برلين, المانيا,23 سبتمبر, وكالات
حققت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انتصارا تاريخيا الاحد في الانتخابات التشريعة الالمانية ابقاها على راس المستشارية لولاية ثالثة، ولكن من دون احراز غالبية مطلقة في البرلمان وفق نتائج رسمية غير نهائية. وهكذا تكون ميركل وهي في التاسعة والخمسين اكدت موقعها كاقوى امراة في العالم بعد ان اصبحت اول زعيمة اوروبية يعاد انتخابها منذ الازمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاتحاد الاوروبي.
واعطت المستشارة لحزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي اعلى نتيجة حققها منذ اعادة توحيد المانيا العام 1991 مع 41,5 في المئة من الاصوات، بارتفاع بلغ 7,8 نقاط عن اخر انتخابات في 2009.
وتقدم الاتحاد المسيحي في شكل كبير على الحزب الاشتراكي الديموقراطي (25,7 في المئة) الذي ظل قريبا من ادنى مستوى له قبل اربعة اعوام.
الا ان حليف ميركل الليبرالي، الحزب الديموقراطي الحر، خرج من البرلمان بعد فشله للمرة الاولى ما بعد الحرب في الحصول على نسبة ال5 بالمئة اللازمة حيث لم يحصد سوى 4,8 في المئة.
كما سجل حزب الخضر تراجعا بحصوله على 8,4 في المئة (-2,3) وذلك بسبب سوء استراتيجية حملته الانتخابية والجدل الذي اثاره تساهله القديم حيال الاستغلال الجنسي للاطفال. وتراجع كذلك اليسار المتشدد “دي لينك” باكثر من ثلاث نقاط حيث حصد 8,6 في المئة.
في المقابل حقق حزب جديد معارض لليورو باسم “البديل من اجل المانيا” يطالب بالخروج من منطقة اليورو قفزة كبيرة بحصوله على 4,7 في المئة من الاصوات حتى وان كانت ادنى من نسبة ال5% المطلوبة لدخول البرلمان. ويامل هذه الحزب في تشكيل قوة ضغط مستغلا معارضة الكثير من الالمان لخطط الانقاذ التي تقدم للدول الاوروبية التي تعاني من ازمات اقتصادية.
وابدت المستشارة الالمانية سعادتها ب”النتيجة الرائعة” التي حققها حزبها، ووعدت ب”اربع سنوات جديدة من النجاح”.
ورغم حذرها ودعوتها الى “انتظار النتائج النهائية”، اكدت ان “من حقنا ان نحتفل”.
وعنونت نسخة دير شبيغل الالكترونية “جمهورية ميركل” مضيفة “المانيا هي بالتاكيد ارض انغيلا ميركل”.
وكتبت صحيفة سودويتش تسايتونغ الناطقة باسم يسار الوسط ان الالمان “لم يقدموا الى المستشارة نجاحا، بل انتصارا”.
ومنذ المستشار كونراد اديناور العام 1957، لم ينجح المحافظون في الحصول على غالبية مطلقة لمقاعد البرلمان.
ووفق حسابات وسائل الاعلام الالمانية، فشلت ميركل في تحقيق هذا الانجاز بفارق مقعدين من اصل 598 مقعدا.
لكنها ستكون في موقع قوة للتفاوض حول ائتلاف، والارجح مع الاشتراكيين الديموقراطيين كما في ولايتها الاولى بين 2005 و2009.
وفي هذا السياق، سيمكنها بسهولة مواصلة انتهاج سياسة انقاذ اليورو وفق مبدئها: “تضامن” مقابل “سياسات التقشف”. وقد وافق الاشتراكيون الديموقراطيون وحزب الخضر حتى الان في البرلمان على كل تدابير المساعدة للدول المتعثرة.
ومساء الاحد علق وزير المال فولفغانغ شويبل “لا داعي لان تقلق اوروبا (…) سنواصل اداء دورنا في شكل موثوق به”.
ومع ثاني اسوأ نتيجة له ما بعد الحرب، يبدو ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي يجني نتيجة الحملة الفاشلة لزعيمه بير شتاينبروك (66 عاما) الذي ارتكب سلسلة من الهفوات اخرها صورته وهو يرفع اصبعه الأوسط في اشارة بذيئة على غلاف احدى المجلات قبل اسبوع من موعد الانتخابات.
واقر شتاينبروك قائلا “لم نحقق النتيجة التي كنا نريدها”.
واضافة الى المحافظين، ستمثل ثلاثة احزاب يسارية في البرلمان: الاشتراكيون الديموقراطيون واليسار المتشدد والخضر الذين يمكنهم تاليف غالبية معا. لكن شتاينتبروك استبعد التحالف مع اليسار المتشدد.
وهكذا حصلت ميركل على اصوات 62 مليون ناخب الماني اعتبروا انها نجحت في ادارة ازمة اليورو وتمكنت من انقاذ اول اقتصاد اوروبي. وركزت خلال حملتها على الحفاظ على المالية العامة وتراجع البطالة (6,8 في المئة) بخلاف كثير من الدول الاوروبية.
فمنذ هذه الازمة الاقتصادية لم يفز اي من نظرائها في اسبانيا وفرنسا وايطاليا او في بريطانيا بولاية جديدة.
وفي المانيا ما بعد الحرب، وحدهما كونراد اديناور ومستشار التوحيد هيلموت كول تمكنا من الفوز بثلاث ولايات في المستشارية.