القاهرة، 17 أغسطس 2013 ، وكالات، أخبار الآن – دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي السبت الى ضبط النفس في مصر حيث اسفرت اعمال العنف في بضعة ايام عن اكثر من 750 قتيلا.
وعمدت قوات الامن المصرية السبت الى اخراج انصار جماعة الاخوان المسلمين  من مسجدٍ وسط القاهرة كانوا يتحصنون فيه منذ ساعات، /وسط اشتباكات مسلحة متقطعة، في رابع يوم من مواجهات دامية.

             
وقالت المسؤولة الافريقية في افتتاح قمة اقليمية لمجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية تعقد في عاصمة مالاوي “ادعو كل الاطراف الى اكبر قدر من ضبط النفس والى سلوك طريق الحوار”.      
             
واضافت دلاميني زوما “من الضروري ان يدعو الاتحاد الافريقي الى اجتماع لمجلس السلم والامن التابع له”، مشددة على “المسؤولية الكبيرة للاتحاد الافريقي في تسوية النزاعات وعدم الاستقرار” في افريقيا.
             
وعلقت عضوية مصر في الاتحاد الافريقي اثر قيام الجيش المصري بعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو.
اخرجت قوات الامن المصرية السبت بالقوة انصارا لجماعة الاخوان المسلمين من مسجد وسط القاهرة تحصنوا فيه لساعات وسط اشتباكات مسلحة متقطعة، في رابع يوم من مواجهات قتل فيها اكثر من 750 شخصا.
             
في هذا الوقت، اكدت الرئاسة المصرية ان كل من لم يشجع على اشاعة “العنف والارهاب”، وحتى من جماعة الاخوان المسلمين، مرحب به في العملية السياسية اثناء المرحلة الانتقالية.
             
وتشهد البلاد التي تعيش في ظل حالة طوارئ وحظر تجول ليلي، منذ فض الاعتصامين المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في القاهرة الاربعاء، مواجهات متواصلة بين قوات الامن ومناهضي السلطات المؤقتة، تحولت معها بعض مناطق البلاد الى ساحات معارك.
             
واعلنت السلطات المصرية السبت ان الاشتباكات خلفت الجمعة والسبت 173 قتيلا في انحاء متفرقة من البلاد، ليرتفع الى اكثر من 750 عدد الذين قتلوا في اعمال عنف خلال اربعة ايام، علما ان 1042 شخصا قتلوا منذ 30 يونيو/حزيران بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام رسمية.
             
واوضحت السلطات ان 95 شخصا قتلوا في القاهرة، بينما قتل 25 شخصا اخر في الاسكندرية، وسقط الباقون في مدن متفرقة، كما اكدت مقتل 57 عنصر امن منذ يوم الاربعاء الدامي.
             
وبين قتلى الجمعة نجل المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد بديع، بحسب ما اعلنت الجماعة السبت.
             
وجاء في بيان صادر عن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، ان عمار (38 عاما)، النجل الاوسط لبديع، قتل اثناء مشاركته في “يوم الغضب” الجمعة.
             
وفي وقت دعت فيه جماعة الاخوان المسلمين لتظاهرات جديدة طيلة الاسبوع، اخرجت قوات الامن السبت بالقوة مجموعات من المتظاهرين من مسجد الفتح الواقع قرب ميدان رمسيس بوسط القاهرة.
             
وتعرض الخارجون من المسجد الى الضرب والملاحقة من قبل اهال تجمعوا امام المسجد، بينما اطلقت الشرطة النار في الهواء في محاولة لتفريق المحتشدين الذين كانوا يهتفون “اين الحكومة، الارهاب هنا”.
             
وشهد محيط المسجد ايضا قبل ذلك تبادلا كثيفا لاطلاق النار بين الامن ومسلحين داخل المسجد.
             
وكانت قوات الامن المصرية فرضت حصارا على مسجد الفتح بعدما تحصنت فيه مجموعات من المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرات “يوم الغضب” الجمعة.
             
وقبيل بدء اخراج المتظاهرين من المسجد، الذي كان بداخله عدد من الجثث، دخل جنود صباح السبت المسجد من دون ان يستخدموا القوة كما ظهر في لقطات بثتها محطات التلفزيون، لكنهم لم ينجحوا في اقناع المتحصنين بالخروج.
             
وقالت متظاهرة داخل المسجد في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان المحتجين طلبوا الا يتم توقيفهم او مهاجمتهم من قبل الاهالي المتجمعين امام المسجد.
             
وعلى مقربة من المسجد، جلس الملتحي احمد سامي الذي ارتدى سترة بنية اللون ينتظر بقلق خروج اصدقاء له تحاصرهم قوات الامن.
             
وقال سامي بغضب لفرانس برس “جئت للبحث عن 15 من اصدقائي محاصرين داخل المسجد”، مضيفا “انا خائف على سلامتهم. اشعر بانهم سيخرجون امواتا”.
             
من جهته، قال محمود (28 عاما) “كنت اشارك في مسيرة (…) ضد عودة العسكر الى الحياة السياسية، وقد وجدنا انفسنا مضطرين للهروب نحو المسجد لتفادي اطلاق النار من قبل قوات الامن”.
             
غير ان نوال احمد وهي محجبة من سكان المنطقة قالت ان “الاخوان اطلقوا النار والخرطوش والمولوتوف من داخل المسجد”، مضيفة ان “المولوتوف احرق اكشاك الباعة في ساحة المسجد”.
             
وانتشرت على الارض امام مدخل المسجد بقع الدماء والحجارة على مساحة واسعة، فيما كانت رائحة الحرائق تفوح من المكان.
             
ووقف مئات الاهالي الغاضبين امام المسجد يحملون في ايديهم عصيا خشبية وحديدية، وقد هتف بعضهم “لا اله الا الله الاخوان اعداء الله” و”يسقط يسقط الاخوان”.
             
وقال محمد الليثي “الاخوان دمروا البلد وحياتنا. دمروا كل شيء في البلد”.
             
في هذا الوقت، اعلنت وزارة الداخلية المصرية ان الشرطة المصرية اعتقلت 1004 اشخاص من انصار الاخوان الجمعة.
             
واعتقلت السلطات المصرية ايضا السبت محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري.
             
واوضحت مصادر امنية ان “قوات الامن تمكنت من القبض على محمد الظواهري القيادي الجهادي وشقيق ايمن الظواهري في كمين بالجيزة”، مضيفة انه “احد المناصرين لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين”.
             
وكانت اعمال العنف التي عمت مختلف انحاء البلاد الاربعاء في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00 بالتوقيت المحلي.
             
وتواصلت السبت ردود الفعل الدولية المنددة باعمال العنف الدامية، حيث دعا وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي الى  التهدئة في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي.
             
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نقدا حادا لمجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي اخذا على هذه المؤسسات عدم ادانة قمع المتظاهرين الاسلاميين.
             
وعلى وقع هتافات “مرسي رئيس” و”يسقط العسكر”، تظاهر مئات الاشخاص السبت في باريس للتنديد ب”الانقلاب” واعمال العنف في مصر، كما تظاهر الالاف في اسطنبول وقونية وسط  تركيا استجابة لدعوة تنظيمات اسلامية مناصرة لمرسي.
             
وشارك كذلك الالاف من العرب الاسرائيليين في تظاهرة في مدينة الناصرة تعبيرا عن دعمهم للرئيس المصري المعزول.