صربيا ,21 اكتوبر 2013, ا ف ب
اكتشف Filip عندما عين ساعيا للبريد منذ عامين في قرية في صربيا كورسوميليسكا بانيا، ان هذه البلدة النائية التي تقع في جنوب صرييا، تعاني من الفقر المدقع، و ان مهمته لا تقتصر فقط على توزيع الرسائل.
عندما عين فيليب فيليبوفيتش قبل عامين موظفا للبريد في كورسومليسكا بانيا، اكتشف منطقة معزولة تعيش في فقر مدقع، وأدرك أن مهمته فيها لن تقتصر على توزيع البريد.
ويتحدث هذا الشاب الثلاثيني عن انطباعاته الأولى التي كونها في هذه المنطقة النائية “لم يكن بإمكاني أن أغض بصري عن الظروف القاسية التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال المحرومون من كل شيء، وهؤلاء المسنون المتروكون وحدهم”.
وفيليب مسؤول عن توزيع البريد في هذه المنطقة التي تضم نحو عشر قرى موزعة بين الجبال في جنوب صربيا، بمحاذاة الحدود مع كوسوفو، ولا يمكن التنقل بين هذه القرى سوى بسلوك طرقات ترابية.
ويقول فيليب “عندما رأيت الأطفال يمشون عشر كيلومترات أو 15 كيلومترا ليصلوا إلى المدرسة، وعندما رأيت كيف يعيشون في بيوت دون ماء أو كهرباء، وغالبا في غرفة واحدة يتقاسمها كل أفراد العائلة، قررت أن أفعل شيئا لمساعدتهم”.
تضم قرية كوسومليسكا بانيا واحدا من أقدم المنتجعات في صربيا، لكنه تحول منذ العام 2007 إلى بناء مهجور يشهد على التراجع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.
ولم يعد أمام السكان المحليين غير الزراعة والعمل موسميا ضمن فرق استغلال الغابات لكسب عيشهم.
كان فيليب في الثامنة والعشرين من عمره حين سلك للمرة الأولى الطريق المؤدي إلى كورسوملياسكا بانيا، وهو طريق بين غابات الصنوبر والمقاهي المهجورة والمباني الخالية من سكانها..وفي آخر الطريق مبنى متداع يضم مكتب البريد ومدرسة ابتدائية.
ويقول فيليب “قلت لنفسي إنه علي أن أفعل شيئا، لأنه على مرمى حجر من حضارة القرن الحادي والعشرين، ما زال هناك أناس يعيشون في القرن التاسع عشر”.
بدأ فيليب أولا بإعادة تأهيل مكتب البريد، وتجديد طلاء الجدران، على نفقته الخاصة. ثم بدأ يوزع الحلوى والشوكولا على أطفال القرية الذين لم يختبروا هذه الرفاهية من قبل.
لم يتوقف الشاب، الذي لا يتجاوز راتبه 300 يورو، عند هذا الحد، بل ساهم على نفقته أيضا في ترميم قاعة الدراسة الوحيدة التي ما زالت تستخدم في المدرسة، ويقصدها اليوم ستة صبيان فقط.
واشترى الشاب للصبية الستة لوازم الدراسة، ثم أعاد ترميم الحمامات في المدرسة، واشترى بعض الألعاب.
ويقول “أرجوحتان ومزلقة ليست شيئا مهما في العادة، لكنها تشكل تغيرا كبيرا في عالم هؤلاء الأطفال”.
في العام الماضي، ترك هؤلاء الصبية الستة قريتهم للمرة الأولى، وذهبوا على نفقة فيليب في نزهة إلى إحدى مدن وسط صربيا.
عند السادسة والنصف صباحا، يستهل فيليب يومه بشراء الحاجيات المختلفة، من خبز وصحف وأشياء أخرى، ثم يأخذ حقيبته من مكتب البريد وينطلق في طريقه.
ويقول “لم يعد هناك متاجر في قرى الناس الذين أساعدهم، لذلك أقوم عنهم بالتسوق”.
وتقول ماريكا باقيتش ذات السبعين عاما، والتي يزورها فيليب يوميا لبضع دقائق “فيليب هو ملاكنا الحارس”.
في ظهر كل يوم، يزور فيليب عائلة دراغيسيفيتش التي تسكن بيتا ضائعا وسط غابة كثيفة. يصطحب معه في السيارة صبيين في طريقهما من المدرسة إلى البيت، يختصر عليهما ثمانية كيلومترات سيرا على الأقدام.
ويقول فيليب “في بيت عائلة دراغيسيفيتش، نعمل على بناء الحمام، ليس لديهم حمام، آمل أن ننتهي من ذلك بحلول نهاية العام”.
وتقول ميلينا (28 عاما) وهي أم لولدين “لولا فيليب، لم يكن باستطاعتنا أن نقدم لأولادنا ما نقدمه الآن..إن ما يقوم به نادر وثمين