عاد الوضع الامني المتوتر ليتصدر واجهة الاحداث في مصر أمس حيث قتل اربعة اشخاص واصيب ثمانية وعشرون آخرون بجروح في مواجهات عنيفة بين انصار الرئيس المخلوع محمد مرسي ومعارضيه في وسط القاهرة وفي مدينة قليوب شمال القاهرة.

فقد قتل شخص بطلق ناري واصيب ستة وعشرون آخرون بجروح في مواجهات شهدها ميدان التحرير ومحيطه مساء أمس بين انصار مرسي ومعارضيه، بحسب ما اعلن نائب رئيس هيئة الاسعاف بوزارة الصحة المصرية.

وقال شهود ان الاخوان حاولوا اقتحام ميدان التحرير فتصدى لهم المعتصمون فيه من المناهضين لهم وطاردوهم حتى الشوارع الجانبية.

واضافوا ان “المتظاهرين من انصار الاخوان المسلمين تراجعوا قبل ان يجمعوا انفسهم ويهاجموا بالخرطوش متظاهري التحرير امام السفارة البريطانية ما دفع قوات الامن الى التدخل عبر استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجميع”.

وتمكنت قوات الامن من فض الاشتباك بين الطرفين وجرت مناوشات متقطعة في محيط التحرير قبل ان يسود الهدوء الحذر قبل اقل من ساعة من موعد الافطار. وكثفت قوات الامن انتشارها وخصوصا في محيطي السفارتين البريطانية والاميركية القريبتين من ميدان التحرير.

وافاد مصدر امني لوكالة فرانس برس انه “تم القبض على سبعة أشخاص بالقرب من كوبري قصر النيل وبحوزة اثنين منهم أسلحة خرطوش”. وأقامت قوات الشرطة حاجزا بشريا على كورنيش النيل، وتم وضع حواجز حديد على مداخل الميدان. من جهة اخرى لقي ثلاثة اشخاص مصرعهم في قليوب شمال القاهرة وذلك في مواجهات عنيفة اعقبت قطع انصار مرسي طريق القاهرة الاسكندرية الزراعي.

وافاد مصدر امني “لقي ثلاثة اشخاص مصرعهم وهم محمد يحيى زكريا محمدي (15 عاما) اثر اصابته بطلق ناري بالصدر ومصطفى عبد النبي عبد الفتاح (18 عاما) بطلق ناري بالحوض اضافة الى العثور على جثة شخص سقط تحت عجلات القطار اثناء فراره من الاشتباكات واطلاق الخرطوش”.

واضاف المصدر ان “منطقة ميت حلفا بقليوب شهدت إشتباكات عنيفة وحالة من الكر والفر بين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي والمعارضين له من اهالي المنطقة بعد قيام انصار مرسي بقطع الطريق الزراعي وشل حركة المرور عليه مما دفع قوات الأمن للتدخل لفض الاشتباكات ومحاولة فتح الطريق من جديد حيث تبادلت إطلاق الرصاص مع المحتجين وردت عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم”.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن اللواء محمود يسري مدير امن القليوبية ان “أجهزة الامن بمحافظة القليوبية نجحت بالتعاون مع القوات المسلحة والاهالي مساء اليوم (أمس) في اعادة فتح طريق الاسكندرية الزراعي السريع واجبار انصار الاخوان على فض تجمهرهم عند مدينة قليوب وعودة الحركة المرورية الى طبيعتها بعد أن توقفت 7 ساعات متواصلة”.

إلى ذلك، اعلنت اسرة مرسي انها بصدد اتخاذ اجراءات قانونية ضد الفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري الذي تحمله المسؤولية عن سلامته و”اختطافه”.

وشارك ثلاثة من ابناء مرسي في مؤتمر صحافي في مقر نقابة المهندسين المصرية في القاهرة تحت عنوان “الاختفاء القسري للسيد رئيس الجمهورية”.

وقالت شيماء ابنة محمد مرسي في مؤتمر صحافي بمقر نقابة المهندسين بالقاهرة “نحن بصدد اتخاذ اجراءات قانونية محلية ودولية ضد عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري الدموي ومجموعته الانقلابية” الذي حملته “المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة الرئيس مرسي”.

وفي تحد واضح للنظام الجديد، عقد مجلس الشورى المنحل الذي يرئسه احمد فهمي القيادي بجماعة الاخوان المسلمين والذي يسيطر الاسلاميون على غالبية مقاعده، اجتماعا ظهر أمس في قاعة مناسبات ملحقة بمسجد رابعة العدوية حيث يحتشد الالاف من انصار مرسي.

وقال بيان للتحالف الوطني لدعم شرعية مرسي ان المجلس اصدر توصيات منها “رفض الانقلاب العسكري الدموي والتأكيد على عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لممارسة مهامه”. واضاف “رفض كل ما يترتب على الانقلاب العسكري الدموي من تعطيل الدستور وحل مجلس الشورى”.

وبدات أمس لجنة الخبراء القانونيين المكلفة صياغة تعديلات على دستور كانون الاول/ديسمبر 2012 المعطل، الذي صاغته جمعية تاسيسية سيطر الاسلاميون عليها، تلقي مقترحات وآراء المواطنين بمواد الدستور لمدة أسبوع.

وقال المستشار علي عوض مقرر اللجنة أن اللجنة ستعقد اجتماعاتها أربعة أيام في الأسبوع وستنتهي من عملها خلال 30 يوما وفقا لما قرره الإعلان الدستوري، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في البلاد.

في الملف الامني ايضا، شهدت شبه جزيرة سيناء المضطربة مساء الاحد هجمات متفرقة وحادة وعنيفة للمسلحين المجهولين على نحو عشرة من المقرات الحكومية والعسكرية في مدينة العريش في شمال سيناء. وتعد هجمات الاحد الاكثر عنفا ودموية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الجاري.

وقتل اربعة رجال امن ومدنيان الاحد بالرصاص واصيب ثمانية جنود اخرون في تلك الهجمات المتفرقة في مدينة العريش.

وقالت مصادر امنية ان “اقسام الشرطة الثلاثة بالعريش ومبنى النيابة العسكرية وفندق يقيم به ضباط للجيش ونادي ضباط القوات المسلحة تعرضت لهجمات مسلحة بالار بي جي والاسلحة الرشاشة مساء الاحد بعد الافطار”.

وليل الاحد، صرح شاهد العيان احمد الغول ان “العريش تشهد ليلة كارثية (…) نعيش حالة حرب”. وسمعت اصوات اطلاق نار وتحليق للطائرات اثناء الاتصال الهاتفي مع الشاهد.

وفي وقت لاحق، دعا الرئيس المصري الموقت عدلي منصور في خطاب لمناسبة احياء بلاده الثلاثاء الذكرى 61 لثورة 23 تموز/يوليو 1952، الى المصالحة الوطنية و”فتح صفحة جديدة في دفتر الوطن” في الوقت الذي تشهد فيه مصر ازمة سياسية حادة بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي قبل نحو عشرين يوما.

وقال منصور عبر التلفزيون “الان بعد ثورتي شعبنا العظيم في 25 يناير (2011) و30 يونيو (2013)، نريد فتح صفة جديدة في دفتر الوطن : لا حقد ولا كراهية ولا انقسام ولا صدام ، لا تشويه لمن اعطى ولا تحطيم لمن اجتهد”.

واضاف “حان الوقت لبناء وطن متصالح مع الماضي لاجل المستقبل متصالحا مع الذات لاجل الآخر. حان الوقت لنقيم الصلح في عقولنا ونفوسنا حتى يتحول سلوكا في مناحي حياتنا”.