تزامنا مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، أطل زعيم تنظيم القاعدة المتواري عن الأنظار أيمن الظواهري من خلال مقطع فيديو بلغته مدته ساعة.
بدأ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حديثه في الفيديو الاخير الذي بثته مؤسسة السحاب الجناح الاعلامي للتنظيم، بالإشادة بسلسلة ما اسماهم “الشهداء” الذين قتلوا بدءا من شهر كانون الأول (ديسمبر) العام 2019 فصاعدا.
واستذكر الظواهري في مقطع الفيديو المصور الذي تم بثه عشية ذكرى أحداث 11 سبتمبر، عدد من الاشخاص، اولهم محمد سعيد الشمراني، ضابط القوات الجوية السعودية الذي نفذ هجوما بإطلاق نار جماعي على قاعدة بينساكولا البحرية في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2019. قُتل الشمراني بعد أن بدأ بإطلاق النار.
وتوصل مكتب التحقيقات الفدرالي، أن الشمراني كان لديه “علاقات قوية” مع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك “محادثات محددة مع شركاء في القاعدة في شبه الجزيرة العربية والخارج حول الخطط والتكتيكات”.
أما الجهادي الثاني الذي تحدث عنه الظواهري، هو قاسم الريمي، أمير القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي قُتل اثر غارة جوية باليمن في كانون الثاني (يناير) العام 2020. وكان الريمي المعروف أيضًا باسم “أبو هريرة الصنعاني”، اعلن “المسؤولية الكاملة” عن إطلاق النار في بينساكولا قبل وقت قصير من مقتله.
وجاء الظواهري أيضا على ذكر هشام العشماوي، الضابط المصري السابق الذي أصبح من كبار عملاء القاعدة في ليبيا ومصر. وكان العشماوي قد اعتقل في ليبيا عام 2018 وأُعدم لاحقا بمصر في اذار (مارس) العام 2020. وذكر الظواهري أيضا اثنين من رفاق العشماوي، وهما الجهاديين عماد عبد الحميد وعمر رفاعي سرور.
وتسلسل زعيم القاعدة المتواري عن الانظار بشخصيات القاعدة التي قتلت تباعا وصولا الى أبو مصعب عبد الودود “المعروف أيضًا باسم عبد المالك دروكدال“، أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي قُتل في غارة شنتها القوات الفرنسية بـ مالي في حزيران (يونيو) العام 2020. كما يذكر الظواهري اثنين من زملائه، عبد الحميد أبو زيد الذي قتل في العام 2013 بعملية عسكرية مشتركة بين الجيش التشادي والفرنسي، بأبو عبد الكريم.
وكرم الظواهري اثنين آخرين من مقاتلي القاعدة المخضرمين اللذين قتلا في محافظة إدلب السورية عام 2020 هما: أبو القسام الأردني وأبو محمد السوداني، وكلاهما جمعهما ارتباطات بفصيل “حراس الدين” الموالي لتنظيم القاعدة.
ويذكر ان القسام الأردني واسمه الحقيقي خالد العاروري، هو صهر مؤسس القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، وبقي مخلصًا للقاعدة طوال فترة الجهاد المضطرب في سوريا.
وقُتل الأردني في غارة بطائرة مسيرة في حزيران (يونيو) 2020. ولقي السوداني مصرعه في غارة صاروخية نُفِّذت في منتصف تشرين الأول (اكتوبر) من العام ذاته في الشمال السوري.
كل من تذكرهم الظواهري شخصيات معروفة في تنظيم القاعدة، بما في ذلك الأمراء المتوفين لفرعين للقاعدة. لكن شخصيات أخرى غابت بشكل واضح عن خطاب الظواهري.
ويتضح جليا تجاهل الظواهري لاثنان من كبار المصريين اللذين قتلا في العام 2020، وهما أبو محمد المصري وحسام عبد الرؤوف.
وقُتل المصري، الذي شغل منصب نائب أمير الظواهري، بالرصاص في عملية إسرائيلية سرية في طهران في أب (أغسطس) العام 2020. في حين لاقى عبد الرؤوف مصرعه في قرية تسيطر عليها جماعة طالبان في ولاية غزنة بأفغانستان في تشرين الأول (أكتوبر) 2020. ويذكر ان الرجلان خدما إلى جانب الظواهري منذ الثمانينيات. وقد لا يرغب الظواهري في الاعتراف بأن المصري كان يعمل داخل إيران.
ويلاحظ بشكل واضح ان هناك شكوك من ناحية قدم الفيديو الذي بثته مؤسسة السحاب لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي لم يذكر فيه الظواهري شيء عن ذكرى احداث 11 سبتمبر التي وافقت توقيت نشر الفيديو، بالاضافة الى عدم تطرقه لقيام طالبان بالاستيلاء على افغانستان، مقارنة بما ذكره بخصوص الهجوم الذي نفذه فصيل “حراس الدين” ضد القوات الروسية المتمركزة شرق سوريا وتحديدا في مدينة الرقة، والذي يعتبر الاول من نوعه خارج نطاق نشاط الفصيل المتواجد في شمال سوريا.