد مباحثات مكثفة الخميس اعلن الوزير الايراني ان وفود الدول الكبرى ابلغت حكوماتها بما دار في المحادثات.
وقال “في بعض الحالات اتى هذا التنسيق بنتائج واضيفت بعض الكلمات (الى مشروع الاتفاق) من شانها ان تقرب الحل، وفي حالات اخرى يجب علينا العمل اكثر على نقاط الخلاف”.
واوضح ظهرا لوكالة الانباء الطلابية الايرانية ان الطرفين “دخلا في مرحلة صياغة” تلك النقاط التي قال ان عددها “ثلاثة او اربعة (…) واحد او اثنان منها اكثر اهمية” دون مزيد من التفاصيل.
وافادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان من بين تلك النقاط حق ايران في تخصيب اليورانيوم ومصير مفاعل الماء الثقيل في اراك الذي يجري بناءه حاليا.
ويدور التفاوض حول نص عرضته مجموعة خمسة زائد واحد في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في الجولة السابقة من مباحثات جنيف التي انتهت دون التوصل الى اتفاق.
وينص مشروع “الاتفاق المرحلي” لستة اشهر القابل للتمديد وفق مصدر غربي، على وضع حدود للبرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة على طهران.
ولم تعرف تفاصيل المشروع، لكن مايكل مان الناطق باسم كاثرين اشتون اورد ان “الجميع يعلم ما هي الرهانات الاساسية” ذاكرا خصوصا تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره الايرانيون “حقا” ويرفضه الغربيون الذين يتهمون طهران بالسعي الى حيازة سلاح نووي.
ومن النقاط الاخرى المطروحة على النقاش مصير مخزون اليورانيوم الايراني المخصب بنسبة عشرين بالمئة.
ولم يتسرب الكثير حول مسالة العقوبات الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الايراني.
وافادت تقديرات اميركية ان ايران تخسر خمسة مليارات دولار شهريا بسبب تلك العقوبات وقد تكون خسرت منذ بداية تطبيقها نحو 120 مليار دولار، وتوجد مئة مليار دولار من الاصول الايرانية مجمدة حاليا في عدة مصارف في العالم.
وفي حال التوصل الى اتفاق قد تحصل ايران على ستة مليارات دولار لفترة ستة اشهر، بحسب ما المحت سمانتا باور السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة في تصريحات لشبكة سي ان ان.
وحرص وزير الخارجية الايراني على ان يشيد ب”مستوى التقدم الكبير” الذي تحقق منذ استئناف المباحثات مع الدول الكبرى في منتصف تشرين الاول/اكتوبر “اذ انها المرة الثالثة التي نناقش فيها مسالة تثير خلافا وتوترا منذ عشر سنوات”.
والمفاوضات اصبحت ممكنة مع انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران/يونيو، والذي قام بمبادرات انفتاح على الغرب.
وفي القدس، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الجمعة في بيان انه في حال التوصل الى اتفاق بين ايران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي لطهران، “سيتعين فعل الكثير بعد ذلك”.