لأن زواج القاصرات مشكلة ٌ منتشرة في عدة مناطق من العالم، يحاول بعضهم تسليط الضوء عليها لزيادة الوعي بها . القاصرات، مسلسل درامي مصري يُعرض هذا العام خلال شهر رمضان المبارك حول مشكلة زواج ِ قاصرات من رجال كبار في السن.
المسلسل الذي يستعرض العادات والتقاليد في صعيد مصر، يَعرض للمشاهدين ما تعانيه القاصر بعد زواجها وكيف تأثرت سلباً بما حل بها وبغيرها ممن عايشن التجربة َ نفسها وسبب بموت كثيرات. نعرض على حضراتكم بعض المقاطع من هذا المسلسل.
يشكل موضوع تزويج القاصرات قسرًا في اليمن ظاهرة اجتماعية متفاقمة في مجتمع قبلي. آخر فصول تلك المآسي المتكررة ندى الأهدل، ذات الـ11 عامًا، التي تمكنت من الهروب لمنع تزويجها بمساعدة عمها، حيث نشرت مقطع يوتيوب لها تؤكد فيه فكرة رفضها القاطع للزواج المبكر والقهري.
بعدما سبق لواقعة وفاة فتاة يمنية صغيرة تبلغ من العمر 13 عامًا بسبب نزيف حاد نتج من تعرّضها للعنف الجنسي، وذلك بعد أربعة أيام فقط من تزويجها، أن أدت إلى تفجير ظاهرة تزويج القاصرات في اليمن، خاصة في المناطق الريفية، وما تلا ذلك من تظاهرات مطالبة بتحديد حد أدنى لسنّ الزواج بالنسبة إلى الفتيات في البلاد، ها هي فتاة يمنية أخرى، تدعى ندى الأهدل، 11 عامًا، تثير السجال مجددًا حول تلك القضية، من خلال ظهورها في فيديو، تم نشره على موقع يوتيوب، وحقق نسبة مشاهدة عالية، بعد إماطتها النقاب فيه عن هروبها من منزلها لرفضها الزواج في تلك السن المبكرة.
وأد الأحلام
كشفت ندى عن دور عمّها في نجاتها من تلك الزيجة، التي كان يُرتَب لها. وأضافت في الفيديو: “مستعدة لأن أموت، ولا أن يزوّجوني. أليست في قلوبكم رحمة؟، الموت أفضل لي”.
وتابعت ندى: “إذا ليس ذنب الأطفال. وأنا لست الوحيدة. وهذا من الممكن أن يحدث لأي شخص. قرر بعض الأطفال أن يلقوا بأنفسهم في البحر، وهم موتى الآن. لقد قتلوا أحلامنا، وقتلوا كل شيء بداخلنا. لم يعد يتبقى شيء. ليست هناك تربية، وهذا إجرام”.
وتم تصوير الفيديو، الذي لم يتسنَّ لصحيفة الدايلي ميل البريطانية أن تتحقق من صحته بشكل مستقل، من قبل معهد بحوث الإعلام في منطقة الشرق الأوسط.
الموت ولا المذلة
ذهبت ندى إلى عمّها، عبد السلام الأهدل، حين كانت تبلغ من العمر 3 أعوام. لكن حين طلب رجل يمني يعيش في السعودية من والديها أن يزوّجاه بها، فإنهما رحّبا ووافقا على الفور. وفي مقابلة لها مع إحدى وسائل الإعلام المحلية، أكدت ندى أن والدتها هي من خططت لتلك الزيجة، من أجل الحصول على كسب مادي. وأضافت ندى: “لكنني لست للبيع. فأنا إنسانة، ومن الأفضل بالنسبة إليّ أن أموت بدلًا من أن أتزوّج في هذا العمر”.
توجد لندى أخت، تبلغ من العمر 18 عامًا، سبق أن تمت خطبتها مرات عدة. حيث كان يوافق والداها على كل خطبة جديدة ويحصلان على جزء من المهر. ثم يٌرجئان الزيجة إلى أن يُجمِّع العريس قدرًا كافيًا من المال، قبل أن ينهيا الخطبة، ويحتفظا بالمهر.
فيما قال عم ندى: “حين سمعت عن قدوم عريس لندى، انتابتني حالة من الذعر. فندى لم تكمل حتى عامها الحادي عشر. وعمرها بالضبط هو 10 أعوام و3 أشهر. ولم يكن بوسعي السماح بتزويجها، ومن ثم تدمير مستقبلها، خاصة وأن خالتها سبق لها أن أُجبِرت على الزواج، وهي في الثالثة عشرة من عمرها، ما دفعها إلى حرق نفسها”.
زواج القاصرات.. الدراما أشد قسوة من الواقع
مشكلة زواج القاصرات موجودة فى المجتمع ويعانى منها بعض المجتمعات العربية منذ سنوات طويلة، لكن تجسيدها فى الدراما بالصورة التى ظهرت فى مسلسل «القاصرات» أصاب العاملين فى مجال حقوق الطفل والحد من زواج القاصرات بالرعب والمأساوية والاستفزاز، على حد قول انعام العشا مستشارة في جمعية معهد تضامن النساء.
العشا اتفقت مع طريقة طرح القضية فى المسلسل، مؤكدة أنه لا بد من الفجاجة فى عرض الظاهرة فى مثل هذا الوقت خاصة بعد هوجة تشجيع زواج القاصرات التى تبنتها بعض رجال الدين، وقالت: «يجب الرد على تلك الثقافة بدراما فجة تفضح الواقع، أما استخدام الأطفال لخدمة فكرة نبيلة فلا يمثل خطورة بالغة عليهم فالأخطر هو الظاهرة نفسها».
صوت/ إنعام العشا – عمّان مستشارة في جمعية معهد تضامن النساء الأردني