لا شك ان العقوبات الدولية بدأت تؤثر سلبا على حياة المواطن الإيراني ، فالغلاء الذي طال كافة أسعار المواد الأساسية ، ترك اثرا سلبيا على العلاقات الاجتماعية مما جعل الزواج شبه مستحيل ، اما المتزوجون فيتهددهم الطلاق ، حيث تشير البيانات إلى أن في العاصمة طهران وحدها يقابل كل عشر حالات زواج ،خمس حالات طلاق… مراسلنا في طهران مرتضى رواس زار أحد أصدقاءه المقبل على الزواج ، و عاد الينا بهذها التقرير
نحن في جنوب طهران,, هنا تبدو تبعات العقوبات الإقتصاية واضحة على السكان,, شاهين شاب ايراني في الثمانية و العشرين من العمر,, ترك الجامعة و التحق بالعمل,, أملاً في بناء عش الزوجية,, لكن تأمين متطلبات االزواج يقف عائقا أمامه و امام غيره من الحالميين بتكوين اسرة .
بطبيعة الحال كل شاب يرغب في الزواج و لكن حسب الظروف التي تعيشها ايران لا يمكن التفكير في هذا الموضوع و السبب الظروف الاقتصادية و الغلاء .
شاهين استأجر متجرا متواضعا ببعض مدخراته ، فهو لا يرى في المشاريع الحكومية لمساعدة الشباب حلاً مناسبا يقدم عليه كل راغب في الزواج .
الحكومة بدأت بمساعدة الشباب على الزواج من خلال مشروع مهر السكني و بدأت تعطي القروض و لكن ماذا أفعل بقرض عشرين مليون ريال لأن هذا المبلغ لا يكفي لتأمين ضيافة حفل الزفاف,,, أما بالنسبة لمشروع مهر السكني فالجميع يعلم أنه من دون غاز و كهرباء و ماء كما أنه بعيد جدا عن عملي.
آخرون تمكنوا من التقدم خطوة نحو الحياة الزوجية و لكن بصعوبة,, معلنين أن فكرة الزواج باتت أمرا يجب دراسته بدقة قبل الإقبال عليه ، تفاديا للطلاقوالذي ازدادت نسبته في الفترة الأخيرة ،خاصة في العاصمة طهران.
لم أعد أرى الشباب يقدم على الزواج كما كان حتى أن الكثير من أصدقائي لا يرغبون بالزواج ،لأن المشاكل كثيرة و أهمها تأمين المنزل و أثاثه .
إنها الحياة و مشاكلها… دخول الحياة الزوجية بات يؤرق شاهين و أمثاله في ظل الضغوطات التي تتعرض لها ايران واضعة بذلك فريضة الزواج بين مطرقة الواجب و سندان الغلاء.