قطاع صناعة السيارات في ايران على وشك الإنهيار بسبب ضعف التصدير إلى الأسواق العالمية مما يهدد هذه الصناعة بشبح الإفلاس، بالإضافة إلى قلّة الحصول قطع غيار من الخارج. ويبدو أن إيران سوف تضطر لإيقاف هذه الصناعة لوقت طويل.
قصة صناعة السيارات الإيرانية مشوقة فهي تبدو كمونتاج صناعي. فهي تفتقر لأي تطوير حقيقي وتقوم بتصنيع السيارات الغربية والآسيوية القديمة ثم تعطيها أسماء إيرانية . بطريقة ما، فإن صناعة السيارات الإيرانية كانت إحدى الأدوات التي استخدمها النظام الإيراني لإبقاء إيران بلدا متأخرا عن العالم ب30 سنه، في الوقت الذي كانت تُباع فيه السيارات القديمة بأسعار عالية في الداخل الإيراني.
هذه سيارة بيجو حديثة تُباع حول العالم ..
بالمقابل هذه سيارة بيجو 405 تُباع في إيران من قِبل شركة إيران خودرو …
النسخة الأساسية لهذه السيارة تكلِّف نحو 20 ألف دولار في بلد يجني فيه الفرد سنويا نحو 4 آلآف دولار سنويا . في حزيران/يونيو، ارتفع سعر سيارة البيجو 405 بنحو  ستة عشر الى خمسةٍ وعشرين الف دولار اي مايعادل  20-30 مليونَ تومان ، أو من 10-15?  بالرغم من الوعود بعدم السماح لأي زيادة في الأسعار.
وطبعاً فإن سيارة بيجو 405 واحدة ٌ من أعلى السيارات سعرا في إيران ، فالعائلة العادية لايمكنها أن تمتلك واحدة . بيجو 206 هي أقصى مايمكن لكثير من الإيرانيين أن يتمنوا امتلاكه في يوم ما.
في هذه الأيام، يبدو أن ذلك الأمل يخبو تحت وطئ العقوبات الدولية ، فشركات السيارات الإيرانية لايمكنها استيراد قطع غيار من الخارج هي بحاجةٍ اليها من أجل اكمال عملية التصنيع .  يُضاف إلى ماسبق بأن العقوبات تمنع شركات السيارات الإيرانية من تصدير ما قامت بصًُنعه.
إن اسواق تصدير السيارات الإيرانية ضحلة، فبنظرة عامة على الموقع الالكتروني لشركة إيران خودرو نجد حفنة من المستوردين مثل فنزويلا . ولا توجد معلومات عن عدد السيارات الإيرانية التي تباع في تلك الدول .
ضَعف الوصول إلى الأسواق الخارجية دفع صناعة السيارات الإيرانية إلى حافة الإفلاس.
هذا الأمر عَقـَد عملية التصنيع الداخلي بسبب قلّة حصولها على قطع الغيار.
وفقا لوكالة مهر للأنباء الايرانية، فإن أحد المصادر التي لازالت تـُورد قطع الغيار لإيران هي شركات السيارات الكورية الجنوبية ، واليوم تقوم الشركات الكورية بإيقاف أو تقنين عملياتها في إيران بسبب العقوبات.
وكالة مهر للأنباء الإيرانية قالت ايضا بأن شركات صناعة السيارات الإيرانية ناشدت الحكومة من أجل وضع خطة إنقاذ الشركات من الأزمة التي تعصف بها.
جزء من هذه الخطة قد تحتاج الى الكثير من المال . ولكن إيجاد حل لأزمة قطع غيار السيارات يمكن أن يتحقق إذا إستطاعت إيران تحسين علاقاتها مع باقي الدول ، واذا تم تخفيف العقوبات كنتيجة لذلك التحسن.
عدا ذلك، فالأوضاع تتجه نحو الاسوأ. منذ الأول من  تموز ، تـَفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف جميع قطع الغيار والخدمات المتصلة بصناعة السيارات في إيران.