بروما، الصومال، 23 أكتوبر، وكالات، أخبار الآن

يخوض العاملون في المجال الإنساني معركة للقضاء على عادة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث التي تعرف أيضا باسم ختان الإناث.

وتشير بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن نسبة خضوع الإناث لعملية تشويه الأعضاء التناسلية في الصومال تصل إلى 95 في المئة وإلى أن العملية تجرى في الغالب للفتيات بين عمر أربع سنوات و11 عاما.
ويقول الزعماء الصوماليون إنهم يدعمون حملة مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. لكن تلك الممارسة تجري غالبا في منازل خاصة ولذا يصعب مراقبتها.
 
ويقول ناشطون إن استمرار التمسك بختان الإناث يرجع في الغالب إلى اعتقاد شائع بأنه مرتبط بتعاليم الإسلام.

وقالت راباكو شيخ نور رئيسة منظمة تنمية مجتمع أران “إذا كانت لي ابنة ستقول لي أمي.. لم لا تجرين الختان لابنتك؟ ألست مسلمة؟”

وأضافت “وإذا قلت يا أمي تشويه الأعضاء التناسلية للإناث عادة ولا صلة له بالدين.. حتى إذا أردت أن تسألي الشيخ (إمام المسجد) فلا تسوقي إلى هذه الكذبة.. هذه هي الكذب.. نحن مسلمون والمسلمون ملزمون بالختان.”

ويسبب الختان آلاما مبرحة وله آثار فسيولوجية ونفسية وجنسية خطيرة في المدى البعيد. وتجرى عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث غالبا بدون تخدير وتؤدي أجيانا إلى الوفاة بسبب النزيف أو الصدمة أو تسمم الدم.

وينظر إلى تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في كثير من الأحيان على أنه رمز للسيطرة الأبوية لكن ثمة تقارير تشير إلى تزايد عدد الرجال والصبيان الذين يعارضون تلك العادة.

وذكرت ديقو وقاف المديرة التنفيذية لمؤسسة الدكتورة حواء عبدي أن النساء المسنات هن اللاتي يحرصن غالبا على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث .

وقالت “النساء المسنات هن اللاتي يفعلن ذلك. الجدات هن اللاتي يتمسكن به. ليست الأمهات ولا الأزواج.. الأنثى لا الرجل.”

وأضافت أن استمرار تشويه الأعضاء التناسلية للإناث له أيضا جانب اقتصادي.

وقالت “إذا سألتهن (لنساء اللاتي يجرين عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث) .. لم تفعلن ذلك؟ سيقلن.. إذا دفعتم لي مالا سأتوقف.. هذا عملي.. أنا أطعم أسرتي. إذا أحضرت لي امرأة (وبصحبتها فتاة صغيرة) فلن أرفض لأني أكسب مالا. إذن فهذا جانب مالي أيضا. ثمة جوانب كثيرة للأمر لكن المفتاح هو التعليم.”

ويعتقد العديد من العائلات المسلمة والمسيحية أيضا أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث التزام ديني رغم عدم وجود أي نص بذلك في القرآن أو الإنجيل.

وتسعى منظمات حقوق الإنسان بالتعاون مع رجال الدين إلى التوعية بأن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث لا صلة له بالعقيدة.

وقالت راباكو شيخ نور “إذا سألت النساء لم يجرين تشويه الأعضاء التناسلية للإناث فسيقلن .. إذا لم أخضع ابنتي للختان فربما يظن الناس أنها ليست مسلمة. لكن إذا سألت رجال الدين فسيقولون إنه لا صلة له بالإسلام. لا علاقة للإسلام بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.”

ورغم حظر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في معظم الدول لا تزال تلك العادة راسخة في كثير من البلاد. ويقول ناشطون في مجال مكافحة ختان الإناث إن الفتيات اللاتي يرفضن الخضوع لتلك الممارسة يصبحن غالبا منبوذات.

وتعمل المنظمات الإنسانية من أجل تغيير الاعتقاد التقليدي السائد بخصوص الختان عن طريق التوعية من خلال التعليم والأنشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة.