أسّست حكومة مالي مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية  أو كما يقال “سيدراب”  في تمبكتو عام 1973.وتعود نشأة المركز أصلاً إلى الاجتماع الذي عقدته منظمة اليونسكو عام 1967 في تمبكتو لتخطيط عدد من مجلدات اليونيسكو عن تاريخ إفريقيا

ﯾﻌﺘﺒﺮ «ﻣﻌﮭﺪ أﺣﻤﺪ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠﺘﻮﺛﯿﻖ واﻷﺑﺤﺎث» ﻓﻲ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ، اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻟﻠﺤﺮق، واﺣﺪا ﻣﻦ 60 إﻟﻰ 80 ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ؛ ويﺤﻮي ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ أﺛﺮﯾﺔ ﯾﺮﺟﻊ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﯿﻼدي.
وﺑﻤﺒﺎدرة ﻣﻦ «اﻟﯿﻮﻧﯿﺴﻜﻮ» أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﺳﻨﺔ 1970 ﺗﺄﺳﯿﺲ «ﻣﺮﻛﺰ أﺣﻤﺪ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠﺘﻮﺛﯿﻖ واﻷﺑﺤﺎث» ﻟﯿﻘﻒ وﺳﻂ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺳﺎﻧﻜﻮري، ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﺟﺎﻣﻌﺔ «ﺳﺎﻧﻜﻮري» اﻟﺬاﺋﻌﺔ اﻟﺼﯿﺖ، اﻟﺘﻲ ﻗﺼﺪھﺎ ﺟﻤﯿﻊ ﻃﻼب اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺣﻞ واﻟﺼﺤﺮاء، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﯿﺮة إﻟﻰ أﺣﺪ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ.
ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 أﻟﻒ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ؛ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻛﺎن ﻣﺤﻔﻮﻇﺎ ﻓﻲ ﺳﺮادﯾﺐ ﺗﺤﺖ اﻷرض، ﻓﯿﻤﺎ ﻗﺎم اﻟﻤﺮﻛﺰ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 18 أﻟﻒ ﻣﺨﻄﻮط، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﺸﺮﻓﻮن ﻋﻠﯿﮫ ﯾﺴﻌﻮن ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 أﻟﻒ ﻣﺨﻄﻮط ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ وﺿﻮاﺣﯿﮭﺎ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻜﺒﯿﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ھﺬه اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﺗﺮاﺛﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﮭﺎ وﺗﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﺪاد، وﯾﻘﺪر اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻋﺪد اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ أزواد ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻠﯿﻮن ﻣﺨﻄﻮط ﻟﺪى اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺒﺪوﯾﺔ اﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ.

وﻛﺎﻧﺖ ﻣﮭﻤﺔ «ﻣﺮﻛﺰ أﺣﻤﺪ ﺑﺎﺑﺎ» ھﻲ ﺗﺼﻨﯿﻒ اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﯿﮭﺎ وﺣﻤﺎﯾﺘﮭﺎ وﺗﺮﻣﯿﻤﮭﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺼﻮﯾﺮھﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻣﻜﺘﺒﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء واﻟﺼﻤﻮد، ﺣﯿﺚ ﺗﺸﻤﻞ ھﺬه اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻛﺘﺒﺎ ﻓﻲاﻟﺘﺎرﯾﺦ  واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻼھﻮت واﻟﻠﻐﺔ واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺎت واﻟﻔﻘﮫ وأﺻﻮل اﻟﺤﻜﻢ، وﻛﺘﺐ ﻣﻊ ﻣﺆﻟﻔﺎت أﺧﺮى ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ اﻟﻜﺒﯿﺮة.
وﺗﻮﺟﺪ ﺿﻤﻦ ھﺬه اﻟﻤﺨﻄﻮﻃﺎت ﻣﺮاﺳﻼت ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻠﻮك ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ زﺧﺮﻓﺘﮭﺎ ﺑﻤﺎء اﻟﺬھﺐ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻨﺘﺸﺮ ﺑﻜﺜﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت ﺛﻤﯿﻨﺔ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﻼد اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ إﺑﺎن ازدھﺎر ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ.