يعجز (حسن)، عن سداد كلفة إقامة توائمه الخمسة (ثلاثة ذكور وبنتان) لمدة شهرين في قسم العناية المركزة للأطفال الخدج، في المستشفى السعودي الألماني بدبي، بعد إجراء عملية قيصرية مبكرة لزوجته في الشهر السابع، نتيجة تعرض أحد التوائم إلى نقص في الأكسجين وتوقفه عن النمو الطبيعي، ما اضطر الأطباء إلى إجراء العملية حتى لا تتعرض حياة الأم وبقية التوائم للخطر، وتالياً تم إيداع التوائم الخمسة في «الحضانة»، وبلغت كلفة إقامتهم شهرين مليوناً و400 ألف درهم، على الرغم من وفاة أحدهم بعد يومين من الولادة، بعدما غطت شركة التأمين كلفة عملية الولادة القيصرية للأم، والتي بلغت 18 ألفاً و500 درهم.
وأظهر التقرير الطبي الصادر من المستشفى السعودي الألماني أن «الولادة تمّت في الشهر السابع من الحمل، بسبب تعرض أحد التوائم الخمسة لنقص في الأكسجين، وتوقف النمو عن معدله الطبيعي، ما تسبب في وفاة أحد التوائم (بنت)، بعد مرور يومين على ولادتها».
وأوضح التقريرأن البنت المتوفاة لم يكتمل نمو رئتيها وضعيفة الوزن (550 غراماً)، ما استدعى مكوثها في قسم العناية المركزة كبقية التوائم، وتكثيف العلاج لها ومتابعتها بصورة مستمرة حتى فارقت الحياة في اليوم الثاني، وتم إجراء جلسات علاج طبيعي للتوائم الأربعة، حتى تتحسن حالتهم الصحية، وهم تحت الملاحظة المستمرة.
وقال (حسن) الذي يقيم في عجمان ، «جاءت ولادة التوائم بعد خمس سنوات من الزواج ونتيجة حمل طبيعي، وكانت دموع الفرح تغمر أعيننا عندما كشف لنا الطبيب في المستشفى السعودي الألماني، عن وجود أربعة أجنة في أحشاء زوجتي، مشيراً إلى أن «زوجته واجهت أثناء فترة حملها العديد من المشكلات والمضاعفات، التي ترجع سببها في الدرجة الأولى إلى الحمل بأجنة متعددة، وعلى الرغم من حالتها المعقدة تمكن الفريق الطبي في المستشفى من التعامل معها بكفاءة، إذ كنا متمسكين بأمل لم يفارقنا أبداً في تكوين أسرة وأطفال انتظرناهم فترة طويلة، لنسمع من أفواههم كلمتي (ماما وبابا)».
وتابع «بعدها بدأنا في الفحوص والمراجعات الشهرية المستمرة حتى يتم التأكد من سلامة الأطفال، إذ أكد الطبيب لي احتمالية تعرض أحدهم أو الأم لأي مرض أو نقص في الأكسجين، وهذا غالباً ما يحدث في الحمل بالتوائم، فقررت تفريغ نفسي بشكل كبير في خدمة زوجتي، حتى أرى أبنائي في صحة جيدة يكبرون ويلهون مع أقرانهم، وعملت على تثقيف نفسي من خلال شراء بعض الكتب والدخول إلى المواقع الإلكترونية للتعرف إلى مراحل تكون الجنين في الأشهر الأولى والمراحل التي تمر بها الأم، حتى عشت معها كل لحظة ودقيقة من فترة حملها».
وأكمل والد التوائم أن «المستشفيات الحكومية رفضت استقبال زوجتي لتلقي الفحوص والعلاج بحجة أنها لم تفتح ملف الولادة منذ الشهر الأول، لم أتوقع أبداً أنني سأقع في هذه المشكلة، فقمت فوراً بإكمال علاجها وفحوصها في المستشفى السعودي الألماني على نفقتي الخاصة، وفي شهرها السابع كانت الصدمة التي لم أتوقعها،عندما تعرضت زوجتي إلى ارتفاع في ضغط الدم، إضافة إلى تسمم الحمل وانحباس في السوائل، ما استدعى إجراء عملية قيصرية مستعجلة، لأن الأم والأطفال معرضون للخطر».
وأكمل «اختلطت دموع فرحي بالأطفال وحزني بأن أخسر زوجتي أو أحد التوائم، وجاءت المفاجأة السارة وغير المتوقعة أبداً، فوجئت بعد خروج الطبيب من غرفة العمليات بوجود خمسة توائم، وليس كما تبين سابقاً أثناء الفحوص أربعة فقط».
وأضاف «زوجتي تشعر بالحزن في معظم الأوقات بسبب ضخامة فاتورة العلاج، ما أثر سلباً في قدرتها على رضاعة أطفالها»، معرباً عن أمله أن يمدّ فاعل خير يد المساعدة له لسداد المبلغ وقدره مليوناً و400 ألف درهم، ليرى بصيص أمل على أداء دوره نحو منزله وزوجته وأبنائه، لافتاً إلى أن إمكاناته المالية متواضعة، ولا تسمح له بسداد المبلغ المطلوب.
وأكد والد التوائم أن المبلغ فاق المتوقع بسبب مكوث التوائم تحت الملاحظة الطبية لمدة شهرين، مضيفاً أن شركة التأمين الصحي رفضت تغطية تكاليف متابعة الأبناء بعد الولادة بدعوى أن زوجته وضعت أطفالها قبل الشهر التاسع، بالرغم من سداد الشركة تكاليف العملية القيصرية 18 ألفاً و500 درهم. وأشار إلى أنه يعمل في جهة خاصة بدبي، ويتقاضى راتباً شهرياً 11 ألف درهم، يسدد منه إيجار المسكن وقدره 1750 درهماً إضافة إلى أقساط بنكية قدرها 2600 درهم شهرياً، والباقي ينفقه على مصروفات الحياة، لذلك لم تكتمل فرحته بولادة أبنائه الأربعة، بعد أن صدمه المبلغ الذي طالبت به المستشفى وقدره مليون و400 ألف درهم نتيجة إقامتهم في الحضانة، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على سداد هذا المبلغ ليذق فرحة قدوم أطفاله التوائم التي حلم بها.
المصدر : الامارات اليوم