مصر ، 13 نوفمبر 2013 ، وكالات

أظهرت دراسة ٌجديدة أن القوانينَ التي تميزُ بين الجنسيْن وزيادة معدلاتِ الاتجارِ بالنساءِ إضافة ً إلى عدمِ الاستقرار ِالسياسي ساهمت أيضا في إنزالِ مصر إلى قاعِ قائمة تضمُ 22 دولة ًعربية من حيث تدهورِ أحوالِ المرأة في مصر.

وخلصَ الخبراءُ في دراسةٍ أجرتها مؤسسةُ تومسون رويترز حول أوضاعِ المرأة في العالم العربي إلى أن المرأةَ من أكبر المستفيدين من الربيع ِالعربي، إلا أنها كانت من أكبرِ الخاسرين بعد اندلاع الصراعات وانعدامِ الاستقرار وموجاتِ النزوح وظهورِ جماعاتٍ متطرفة في أجزاءٍ كثيرة بالمنطقة. التحرش الجنسي، ارتفاع معدلات ختان الإناث، زيادة العنف، كلها عوامل جعلت من مصر أسوأ مكان بالعالم العربي يمكن أن تعيشَ فيهِ المرأة.

ويقدم الاستطلاع السنوي الثالث الذي تجريه مؤسسة تومسون رويترز فيما يتعلق بحقوق المرأة لمحة خاطفة عن وضع حقوق النساء في العالم العربي بعد مرور ثلاث سنوات على أحداث 2011، وفي وقت يهدد فيه الصراع السوري بمزيد من القلاقل في المنطقة.

أما في صدارة أفضل الدول فتبرز جزر القمر حيث تشغل المرأة 20 في المائة من المناصب الوزارية وتحتفظ الزوجة عادة بالأرض أو المنزل في حالة الطلاق. وتلي جزر القمر سلطنة عمان ثم الكويت فالأردن وقطر.

مقاييس الاستطلاع
الاستطلاع الذي أجرته الذراع المعنية بالعمل الخيري في تومسون رويترز شمل 336 خبيرا في مجال قضايا المرأة وأجري خلال شهري أغسطس آب وسبتمبر أيلول في دول الجامعة العربية الإحدى والعشرين وسوريا التي علقت عضويتها عام 2011. واستندت الأسئلة المطروحة على بنود اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي وقعت أو صدقت عليها 19 دولة عربية.

وشمل الاستطلاع تقييما للعنف ضد المرأة وللحقوق الإنجابية ومعاملة المرأة داخل الأسرة واندماجها في المجتمع والمواقف تجاه دور المرأة في السياسة والاقتصاد. وطلب من الخبراء الرد على بيانات وتصنيف أهمية العوامل التي تؤثر في حقوق المرأة من خلال ست زوايا مختلفة. وتم تحويل الردود إلى درجات للوصول إلى تصنيف عام.
تأثيرات الربيع العربي.

وأعطى الاستطلاع صورا متفاوتة لحقوق النساء في دول الربيع العربي الأخرى. ففي اليمن الذي جاء في المرتبة الخامسة كأسوأ بلد بالنسبة للمرأة في العالم العربي شاركت النساء في الاحتجاجات خلال ثورة 2011 كما أن هناك نسبة 30 في المائة مخصصة للمرأة في مؤتمر للحوار الوطني انعقد لبحث الإصلاحات الدستورية. إلا أن المرأة اليمنية تخوض صراعا ضاريا لنيل حقوقها في بلد محافظ بقدر كبير ويشيع فيه زواج القاصرات في غياب الحد الأدنى لسن الزواج وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن 98.9 في المئة من نسائه يتعرضن للتحرش في الشوارع.

أما في تونس التي كانت الأفضل بين دول الربيع العربي فتستحوذ المرأة على 27 في المائة من مقاعد البرلمان. لكن البلاد التي لم يكن تعدد الزوجات مسموحا بها شهدت بعد الثورة حالات زواج عرفي كما أن قوانين الإرث منحازة للرجل.

ووجد الاستطلاع أن جزر القمر تسير في طليعة الدول العربية من حيث حقوق المرأة. فالمرأة في جزر القمر لا تعاني ضغوطا لإنجاب الذكور دون الإناث كما أن تنظيم الأسرة مقبول على نطاق واسع وتدعمه حملات توعية تديرها الدولة في حين تحصل النساء عادة على أملاك لدى الطلاق أو الانفصال. وهذا ترتيب الدول (من الأسوأ إلى الأفضل): مصر، العراق، سوريا، اليمن، السودان، لبنان، الأراضي الفلسطينية، الصومال، جيبوتي، البحرين، موريتانيا، الإمارات، ليبيا، المغرب، الجزائر، تونس، قطر، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، جزر القمر.