دبي ، الإمارات العربية المتحدة ، 18 أغسطس، م. نور الدين , أخبار الآن –الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إن الشعب إنتخبه ليحدث التغيير في البلاد. هذا التغيير بكل تأكيد يتضمن تحسين وضع الإقتصاد الإيراني المتداع وإصلاح العلاقات بين دور الجوار والعالم. تصريحات روحاني تتزامن مع تصريحات رئيس الوكالة النووية الإيرانية المنتهية ولايته تباهى فيها بزيادة قدرة إيران النووية وهو الأمن الذي لا يدعم التغيير في البلاد. كيف يمكن تقييم وضع إيران الحالي على الصعيدين المحلي والعالمي؟ وما هي الحقائق وراء هذه الخطابات؟ هذا تقيمنا.
من الصحيح القول إن الرئيس الإيراني حسن روحاني وصل إلى السلطة بإرادة شعبية تطالبه بتغيير وضع البلاد والخروج بها من سياسات النظام الفاشلة في العقود الأخيرة. أصوات الشعب الإيراني لم تكن رافضة أحمدي نجاد فحسب، لكنها أيضاً كانت ترفض سياسات المرشد علي خامنئي التي جلبت أحمدي نجاد وأبقته في مكانه الذي أدت أفعاله إلى نتائج كارثية على البلاد.
ليس هناك من شك أنه إذا إستطاع النظام الإيراني التخلي عن سياساته المتعنتة فيما يتعلق بالملف النووي والتوصل إلى إتفاع حوله مع بقية دول العالم، فإن ذلك سينعكس بالايجاب محلياً وعالمياً. الشعب الإيراني سيستفيد مباشرة من مثل هكذا إتفاق. فتخفيف العقوبات الدولية سيزيح المعاناة عن ملايين المواطنين.
التحديات الإقتصادية بسبب العقوبات قادت نحو عزلة دولية وعملة غير مستقرة وهذا أضرّ كثيرا في الطبقة الحاكمة والمواطنين العاديين على حد سواء. لكن هذا الوضع يمكن عكسه.
الإيرانيون هم شعب عملي. يريدون العيش في الحداثة والحياة المتطورة وغير الملوثة بالنزاعات الإيدولوجية العقيمة. ليحدث هذا، يجب أن تخفف العقوبات. هذا يمكن أن يحدث إذا تحرك النظام الإيراني قدماً نحو إتفاق حول الملف النووي.
تدخل إيران الإقليمي خاصة باتخاذ قرار باهض التكلفة لدعم نظام الأسد في سوريا هو الملف الثاني التي يتطلب إهتماماً عاجلاً. الشعب الإيراني وحتى النظام لديهم القليل ليكسبوه مع لعب بلادهم دوراً مدمراً في المنطقة.
فضلاً عن التكلفة المالية الضخمة لدعم حزب الله اللبناني ونظام الأسد، موقف إيران في المنطقة يجعل الدولة قوة سلبية وتزيد التوترات الإجتماعية والإثنية حتى في داخل إيران.
إذا نجحت إيران في إعادة الثقة مع جيرانها عن طريق التخلي عن سياسياتها الفاشلة، فإن الوضع الداخلي في إيران سيتقر وسيتحسن تماسك المجتمع وكذلك وضع الإقتصاد.
سمعة إيران الدولية تضررت بشكل كبير بسبب أعمال طهران العدائية في المنطقة، وستتحسن هذه السمعة إذا أوقفت إيران هذه الأعمال.
بالنظر إلى كل هذه الأمور، من المبكر جداً منح حكومة روحاني أي نقاط إيجابية. ومن أجل هذا يجب أن يرى العالم خطوات ملموسة ومتقدمة تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
حتى اليوم، لم يتخذ أي من هذه الخطوات. وحتى الآن، يبقى الرئيس روحاني بعيداً عن المجتمع الدولي كما كان سلفه. من دون خطوات ملموسة، سيكون واهماً من يرى أي أمل في هذه الخطابات.
اذاً هو خيار إيران. وحتى الآن لم تتخذ إيران خيارها.