داعش يتبنى أيدلوجية تقوم على مرتكز أساسي وهو العداء للطائفة الشيعية
- داعش يحاول إظهار طالبان بمظهر الحركة الضعيفة
- هدف داعش من الهجوم هو استقطاب عناصر متشددة من داخل طالبان
- التنظيم الإرهابي يكرر سيناريو “الحرب الكونية ضد الشيعة” في أفغانستان كما فعل في العراق
فتح استهداف تنظيم داعش-ولاية خرسان مسجدا شيعيا في ولاية قندوز الأفغانية، الباب أمام تساؤلات عديدة حول أهداف التنظيم الإرهابي من هذا الاستهداف الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص بالإضافة لإصابة ما لا يقل عن 300 من المصلين.
وتبنى داعش الإرهابي، الهجوم الذي استهدف مسجد “سعيد آباد” في مدينة خان آباد بولاية قندوز (شمالي أفغانستان)، فيما قالت مصادر محلية إن انتحاريين وراء تفجير المسجد.
وفي حديث خاص لـ “أخبار الآن”، قال الباحث المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية، أحمد سلطان، إن “تنظيم داعش يتبنى أيدلوجية جهادية معولمة تقوم على مرتكز أساسي ألا وهو العداء للطائفة الشيعية التي يعتبرها طائفة مرتدة وقتالها أولوية لديه من قتال الكافر الأصلي. كما يقول وهو الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية وفي هذا السياق يقوم داعش باستهداف الشيعة سواء في العراق أو في أفغانستان كما حدث في مسجد سعيد آباد بولاية قندوز الأفغانية”.
وأضاف سلطان أن “داعش يهدف إلى تحقيق عدة مكاسب من هذا الهجوم وهي:
- التأكيد على نهجه القديم القائم على عداء الشيعة وأن حربه الكونية معهم مستمرة.
- سحب البساط من تحت أقدام حطالبان وأظهارها بمظهر الحركة الوطنية الضعيفة وأيضا الموالية للشيعة أملا في استقطاب مكونات متشددة من داخل الحركة.
- يسعى لفتح عداء مع إيران ودفع حرس الثورة الإيراني إلى ممارسة دور أكبر في أفغانستان كي يستفيد التنظيم من هذا التدخل ويروج روايته الخاصة وأنها حرب كونية أو حرب عالمية بين السنة والشيعة وهذه الحرب سيستفيد منها التنظيم كما فعل سابقا في العراق”.
نواة تنظيم داعش وهي جماعة التوحيد والجهاد قامت بالأساس على فكرة العداء للشيعة حتى أن هذه الجماعة عندما قررت مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اشترطت أن تكون بيعتها على أساس قتال الشيعة وقتال الأمريكان في آن واحد، وفقا لسلطان.
داعش ولاية خراسان اختار طريق الخنادق وسيواصل استهداف الشيعة
وأشار المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية إلى أن هذه المعركة “انتقلت الآن إلى أفغانستان والتنظيم يحاول التأكيد على أنه لن يترك هذه الحرب وأنه لم يختار طريق التفاوض وإنما اختار طريق الخنادق وأنه سيواصل استهداف الشيعة لأن الاحتلال الأمريكي وفق تفكير طالبان لا يختلف عن الاحتلال الشيعي، كما يقول المتحدث باسم التنظيم الأسبق أبو محمد العدناني” الذي قتل في غارة جوية نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار على مدينة الباب شمال محافظة حلب بسوريا في آب (أغسطس) 2016.
وحول تركيبة طالبان الحالية، قال سلطان إن “الجماعة تتكون من تيارات عديدة وخليط من المقاتلين منهم طلبة العلم في مدارس قندهار وغيرها وأيضا المقاتلين السابقين الذين خاضوا قتالا طويلا سواء في الحرب مع الاتحاد السوفيتي أو في فترة الأمريكان، وهناك تيارات داخل الجماعة تتبنى نهجا أكثر تشددا ومن هذه التيرات شبكة حقاني التي لا تزال حتى اللحظة مرتبطة بتنظيم القاعدة، في مقابل تيار القيادة الحالي أو ما يعرف بمجلس شورى كويته وهم مجموعة القادة الذين ذهبوا إلى مدينة كويته الباكستانية عقب الغزو الأمريكي وكونوا هناك مجلس شورى كويته الذي يعد الأقرب لقيادة طالبان الحالية ومنه ينحدر العديد من رموز طالبان الذي تولوا مناصب في الفترة الماضية”.
داعش يحاول ترويج رواية أن طالبان انقلبت على النهج الأول
ويحرص تنظيم داعش على تبني خطاب دعائي وعملياتي مزدوج يهدف إلى استقطاب مقاتلي طالبان وإظهار هذه الحركة أنها ارتدت عن مبادئها الجهادية التي كانت تدعوا إليها إبان سيطرتها على الحكم في أفغانستان، بحسب سلطان.
وتابع المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية، أن التنظيم الإرهابي يحاول أن يعزز تحالفه مع الجماعات المتطرفة الأفغانية المحلية والمجموعات الباكستانية المحلية التي تحالفت مع داعش ولاية خرسان في أفغانستان، منها جبهة سعد بن أبي وقاص وعسكر الإسلام في باكستان ومعسكر طيبة والكثير من مقاتلي هذه الجماعات انتموا إلى تنظيم داعش.
من الرسائل التي يريد إرسالها التنظيم لأنصاره من خلال الهجوم على مسجد سعيد آباد، بحسب سلطان، التأكيد على أنه ما يزال على عهده القديم معهم وأنه سيواصل قتال الشيعة حتى يضمن تحالف المجموعات الأفغانية التي تعادي الشيعة.
ويحاول التنظيم استثمار ما يصوره بتنازلات طالبان للمجتمع الدولي لكي يقول إن هذه الحركة انقلبت على النهج الأول، وفقا لأحمد سلطان.
كما يوظف داعش كلمات قادة تنظيم القاعدة في هذا السياق، وذكر المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية أحمد سلطان بعض من الأمثلة على هذا التوظيف، ومنها “نشر تنظيم داعش في العام الماضي 2020 إصدارا مرئيا بعنوان “معذرة إلى ربكم 2″، وهذا الإصدار تضمن مقتطفات من تسجيل سابق لأبو مصعب السوري منظر القاعدة الإستراتيجي وقال فيه بشكل واضح إن طالبان تتكون من تيارين وهما تيار الملا عمر وهو تيار داعم إلى عولمة الجهاد أو داعم للحركة العالمية كما يسميها، وتيار يؤمن بالمصالح الذاتية لطالبان ولا يريد أن ينخرط في صراع عالمي من أجل الحركات الجهادية، وهذا التيار لا مانع لديه من القضاء على الحركة الجهادية المعولمة سواء أكانت داعش أو تنظيم القاعدة أو غيره من أجل ضمان مصالح الذاتية وضمان تحالفه مع القوة الإقليمية كباكستان وغيرها، ويبدو أن داعش سيواصل حربه على طالبان حتى انهاك الحركة وإظهارها بمظهر الضعف والفشل في السيطرة على أفغانستان ويريد أن يثب للعالم أن معركته ستستمر ضد الشيعة من بغداد إلى خرسان كما قال في بيانه لتبني العملية الإرهابية التي استهدفت مسجدا شيعيا في ولاية قندوز الأفغانية”.