دبي, الإمارات العربية المتحدة, 29 أكتوبر ، متفرقات, أخبار الآن –
طرحت شركة «رولز رويس» سيارة «ريث» (Wraith) الرياضية ذات البابين للتجربة الإعلامية على الطرقات المؤدية إلى العاصمة النمساوية فيينا، مقدمة لطرحها في الأسواق بعد أسابيع قليلة. ويعني اسم السيارة «الشبح» أو «الطيف»، وهي تعد أحدث وأقوى طراز تنتجه الشركة حتى الآن والسابع في سلسلة النماذج التي أنتجتها تحت رعاية شركة «بي إم دبليو».
مدير المشروع والمشرف على الجوانب الهندسية فيه، نيلز غريفل، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الإنتاج يجري حاليا بمعدل سيارتين يوميا، وأنه سوف يرتفع لاحقا إلى ست سيارات يوميا لتلبية الطلب المتوقع عليها. وأشار إلى أن تجارب المشروع استغرقت نحو أربع سنوات، وأجرت الشركة تجارب التشغيل في مناخ بارد في السويد، والتشغيل في مناخ حار في اليونان.
ويأمل مدير المشروع أن تجذب هذه السيارة قطاعا جديدا من صغار السن إلى تجربة سيارات الشركة والانضمام إلى النخبة التي تقود سياراتها. وهي توفر أفضل انطلاقة على الطرق في مناخ من الفخامة المعهودة من الشركة.
وذكر غريفل أن الشركة تفكر في إنتاج نموذج مكشوف من السيارة الرياضية في المستقبل تطلق عليه اسم «دروب هيد ريث»، ولكن القرار النهائي في هذا الشأن لم يتخذ بعد.
من ناحية أخرى، جرى اختبار السيارة الأحدث من إنتاج الشركة على مدى يوم كامل انطلاقا من فيينا والعودة إليها عبر شبكة من الطرق السريعة والطرق الجبلية، شمل بعضها طرقا استعملتها سيارات «رولز رويس» في رالي تاريخي جرى عام 1913.
وحققت الشركة في «ريث» معادلة خفة الحركة بالانطلاق السريع المتأهب في 4.4 ثانية لبلوغ سرعة مائة كيلومتر في الساعة، وذلك بفضل تركيب أحد أكبر محركات الشركة على جسم خفيف الوزن نسبيا.
وقال ألن شيبارد، مدير قسم التصميم الداخلي لسيارة «ريث» لـ«الشرق الأوسط» إنه حرص على أن توفر المقاعد الأمامية جلسة رياضية متأهبة تناسب هدف السيارة، وهو الانطلاق في رحلات طويلة، بالإضافة إلى مقاعد خلفية بالحجم الكامل تتسع لشخصين. وهي سيارة تتسع بسهولة لأربعة ركاب مع مساحة شاسعة لصندوق الأمتعة الخلفي.
ويعتقد شيبارد أن استخدام الأخشاب المصقولة، خصوصا في بطانة الأبواب، من المعالم الواضحة في السيارة «ريث»، وأنها لمسة مستعارة من عالم اليخوت.
كما استعار شيبارد الكثير من تجهيزات وملامح سيارة الشركة الكبيرة «فانتوم» من أجل استكمال تجهيزات «ريث»، وقال إن السيارة تتميز بإمكانية اختيار مكونات التجهيز الداخلي من حيث المواد والألوان، وذلك عن طريق تطبيق يمكن استخدامه على أجهزة «آي فون».
وتنفرد السيارة بتصميم غير عادي؛ إذ إن بابيها ينفتحان إلى الخلف بمفاصل خلفية بعكس السيارات الرياضية الأخرى. وترى الشركة في هذا التصميم وسيلة لإتاحة مساحة أكبر لدخول الركاب وخروجهم منها براحة.
يعود تاريخ اسم السيارة إلى سيارة أنتجتها الشركة عام 1938، ومنها أخذت تصميم «فاست باك» والطلاء بلونين مختلفين. وكانت بعض السيارات المطروحة للتجربة بلونين.
