لم يعلم قائد المروحية في ذلك الوقت أنه اكتشف مقر عائلة “ليكوفيتش” الروسية التي فقدت منذ أكثر من 40 عاماً واستطاعت أن تظل على قيد الحياة طوال هذه الفترة في أصعب الظروف الطبيعية، وهي عائلة قديمة من طائفة الأرثوذكسية الروسية الأصولية التي تعرضت للاضطهاد منذ أيام بطرس الأكبر فيا لقرن الثامن عشر.

بدأ الأمر في عام 1936 عندما عاد “كارب” الي بيته ليجد الشيوعيين قاموا بقتل أخيه، بعد اجتياح البلاشقة للسلطة، فقام على الفور بجمع الأشياء التي استطاع حملها، وأخذ معه زوجته وأبناءه وانطلق إلى البرية ليواجه العديد من الصعوبات ولكنه استمر في التوغل إلى أن قام ببناء منزل خشبي صغير، استقر به هو وجميع أفراد عائلته.

حصل “كارب” على مولودين جديدين في عام 1940، ومنذ ذلك الوقت لم يروا أي إنسان آخر طيلة 40 عاماً، حتى فوجئوا بوجود مروحية تحلق فوقهم بحثاً عن الحديد الخام، ليذهلوا مما يروه، وتتغير حياتهم رأساً على عقب بعد تلك اللحظة.

ويقول العلماء الذين كانوا على متن الطائرة، إنهم استمروا في السير داخل الغابة لرؤية من يسكن هذا الكوخ، وكلما تقدموا أكثر، اكتشفوا دلائل على وجود حياة بشرية .

وتواصل الجيولوجيون مع سكان الخوف،ولكن لم يصلهم أي رد سوى بعد نصف ساعة عندما خرج “كارب” بصحبة أبنائه، عرض عليهم الجيولوجيون بعض الطعام كالشاي والمربى ولكنهم رفضوا، حيث كانوا لا يزالوا تحت تأثير الصدمة، وبعد أن هدأت الأمور، حكى “كارب” ما واجهه من مصاعب طيلة الأربعين عاماً الماضية، فقد وصلوا إلى مرحلة لا يوجد بها أي طعام مما ترتب عليه تناولهم لأحذيتهم الجلدية من أجل البقاء على قيد الحياة، ولكن بعد ذلك بفترة، احترف “كارب” صيد الحيوانات، ومنذ ذلك الوقت تعيش العائلة على ما يصطاده، لدرجة أنه كان يذهب في رحلات صيد تستمر لعدة أيام .

طوال هذه المدة لم يفكر أي فرد من العائلة في ترك مأواهم والعودة للمدينة، حتى ماتت زوجة “كارب” عن عمر يناهز 70 عاماً في 1988، ومات هو بعدها بيوم واحد، كما أن أبناءهم لا يفكرون أيضاً في العودة، بل سيظلون كما هم يستكملون المشوار الذي بدأه والدهم.