الكويت أمام سيناريوهات مقلقة لتداعيات تغير المناخ
- ارتفاع مستوى سطح البحر يشكل مشكلة حقيقية للحياة على سطح الكرة الأرضية
- العالم أجمع يشهد ارتفاع في درجات الحرارة
تعمل الكويت في إطار رؤية تنموية مستقبلية على بناء عدد من المشروعات للفترة 2020-2035، لكنها لم تضع متطلبات محددة لتخفيض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، وفقا لمنظمات مختصة بالشان البيئي والمناخي.
إذ تضاعفت مستويات الانبعاثات الغازية في الكويت خلال الفترة بين 1993- 2014 إلى الضعفين من 100MT إلى اكثر من 200MT.
وحسب البنك الدولي تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) عرضة بشكل خاص لتغير المناخ، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم جفافًا وشحًا بالمياه وهو الأمر الذي يزيد من القيود البيئية.
التغيرات المناخية هي نتاج الممارسات البشرية منذ الثورة الصناعية
في لقاء خاص لأخبار الآن مع الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور جاسم بشارة، قال “ما تتعرض له دولة الكويت من تغيرات مناخية يقع ضمن ما يتعرض له إقليم الخليج من تغيرات، وذلك أيضا في السياق العام للتغيرات التي يشهدها العالم أجمع”
ولفت بشارة في حديثه أن ما يقع في الكويت من تزايد في ارتفاع درجات الحرارة لم تكن تشهده الدولة قبل ثلاثة عقود، مضيفا “لم تكن تصل درجة الحرارة إلى الخمسين درجة مئوية، الآن هو أمر متكرر خاصة في شهر يوليو وأغسطس” وتابع بشارة “هذا ما رأيناه في معظم منطقة الخليج”.
وأشار بشارة إلى أن العالم أجمع يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة حتى في أماكن معروفة ببرودة مناخها مثل كندا، حيث وصلت درجة الحرارة في فانكوفر 49 درجة مئوية الصيف الماضي.
” الكويت في منطقة حساسة بل بالغة الحساسية ويعتريها الجو الصحراوي مما ينبغي علينا الحرص والتحرك للتعامل مع التغيرات المحتلمة”، وفقا لبشارة.
التغيرات المناخية سبب في غرق المدن الساحلية
وفي سياق متصل صرح بشارة أنه من الصعب التكهن بالحدود العليا التي يمكن أن تصل إليها تغيرات المناخ وتأثيرها على الدول، وقال “يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الكويت ودول الخليج هي دول ساحلية تتأثر بتأثر البحر” وتابع ” وهو ما يجعل الأمر مقلقا خاصة بالنسبة لارتفاع منسوب المياه في البحار ومنها الخليج العربي”.
وشدد بشارة في حديثه حول الخليج العربي باعتباره شبه بحر مغلق حيث مضيق هرمز يعد عنق الزجاجة الذي يفتح على بحر العرب من ثم المحيط الهندي وهو بحر يشهد حركة بشرية واقتصادية ضخمة.
وقال هناك ازدحام شديد جدا في هذا المضيق والخليج بشكل عام مما يضع الدول والمدن تحت الضغط وخاصة المدن لأنها مركز النشاط البشري.
أضاف بشارة “معظم المدن الخليجية الرئيسية هي ساحلية وبدأ العالم أجمع معرفة أن على المدن الساحلية أن تتجهز من الآن وتتحسب لما قد يعتريها من تغيرات في العقود القادمة”.
وشدد بشارة على أهمية التأقلم مع التغير المناخي، وقال”التغيرات ستحصل شئنا أم أبينا ما لم يتم إيقاف أسبابها وهو شيء صعب وسيأخذ سنوات طويلة”
يذكر أن ارتفاع مستوى سطح البحر يشكل مشكلة حقيقية للحياة على سطح الكرة الأرضية، حيث يؤدي هذا الارتفاع إلى انغمار عدد كبير من المدن البحرية بالمياه، ويحدث هذا الارتفاع أساساً من ازدياد درجة حرارة الأرض والتي تؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية نتيجة ما يسمى بالاحتباس الحراري أو غازات الدفيئة، وتظهر دراسات قياس منسوب سطح البحر زيادة بنسبة 20 سم في كل قرن.
ولفت بشارة إلى أن أي تغير في نمط تصرف المياه يؤدي إلى تغير الأحياء المائية خاصة الأسماك والنباتات البحرية والشعب المرجانية وأردف حديثه بأن البحار بالنسبة للمدن الساحلية خط أحمر يجب التعامل معه بشكل استباقي خاصة في منطقة الخليج.
وذكر أن من أهم الأمور الاستباقية في التعامل هي تقليل الانبعاثات والتي تتطلب جهد دولي وملزم لفرض تشريعات وسياسات من قبل الدول.