ولعل أبرز ملاحظات التجربة العملية هي انطلاق «ريث» القوي وبنسب تسارع تفتقر إليها معظم السيارات الأخرى. وتستخدم الشركة في «ريث» أقوى محركاتها، وهو بحجم 6.6 لتر بشاحن توربو مزدوج، يوفر لها قدرة 624 حصانا، وعزم دوران يبلغ 800 نيوتن متر. وهو محرك مشحون توربينيا بشاحن مزدوج. وتتفوق قدرة هذا المحرك على قدرة محرك «غوست» التي لا تزيد على 563 حصانا، كما يتفوق عزم دورانه بنحو 20 نيوتن متر على سيارات فئة الصالون. وتحقق «ريث» تسارعا أعلى من «غوست» بنحو جزأين على عشرة من الثانية.
وهي أكثر ديناميكية من شقيقتها الصالون بفضل تعديلات أدخلتها الشركة على نظام التعليق مع تقصير المسافة بين العجلات. وتعتمد السيارة على ناقل أوتوماتيكي بثماني نسب من نوع «زد إف». ويساهم محور العجلات القصير والسقف المنخفض في استقرار أداء «ريث»، كما يحافظ نظام التعليق المعدل الفعال على أفقية السيارة.
والسيارة أقصر في قاعدة العجلات والطول العام من شقيقتها «غوست» بنسب 18 سم و13 سم على التوالي، كما أنها أعرض عند محور العجلات الخلفية بنحو أربعة سنتيمترات، مع تشديد في نظام التعليق. وبرزت هذه الميزة في ديناميكية السيارة على منحنيات جبلية بزوايا حادة بالقرب من جبال الألب.
وكان التحدي الذي واجهه مصممو الشركة هو الجمع بين مستويات الفخامة ونعومة الانطلاق المعهودة في سيارات الشركة، وبين الإنجاز الرياضي المتأهب الذي يستدعي تشديد منظومة التعليق فيها. ويشعر السائق بهذه النعومة لدى الانطلاق المستقر المستقيم على الطرق السريعة. ولكن أداء السيارة سرعان ما يتغير عند المنعطفات الحادة وصعود المرتفعات لتتحول إلى رياضية متأهبة رغم حجمها الكبير.
وتعقد الشركة آمالا كبيرة على أسواق الشرق الأوسط حيث تأتي أسواق المنطقة، مع أوروبا، في المرتبة الثانية بعد السوق الأميركية في تسويق «ريث». وبالنسبة لسيارة «ريث» فقد تراجع الاهتمام بسوق الصين لأنها سوق تعتمد، في هذا القطاع، على المشترين الذين لا يقودون سياراتهم ويفضلون الجلوس في المقعد الخلفي، ما يعني أن طرازات «فانتوم» و«غوست» تعتبر أكثر مناسبة للسوق الصينية. بعض الصحافيين العرب شكوا من افتقار السيارة إلى ناقل سرعات بواسطة مفاتيح المقود، كما هو الحال مع عدد من السيارات المنافسة في القطاع الرياضي الفاخر، إلا أن مدير قسم التصميم، شيبارد، أوضح أنه أغفل هذه الظاهرة عن عمد لأنه يعتقد أن أحدا في هذا القطاع لا يستخدم ناقل السرعة على المقود؛ ولأن التحكم يدويا في السرعات متاح بواسطة ذراع في متناول يد السائق يخفض نسبة تروس التعشيق، كما أن ناقل الحركة يقوم بالمهمة بكفاءة على كافة السرعات، وما على السائق سوى نقل ذراع الحركة إلى وضعية «درايف».
وفيما يصل السعر الأساسي للسيارة إلى نحو ربع مليون يورو، فإن إضافة المزيد من التعديلات والخيارات عليها من قطاع «بيسبوك» في الشركة يمكن أن يرفع السعر بنحو 100 ألف يورو أخرى. وسوف تعرض السيارة في الشرق الأوسط للمرة الأولى في معرض دبي للسيارات في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وتطرح في الأسواق قبل نهاية العام.