كشفت إحصاءات رسمية عن مقتل 5 أشخاص يوميا في حوادث العمل في إيران، وعزا ناشط نقابي هذا الرقم المرتفع لإهمال الحكومة ونقص التدابير الوقائية المتبعة من الشركات بسبب تدهور الاقتصاد.وأعلنت منظمة الطب الشرعي في إيران عن مقتل 265 عاملا وعاملة خلال الشهرين الأولين من العام الحالي إثر حوادث متعلقة بالعمل في القطاعات الصناعية، بسبب عدم تحسين معايير سلامة العمال قياسا بالمعاير الدولية.
ورجحت المنظمة ارتفاع عدد القتلى في الأشهر المقبلة.وبحسب التقرير فإن السبب الرئيسي في موت معظم هؤلاء الضحايا كان السقوط من أماكن عالية خلال أداء الوظيفة. وتتصدر محافظة طهران لائحة المناطق التي تقع فيها هذه الحوادث، وتليها محافظتا خراسان وكرمانشاه.
ويشير التقرير الى أن 1795 شخصا ماتوا خلال سنه 2012 في بيئة عملهم عند أداء واجبهم في حين كان عدد الضحايا 1507 في عام 2011، مما يعني ارتفاع بنسبة 19% في عام واحد.
وعلّق محمد حسين نظري، وهو عضو نشط في النقابة الحرة للعمال الإيرانيين، على الموضوع موضحا أن “تدهور الاقتصاد والظروف المعيشية الصعبة جعلت مديري الشركات والمصانع لا يعيرون أي اهتمام للعامل، فأصبحت طبقة العمال مهمشة أكثر من كل وقت مضى”.
وأضاف نظري: “العمال مهددون دائماً بالطرد من العمل من قبل مديريهم لذا يفضل العامل أن يفقد إصبعه أو رجله في حادث ما ولا يفقد وظيفته ويقطع رزقه وقوت عائلته، وبالتالي يقبل الموظف بالعمل في كل الظروف الصعبة التي تهدد سلامته”.
وتحدث نظري الذي يعمل حاليا في شريكة بيتروكيماويات في مدينة ماهشهر عن مشكلة تلوث بيئة العمل وعدم الحصول العمال على وسائل وقائية مناسبة، مؤكداً أن العديد من زملائه يعانون من أمراض الرئة بسبب استنشاق الهواء الملوث في الشركة.وأكد نظري أن الحكومة الإيرانية لا تهتم لشؤون العمال، مضيفا: نحن كنقابة لا نمتلك إمكانيات لحل مشاكل العمال، كل ما نستطيع عمله هو تعميم بعض الإرشادات للعمال.