في سلسلة التقارير التي نستعرض فيها انعكاسات ودلالات التصريحات الأخيرة لـ أبو حفص الموريتاني، مفتي القاعدة سابقاً، التي ذكّر فيها بمعارضته النهج الذي اتبعته القاعدة، نتابع اليوم تصريحاته حول مالي التي يحتل شمالها مسلحو أنصار الدين الموالية للقاعدة.
في الأيام العشر الأخيرة من آذار مارس الماضي، سيطر مسلحو (أنصار الدين) على شمال مالي. بدأوا بالمدن المحاذية للحدود الجزائرية، وسريعاً سيطروا على مدينة تمبكتو العريقة التي تحاكي حضارتها حضارة بغداد ودمشق في المشرق.
تصل من تلك المنطقة قصص عن تحطيم هؤلاء معالم تاريخية وأضرحة؛ ناهيك عن تعاطيهم المتشدد مع سكان المنطقة في زعمهم تطبيق الشريعة؛ فيرهبون أهلها وينكلون بهم .
أبو حفص الموريتاني، مفتي القاعدة، تحدث عن هؤلاء؛ وجه لهم النصح بالابتعاد عن طرقهم التي تبنوها حتى الآن .
أبو حفص – مالي
أنا في الحقيقة مبدئياً أنا لا أوافق على الأسلوب التي تقوم فيه الجماعة الإسلامية في شمال مالي وأعرف طبعاً دوافع ما هي له ولكن أنا لا أرى أن هذا أسلوباً ناجعاً في أقامة دولة إسلامية وأرى أن الجهاد يكون جهاداً فقط إذا كان غَلب من أهل الاختصاص والخبرة والقائمين عليه أنه سوف يقود إلى إقامة الدين الإسلامي والتمكين له حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، أي جهاد لا يؤدي إلى هذه النتيجة فهو في الحقيقة ليس الجهاد الشرعي المطلوب.)))
(((لا نتمنى أن تتحول مالي إلى صومال جديدة وأفغانستان جديدة إذا اندلعت الحرب وسوف تمتد ألسنة اللهب إلى كل الدول القريبة والبعيدة)))
نعلم من مصادر خاصة أن أبو حفص قد يلعب دور وسيط مع الجماعات المتشددة شمال مالي بهدف تجنيب المنطقة الحرب الشاملة التي تحدث عنها؛ ولكن ثمة جانب آخر للمسألة، فهل تحذو تلك المجموعات حذوه في نبذ العنف والتطرف؟
لم يتضح بعد فيما إذا كان أبو حفص قد كُلف رسميا بالوساطة لدى أنصار الدين في شمال مالي. وإن حدث فمن سيتبنى هذه الوساطة وما الجديد الذي سيأتي به أبو حفص إلى المنطقة وأي حق سيعيد لسكان مالي.