المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي: لا يمكن الوثوق بروسيا بعد اليوم
- ما فعلته بوتين يقوض مصداقيتة روسيا كدولة
- ستانو: من الصعب أن تكون دبلوماسياً روسيا في هذه الأيام
- شهد العالم استفزازات روسية متزايدة وانتهاكات لوقف إطلاق النار
- بوتين شرع في مسار عدائي تصادمي ولا أحد يعلم دوافعه
مازال العالم يعيش هول ما قام به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اعتراف بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، وأثر ذلك على أوكرانيا ككل.
بيد أن الأمر لا يقتصر على الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين، بل يتعداه إلى الإضرار بسمعة روسيا كدولة لا تحترم تعهداتها ولا تحترم الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
تصرفات بوتين أيضاً صورته على أنه الشخص الذي يستعد للقيام بأي شيء لتحقيق طموحاته الشخصية حتى ولو كان ذلك الأمر على حساب الشعب الروسي
كيف يمكن الوثوق بكلمة روسيا؟
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن يقول بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن ما يحدث الآن مع تصرفات القيادة الروسية يقوض تماماً مصداقية روسيا كدولة، إنه يقوض كليا مصداقية توقيع الممثلين السياسيين الروس لأي وثائق دولية.
يبرر ستانو ذلك بأنه مع الخطوات الأخيرة في تاريخ القيادة الروسية، وعندما يتعلق الأمر بـ أوكرانيا، لم ينتهكوا الاتفاقية فحسب، بل كان لديهم ما يسمى بـ “اتفاقية مينسك” التي اعترفوا بموجبها بالأراضي المنفصلة مؤقتاً في الشرق كأراضي أوكرانية.. هم في هذه الحالة انتهكوا أيضاً القانون الدولي، لأنهم انتهكوا سلامة الأراضي وسيادة دولة مجاورة.
يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إنه بما أن روسيا جزء من جميع الاتفاقيات الدولية التي تضمن سيادة أراضي وسلامة أراضي وسيادة الدول، فهناك انتهاك ثلاثي لكل ما سلف، معتبراً أنه سيكون من الصعب جداً أن يكون لديك أي نوع من القناعة فيما ستعد به روسيا أو توقعه في المستقبل.
وعن عدم احترام المسؤولين الروس لتعهداتهم يقول ستانو إن دور الممثلين الرسميين للاتحاد الأوروبي لا يتمثل في الكشف عن طبيعة المناقشات التي يجريها الأوروبيون مع نظرائهم الروس، ويتفق المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في أنه من الصعب جداً أن تكون دبلوماسياً روسياً في الوقت الحاضر، وذلك لمحاولة شرح السلوك العدواني للقيادة الروسية في البلدان التي يعمل فيها الدبلوماسيون الروس لأنه يتعين عليهم تبرير وشرح انتهاك القانون الدولي، وانتهاك الاتفاقيات الدولية، والعدوان على الدولة المجاورة من قبل قيادتهم، و دعونا لا ننسى أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في منظمة تشرف على نظام القواعد الدولي، لذا فالأمر صعب للغاية.
يضيف ستانو أن الأمر على المستوى الشخصي غير مهني للغاية، ومن الصعب جداً على كل دبلوماسي روسي في الخارج لانهم برمتهم يحاولون شرح هذا الانتهاك الصارخ لجميع القواعد والمبادئ الدولية أمام المجتمع الدولي الذي يلتزم بالأعراف والمواثيق الدولية.
كيف ترى أوروبا تصرفات موسكو في أوكرانيا؟
يجيب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على هذا السؤال بالقول إن الجميع يعتبر ما تقوم به روسيا سلوكاً عدوانيًا ويعتبرونه علامة على الاستعداد لمواصلة التصعيد.
يضيف ستانو أن ما يصدر عن روسيا يعتبر أكبر أزمة وأكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية، لأنه بعد أكثر من سبعة عقود، بعد الحرب العالمية الثانية، لدينا في أوروبا، بلد يتصرف بطريقة عدوانية.. يهاجم الدولة المجاورة ويأخذ أجزاء من أراضيها.
ويشير المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن هذا أمر صعب جداً بالنسبة للأوروبيين لأنهم يعتقدون أنه أخيراً في القرن الحادي والعشرين، سوف يتمكنون من العيش في سلام واستقرار وهذا ما كانوا يحاولون بناءه أيضاً مع روسيا.
ويؤكد ستانو أن لا أحد يعلم الأسباب التي قرر من أجلها الرئيس بوتين الشروع في مسار عدائي تصادمي، وتقويض جميع القواعد والمبادئ الدولية التي تم وضعها في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، والتي جلبت الكثير من المعاناة لأوروبا.
يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن بوتين يتصرف مثل الشخص الذي يبدو أنه مستعد لبدء حرب جديدة في أوروبا، وهذا شيء يجب على المجتمع الدولي أن يأخذه على محمل الجد ويتعين عليه صده في جبهة متحدة.
يضيف ستانو إنه لسوء الحظ وبسبب الإجراءات والتصرفات الأخيرة من قبل القيادة الروسية، فإن مصداقية روسيا على الساحة الدولية تقترب من الصفر، بسبب انتهاك القانون الدولي من خلال انتهاك التزاماتها الدولية، وبانتهاك المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها روسيا، تظهر روسيا أن توقيعها ليس له قيمة وأن توقيعها لا معنى له وأن وعودها وتصريحاتها لا يمكن الوثوق بها حقاً، ولا ينبغي الحكم على روسيا إلا من خلال أفعالها. ولسوء الحظ ، فإن هذه الإجراءات الآن ليست سوى أعمال عدوانية ، وأعمال تهديدات وتصعيد وأفعال تؤدي إلى صراع شديد الخطورة على الأراضي الأوروبية.
وفيما إذا استمرت روسيا في التحرك نحو غرب أوكرانيا وكيف سيرد الاتحاد الأوروبي يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن الجميع على استعداد للرد بطريقة صعبة للغاية بالفعل. إذ سيعتمد الغرب عقوبات جديدة وسيعلن قريباً عن العقوبات الملموسة والإجراءات التقييدية رداً على التحركات الأخيرة، وهذا يعني الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان وإرسال قوات احتلال روسية إلى هذه الأراضي. هذه هي إجراءات العقوبات التي اتخذت كخطوة أولى.
يضيف ستانو أنه إذا واصلت روسيا سلوكها التصعيدي العدواني، فسوف يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات وسيتم الإغلاق على روسيا اقتصادياً ومالياً، مع العلم أن لا أحد يرغب بذلك، لكن الجميع مصمم على العقوبات إذا ما استمرت روسيا في عدوانها.
يؤكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن الأمر لا يقتصر على الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بل يمتد إلى جبهة دولية ضخمة من الدول التي تنضم إلى الاتحاد الأوروبي ليس فقط للدفاع عن أوكرانيا فقط، ولكن دفاعاً عن القواعد الدولية والقانون الدولي. وليست الولايات المتحدة فقط بل هناك المملكة المتحدة، كندا، اليابان وكوريا الجنوبية، وهناك دول أخرى تشير إلى دعمها للموقف الأوروبي، لذلك سيكون هناك رد قوي من المجتمع الدولي وستساهم روسيا في عزلة نفسها بشكل أساسي وتعزز صورتها كدولة غازية معتدية ومحتلة وهي من تثير صراعاً جديداً في أوروبا.
عن العقوبات التي تقول روسيا إنها جيدة في التعامل معها، وإلى أي مدى يمكن أن تصل عقوبات الاتحاد الأوروبي وفيما إذا كانت ستردع موسكو حقاً يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن روسيا بالتأكيد لن تعترف بأن العقوبات تلحق الضرر بها، ولكن في الواقع تم فرض مجموعة من العقوبات بالفعل في عام 2014 عندما هاجمت روسيا أوكرانيا وضمت بشكل غير قانوني أجزاء من أراضيها في شبه جزيرة القرم. وعندما غزت روسيا الأجزاء الشرقية من أوكرانيا وخلقت التباين في الجمهورية منذ ذلك الحين، وإذا ما نظرنا إلى حال الاقتصاد الروسي الآن سنعلم أن روسيا تأثرت كثيراً بالعقوبات منذ ذلك الحين إلى اليوم.
يضيف ستانو أن روسيا لم تكن قادرة على تطوير وتدعيم اقتصادها، والاقتصاد لا يعمل بشكل جيد بسبب العقوبات.. والشعب الروسي يشعر بذلك لأن روسيا بلد غني جداً، لكن لا يمكنهم استكشاف كل إمكانات بلدهم بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وشركاؤه على روسيا، لذا عندما يتم فرض المزيد من العقوبات فإن الناس في روسيا سيشعرون بها وسيطلبون من قيادتهم ما إذا كان هذا ضرورياً حقاً.
من ناحية أخرى، بالطبع ، لا يريد الاتحاد الأوروبي بحسب المتحدث باسمه استهداف الشعب الروسي، لكن القيادة الروسية لا تترك له أي خيار آخر، رغم أن العقوبات ليست الأداة السياسية الوحيدة، بل هي أداة مصاحبة نؤكد بها سياساتنا التي نعنيها بجدية حقيقية، ونعني بجدية الحاجة إلى الحوار وضرورة وقف التصعيد.
