رسالة زعيم القاعدة ايمن الظواهري الاخيرة تم تناولها بطرق مختلفة من قبل وسائل الاعلام، البعض وصف مضمونها بانه “ابطال” للتحالف الذي اعلن سابقا بين جبهة النصرة والقاعدة في العراق في حين وصف اخرون الرسالة بانها حل للخلاف بين المجموعتين، ولكن ما حقيقة هذه المسألة،
اليكم تحليلنا:-
الاستنتاج الاول الذي يظهر من رسالة الظواهري الاخيرة هو انه ليس مسيطرا على التنظيم فالظواهري يقول ان زعيم ما يعرف بدولة العراق الاسلامية ابو بكر البغدادي اتخذ قرار الاندماج والسيطرة على جبهة النصرة دون مشاورة التنظيم المركزي ووصف الظواهري القرار بالخاطيء. الأن يؤمن كثيرون ان تنظيم القاعدة المركزي لايملك سلطة او سيطرة حقيقة على فروعه حول العالم وجاءت رسالة الظواهري لتؤكد ذلك.
اذا كان البغدادي لم يأخذ رأي او اذن الظواهري باعلان الاندماج بين المجموعتين، مالذي سيجعله يستمع لتوجيهات الظواهري بالغاء هذا الاندماج؟ في الحقيقة هذا ليس التدخل الاول من نوعه للظواهري لحل النزاع او الخلاف، اذ انه كتب رسالة الى كلا الجماعتين في ابريل الماضي ورسالة الظواهري الاخيرة تظهر ان تدخله في ابريل لم يفلح ما اضطره لارسال رسالة جديدة.
الامر الثاني هو ان الظواهري اثبت ان المجموعتين تقاتلان بعضهما وما يحدث بينهما ليس مجرد خلاف على التفاصيل اذ ان الانقسامات بين المجموعتين وصلت الى درجة دفعت الظواهري للتدخل شخصيا طالبا منهم التوقف عن عداء احدهم للآخر ولا يعرف مالذي سيدفع جبهة النصرة او دولة العراق الاسلامية للاستماع اليه هذه المرة.
الأمر الثالث، حاول الظواهري تأجيج التوتر الطائفي بوصفه نظام الاسد بالنظام العلوي وبهذا لايكون الظواهري قد اسهم بتأجيج الانقسام الطائفي في البلد فحسب، بل منح نظام الاسد حجة جديدة في حربه ضد الشعب السوري