أكد مسؤولون أمنيون باكستانيون قتل المسؤول الثاني في طالبان الباكستانية والي الرحمن الذي في غارة لطائرة اميركية من دون طيار في وزيرستان الشمالية. فيما ستعد ضربة كبيرة في المعركة ضد المتشددين.
وزيرستان هي احدى المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود الافغانية.
نفذت طائرة أمريكية من دون طيارغارة جوية قتلت فيها سبعة أشخاص من بينهم ولي الرحمن نائب زعيم حركة طالبان باكستان وذلك عندما استهدفت منزلا كان ولي الرحمن بداخله في مقاطعة وزيرستان القبلية الواقعة شمال غرب باكستان.
ولي الرحمن كان من أهم المخططين الاستراتيجيين في طالبان باكستان. مهاراته السياسية مكنته من التلاعب بالسياسة الباكستانية؛ كما أنه كان مسؤولا مسؤولية مباشرة عن هجمات كبيرة في باكستان وأفغانستان.
في أحد أكبر الهجمات التي يُقال أنه خطط لها، قتل خمسون شخصا في أيلول 2008 عندما فجر طالبان فندق الماريوت في إسلام أباد.
ولي الرحمن كان أحد حفنة من قادة طالبان ممن تلقوا تعليما دينيا. ولهذا فكثيرا ما عُرف بـ “المفتي” بين عناصر المجموعة؛ لكنهم ما فتئوا يُخلّون بمبادىء الإسلام؛ فهم لا يتوانون عن قتل الباكستانيين والأفغان لتحقيق مكاسب مادية أو ممارسة ضغوط سياسية.
هذه العنف يتسبب في توتر شديد داخل طالبان حيث يتسائل عناصر كثر عن عبثية مثل هذه الأفعال. في غياب ولي الرحمن، من المُرجح أن يشكك المزيد من عناصر طالبان في شرعية جرائمهم.
تضم طالبان في الغالب عناصر شابة يصل بعضهم إلى مواقع قيادية. ولي الرحمن كان أكبر عمرا في موقع سلطة وكان كثيرا ما يتدخل لحل صراعات تحتدم بين العناصر الأقل سنا. الآن، في غيابه، سيكون من الطبيعي أن تتنامى التصدعات بين العناصر الشابة القلقة من طالبان. لطالما تقاتل أعضاء طالبان فيما بينهم؛ ومن دون قائد قوي يُسكت الشباب المسلح، لن يكون مفاجئا أن نرى خلافات دموية داخل المجموعة.
موت ولي الرحمن يحرم طالبان من أحد أهم حلفاء مؤسس طالبان الباكستانية، بيت الله محسود، الذي قُتل هو الآخر في ضربة طائرة من دون طيار قبل أربع سنوات.
والأهم من هذا هو أن موت ولي الرحمن يحرم طالبان من مصدر تمويل مهم. فكان الرجل وسيلة طالبان للحصول على المال خاصة من كراتشي سواء من خلال التبرعات التي يجنيها من متعاطفين أو من خلال ابتزاز باكستانيين.
يُعتقد أن ولي الرحمن قادعمليات طالبان في سرقة بنوك واختطاف أشخاص من أجل الفدية وهدد محال تجارية إن لم يعطوه أتاوة. فكانت طالبان مافيا بكل معنى الكلمة. ولا يُعرف ما إذا تبقى لـ طالبان من يستمر في تكتيكات ليّ الذراع هذه.
في المحصلة، موت ولي الرحمن يشكل صفعة قوية ل طالبان وتطرفها وعنفها. الحادثة تدلل أيضا على فعالية ضربات الطائرات من دون طيار في منطقة غالبا ما أخفقت فيها طرق بديلة في مكافحة الإرهاب.