تنقل التقارير الواردة من شمال مالي أن القاعدة وحلفاءها باتوا يشقون الطرق ويحفرون الأنفاق ويبنون القواعد الدفاعية تحسباً لأي هجوم .
ويقول شهود عيان أنهم رأوا معدات ثقيلة ومولدات لتوليد الكهرباء تقدر بأحد عشر مليون دولار سرقوها من شركات مقاولة كان يُفترض أن تقوم بأعمال إنشائية في المنطقة.
يأتي هذا فيما يتوقعُ خبراءٌ عسكريون أن يتأخر أي تدخل في المنطقة بهدف القضاء على نفوذ القاعدة هناك .
ما ينقله الشهود يشي بأن مهمة اقتلاع القاعدة وحلفائها من شمال مالي لن تكون سهلة. خبراء عسكريون عارفون بالمنطقة يقولون إن القاعدة لم تمتلك أفغانستان يوما لكنها اليوم تتحكم بالمدن الرئيسة في شمال مالي, مستفيدين من حالة عدم الاستقرار في العاصمة باماكو. ناهيك عن أن وجود القاعدة في شمال مالي هو امتداد لوجودها في حزام يمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وهكذا فإن وضع استراتيجية لاحتواء منطقة الساحل تختلف عن أي تجربة مرت فيها القوات الدولية في احتواء القاعدة في وادي سوات في أفغانستان. يُضاف إلى ذلك أن القاعدة في المنطقة استملكت أسلحة لا يُستهان بها حصلت عليها من الجيش المالي المندحر ومن مخازن نظام القذافي مثل الصواريخ الحرارية سام سبعة القادرة على ضرب طائرات على ارتفاعات منخفضة.
مطلع العام اتفقت دول إفريقيا على أن تدعم تدخلا عسكريا في شمال مالي تحت ولاية الأمم المتحدة، ولكن بشروط تدريب الجيش المالي المتهم أصلا بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان. المشروع قد لا يبدأ قبل سبتمبر أيلول 2013.
حتى ذلك الوقت، ستظل القاعدة وحلفاؤها يجلدون النساء إن لم يلتزمن بالحجاب والرجال إذا اشتروا الدخان، ناهيك عن استكمال تحطيم الأضرحة التي ظلت حتى وقت قريب على قائمة التراث العالمي.