أخبار الآن | ميانمار – أقلية الروهنجيا (وكالات)

التوجه الحكومي في ميانمار نحو الديمقراطية لم يساهم بشيء في تحسين أوضاع الأقلية المسلمة التي تدعى بالروهنجيا وفقاً لأحدث تقرير نشرته وكالة أسوشيتو برس, حيث تتبعت فيه الوكالة آثار الإبادة الجماعية التي وقعت بهم وانعكاسها على حياة أطفالهم .

ففي عام 2012م اندلعت أعمال شغب وعنف في ولاية أراكان من قبل البوذيين ضد الأقلية المسلمة في ميانمار، وتسببت في سفك الدماء وتشريد نحو 125,000 شخص روهنجي.

وفي إبريل من العام نفسه أقدم الرهبان البوذيون على إضرام النيران في أكثر من 800 منزل روهنجي في ميكتيلا وهي مدينة في وسط ميانمار، وقامت منظمة هيومن راتش ووتش بمتابعة الحدث وتصويره عبر الأقمار الصناعية .وبعد شهر تواردت أنباء عن مجموعة من البوذيين الغوغاء المسلحين بالعصي والمناجل هاجموا عدة قرى روهنجية، فأحرقوا منازلها ومساجدها، وتسببوا في نزوح آلف شخص تقريباً، كل ذلك انعكس تأثيره بشدة على حياة الأطفال من أبناء الروهنجيا الذين وصف التقرير المذكور جوانب أساسية من حياتهم ، وتتبع فرص حصولهم على التعليم والغذاء والرعاية الصحية.

أطفال مسلمي الروهنجيا في ميانمار يعيشون حياة بائسة

التعليم :أغلقت السلطات الحكومية جميع المؤسسات التعليمية والمدارس الإسلامية التابعة للروهنجيا ، فيما يضطر أبناؤهم إلى التحصيل الدراسي بلغة مختلفة عن لغتهم في المدارس الحكومية ، إضافة إلى اكتظاظ الفصول الدراسية بأعداد كبيرة من الطلاب في صالات كثيرة ، إلى جانب نقص الاحتياجات التعليمية الضروري كالمناضد والكراسي وأدوات الكتابة وما إلى ذلك .

أفاد أحد هؤلاء الأطفال المسجلين في تلك المدارس قائلاً : إن المدرسين في المدرسة يكتبون أشياء كثيرة على السبورة ولكنهم لايعلموننا كيف نقرأها ، ولذلك فإن من الصعب جداً تعلم أي شيء في هذه المدرسة ..!

أطفال مسلمي الروهنجيا في ميانمار يعيشون حياة بائسة

يذكر أن الروهنجيا لايسمح لهم بدراسة الطب إطلاقاً في ميانمار.

الأشغال الشاقة :حكومة ميانمار لاتعترف بالأقلية الروهنجية المسلمة كعرقية أصلية في البلاد ؛ ولاتمنح لأطفالهم شهادات الميلاد ، ونتيجة لذلك يضطر هؤلاء الأطفال المعوزون إلى ممارسة الأعمال الشاقة لإعالة أنفسهم وأسرهم في ظل غياب آبائهم عنهم – إما قتلاً وإما تشريداً – وذلك في العديد من شركات البناء والإعمار لمدة ثماني ساعات مقابل دولار واحد فقط في ظروف صعبة وتحت الشمس الحارقة .

أطفال مسلمي الروهنجيا في ميانمار يعيشون حياة بائسة

الصحة :لايتوفر لأطفال الروهنجيا أي نوع من الوقاية الصحية ولايحصلون على أي تطعيم وقائي ، وذلك مايجعلهم معرضين للإصابة بجميع الأمراض التي يمكن الوقاية منها بشيء من العناية الصحية البسيطة ، إضافة إلى ذلك فإن الروهنجيا ممنوعون من السفر والانتقال بحرية من قرية إلى أخرى ، ولذلك فإن كثيراً من الحالات التي يمكن علاجها لاتصل إلى المستشفيات ، وحتى لوصلت فإنها تواجه صعوبات كثيرة في تلقي العلاج لامتناع كثير من المستشفيات الحكومية عن استقبالها ..

أطفال مسلمي الروهنجيا في ميانمار يعيشون حياة بائسة

تشير كثير من الحقائق المؤلمة التي وردت في تقرير وكالة أسوشيتد برس إلى أن الإبادة الجماعية المرتكبة ضد الروهنجيا في ميانمار يتم تنفيذها بسياسات رسمية ممنهجة من قبل الدولة المنحازة إلى البوذية. المصدر وكالة أراكان