قبل حرب يوغوسلافيا، كانت الزيجات المختلطة في البوسنة تشكل حوالى 13 بالمئة./ اليوم تراجعت هذه النسبة الى اربعة بالمئة/، ويواجه الاطفال المتحدرون من هذا النوع من الارتباطات صعوبات عدة بسبب دستور البلاد المتشدد.
مشاكل الزيجات المختلطة في البوسنة
– اوغو فلاسافليفيتش، عالم في الاتنيات في جامعة ساراييفو
– ساندرا زايموفيتش
– سانين ميلافيتش، ممثل
كانت العاصمة البوسنية ساراييفو تشكل مزيجا من الاثنيات والديانات. لكن المدينة التي كان يسكنها المسلمون والكاثوليك والارثودكس جنبا الى جنب، وتتكاثر فيها الزيجات المختلطة، مزقتها الحرب التي تبعت انهيار يوغوسلافيا في بداية التسعينيات. وهو ارث ما زال وقعه حاضرا حتى الآن.
فقد أسفرت حرب البوسنة عن مئة الف قتيل على الاقل، ونزوح أكثر من مليوني شخص. وفي العام 1995. ووضعت اتفاقيات دايتون حدا نهائيا للحرب، لكنها ادت ايضا الى تقسيم البلاد الى كيانين: الاول صربي والثاني كرواتي وبوسني. قبل الحرب، كانت الزيجات المختلطة تشكل نحو 13 بالمئة. اليوم، تراجع هذا العدد الى اربعة بالمئة. ومع ذلك، فقد قاوم البعض. روسمير مسلم وساندرا كاثوليكية. التقيا قبل عشر سنوات وتزوجا رغم اختلاف الديانة بينهما.
لقد أرست اتفاقات دايتون سلاما دائما ولكنها حضت على التقسم العرقي واعاقت الزيجات المختلطة.
وفيما تستوعب الوظائف العامة معظم اليد العاملة في البوسنة، توزع هذه الوظائف وفقا لنظام الحصص العرقية. وبنظر الدولة، الاطفال المتحدرون من زيجات مختلطة لا يمكن تصنيفهم في أي فئة معينة، ما يعرضهم للتهميش.
ففي العام 2009، دعت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان البوسنة الى تعديل دستورها من أجل وضع حد للتمييز الذي يعانيه السكان المتحدرون من زيجات مختلطة.
ولكن هذا القانون المثير للجدل ما زال ساريا. وينتظر الاطفال المتحدرون من زيجات مختلطة مستقبلا مجهولا، في مجتمع ما زال مقسما بعد عشرين عاما من انتهاء الحرب فيه.