يؤكد ستانو أنه في اللحظة التي تبدأ فيها روسيا في التهدئة، يمكن للغرب بعد ذلك رفع العقوبات المفروضة، لأن العقوبات تستجيب لإجراءات ملموسة وإذا كان هناك تغيير في السلوك، ولكن إذا لم يتغير السلوك ستكون هناك عزلة تامة مالياً واقتصادياً ودولياً سياسياً.
شهد العالم استفزازات متزايدة وانتهاكات لوقف إطلاق النار من قبل روسيا
بيتر ستانو
هل ستتأثر أوروبا بالعقوبات التي تفرضها على روسيا؟
يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إنه عندما يتم اتخاذ تدابير تؤثر على التجارة، على سبيل المثال، سيكون ارتدادات سلبية على البلدان الأوروبية، لأنه سيتم خسارة أسواق، لكن لحسن الحظ ، العالم كبير جداً، والعالم يتطور.
يؤكد ستانو أن هناك دائماً إمكانية لإيجاد بدائل وحتى إذا كانت العقوبات تقوض الغرب أيضاً، أو كان هناك تأثير سلبي للعقوبات، فهذا هو الثمن الذي يستعد الغرب لدفعه مقابل الدفاع عن المبادئ والدفاع عن النظام الدولي والقانون الدولي.
يعتبر المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن العقوبات ستضر الغرب أقل بكثير مما ستؤذي روسيا، فهو ليس معزولاً عن العالم، ولديه الكثير من الفرص للعمل مع شركاء آخرين في جميع أنحاء العالم، لإيجاد بدائل لأي خسائر قد يشعر بها بعد عزل نفسه عن روسيا، لكن روسيا لا تستطيع فعل الشيء نفسه لأنه روسيا سوف تكون معزولة دوليا.
حول وجود خطط بديلة للاتحاد الأوروبي لتوفير احتياجات الغاز إذا توقفت الإمدادات الروسية يقول المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن الغرب بالطبع لا يعتمد على الغاز الروسي من أجل البقاء، فهو يأخذ ما يقرب من 40٪ من احتياجاته من روسيا وهذه النسبة ليست الأغلبية لذا فالاتحاد الأوروبي اليوم يعمل على توفير البدائل ويتفاوض مع موردين آخرين.
يضيف ستانو أن قضية الغاز بالنسبة للاتحاد الأوروبي ليست الموضوع الأهم، طالما أن المنطقة الأوروبية بصدد الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، لذلك يحاول استبدال الوقود الأحفوري بالطاقات المتجددة، وهذا يسرّع كل الإصلاحات التي يقوم بها حتى لا يعتمد على الوقود الأحفوري بشكل عام، وليس فقط على روسيا. وبالطبع سينفصل عن روسيا لأنه يرى أن روسيا ليست شريكاً جاداً أو شريكاً موثوقاً به، حتى فيما يتعلق بالعمل.
يؤكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي لا يرغب بالقيام بذلك لكن القيادة الروسية هي من قرر الانفصال عن أوروبا، وهي من قررت أن تكون معادية للحضارة الحديثة وللقرن الحادي والعشرين، مضيفاً أن الروس يريدون العودة إلى ماضي المواجهة، ويمكنهم فعل ذلك إذا أرادوا، لكن الاتحاد الأوروبي سيعيش بشكل أفضل بدونهم، وعندئذ سيعيشون بمفردهم.
على الأرض.. ما مدى الانتهاكات التي رصدتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشرق أوكرانيا؟
يجيب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أنه خلال الأيام والأسابيع الماضية، شهد العالم استفزازات متزايدة وانتهاكات لوقف إطلاق النار من قبل روسيا.
يضيف ستانو أن الروس يحاولون تقديم خطواتهم كرد فعل على ما يدور في أذهانهم وهذا ما حدث في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، لكن الحقيقة هي أن عدد الاستفزازات والهجمات القادمة من المنطقتين الانفصاليتين ضد الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة الحكومة آخذ في الازدياد بمشاركة نشطة من موسكو.
يؤكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أنه من الواضح أن روسيا تخلق ذريعة ذريعة لأفعالها غير المشروعة وغير القانونية، لذا فهي تزيد من الإمكانات وتزيد من عدد الاستفزازات، وهذه علامة على أنها مصممة على الاستمرار في طريق المواجهة، وربما تجر هذه الأزمة أو تقوم بتصعيدها إلى شيء أكبر مما نراه الآن.