إيران.. موجة استياء واسعة في إيران من انقطاع الكهرباء
أثر انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في مناطق مختلفة من إيران على حياة الناس، وباتوا يعانون بالفعل من هذه المشكلة سواء في النهار أو في الليل
في كثير من مناطق العاصمة طهران تنقطع الكهرباء مرتين في اليوم، كل مرة تستغرق ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات، وهذا ما يؤثر بحسب مواطنين إيرانيين أجرت أخبار الآن مقابلات معهم على الأجهزة الكهربائية.
يضاف إلى ذلك التأثير المضاعف على المستشفيات التي تحتاج إلى كهرباء من أجل الإسعاف والتي بدورها واجهت مشاكل، وبالإضافة إلى الكهرباء، انقطعت المياه أيضاً وكان الأمر صعباً على الجميع.
كاميرا أخبار الآن تحدثت مع عدد من المواطنين الإيرانيين منهم من قال “لقد واجهنا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في المنزل مرتين في اليوم، مرة أو مرتين في العمل وفي الأماكن التي أزورها خلال النهار”.
إيران.. انقطاع الكهرباء يشل الحياة
انقطاع الكهرباء في إيران أثر أيضاً على قطاعات كثيرة منها البنوك ومحلات غسيل السيارات حيثما يحتاجون للكهرباء، وبالتالي تعطلت الكثير من الأعمال بسبب انقطاع الكهرباء، وخاصة في ورشات التصنيع الصغيرة التي لا يستطيع أصحابها شراء مولدات كهرباء.
وأدى ذلك إلى توقف الكثير من هذه الورشات، لتضاف مشكلة الكهرباء إلى فيروس كورونا الذي لم تجد له الحكومة الإيرانية حلاً حتى الآن.
وتعاني طهران بشكل متفاقم جراء فيروس كورونا منذ ظهوره، إذ تشير الأرقام إلى أن البلاد قد فقدت ما يزيد عن 85 ألف شخص جراء الوباء، في وقت أصيب ما يصل إلى 3.3 مليون مواطن بالفيروس.
ووفقا لواقع الحال فإن انقطاع التيار الكهربائي في إيران يسبب الحرارة الشديدة التي تخلق مشاكل للجميع، سواء بالنسبة للأعمال التجارية أو بالنسبة للمرضى الموجودين في المستشفى ومرضى غسيل الكلى والمرضى الذين يستخدمون أجهزة الأكسجين،
يؤكد مواطنون إيرانيون تحدثوا لأخبار الآن أن الجميع بالتأكيد في ورطة، على حد تعبيرهم.
ففي ظل الارتفاع في درجات الحرارة، وهو ما يعني حدوث مشكلة عند إيقاف تشغيل أجهزة التبريد، وانقطاع الكهرباء في حالات الطوارئ في المستشفيات ما يضع المرضى أمام مشكلة.
وكانت الغرفة التجارية الإيرانية ثد أعلنت عن أحدث مؤشر شهري للإنتاج في إيران والذي وصل إلى 53.64، وهو أقل مؤشر من الإحصائيات السابقة.
وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) أنه جاء في التقرير الشهري لغرفة التجارة الإيرانية حول “مؤشر مديري المشتريات” المتعلق بشهر يونيو (حزيران)، أن أسباب هذا الانخفاض “عديدة” و”تشمل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي”.
كما يؤدي انقطاع الكهرباء في إيران إلى إيقاف تشغيل أنظمة التبريد عندما تنقطع الكهرباء لمن هم في المنزل ومن هم في العمل.
وفي وقت لاحق، واجهت سلسلة من الوظائف التي يتطلب عملها بشكل مباشر استخدام الكهرباء مشاكل خطيرة.
فنجد مثلا أن بعض المستشفيات التي تحتاج الأجهزة التي تعمل بالكهرباء، تعاني من مشاكل خطيرة للغاية.
وعزت وزارة الطاقة الإيرانية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي هذا العام إلى “زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء” وقال إن ارتفاع هذا الاستهلاك للكهرباء يعود إلى زيادة الحرارة مقارنة بالسنوات السابقة، واستخراج العملات المشفرة، وانخفاض حصة محطات الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف.
وأثار الانقطاع غير المسبوق للكهرباء الذي تتوقع السلطات استمراره لنهاية الشهر الحالي، تذمراً واسعاً في الشارع الإيراني، بينما بلغت حرارة الصيف ذروتها، بموازاة دخول البلاد في الوضعية الحمراء على إثر تفشي الفيروس المتحور «دلتا» في مناطق عدة من البلاد.
وفي الوقت نفسه الذي انقطعت فيه الكهرباء عن المواطنين في إيران، انقطعت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في كلا الشبكتين، وبالإضافة إلى كل هذا انقطعت المياه.
تزامن تلك الأزمات سبب كثيراً من المتاعب للإيرانيين، ومن المفترض أن تحل هذه المشكلات في غضون يوم أو يومين، ولكن لا يزال هناك انقطاع للتيار لمدة ساعتين في اليوم.
خلال حديثنا مع المواطنين في شوارع طهران لم يبد أي منهم أي تفاءل بقدرة السلطات في البلاد على تجاوز الأزمات، وتوقع بعضهم استمرار تلك المشاكل لفترات أطول.
انقطاع التيار الكهربائي يزيد من سخط الشعب الإيراني
يربط المسؤولون في إيران الوضع الحالي بالعقوبات الأمريكية، لكن المواطنين يؤكدون أن انقطاع التيار الكهربائي لا علاقة له بالعقوبات، ولكن أي مشكلة تحدث يتم ربطها بسرعة بالعقوبات.
أحد المواطنين الإيرانيين تحدث لأخبار الآن قائلا: “إذا ما ألقينا نظرة على مخطط استهلاك الكهرباء في العديد من البلدان، فإن استهلاك الكهرباء للفرد في إيران أقل من جميع البلدان الأخرى”.
ويضيف: “هذه بالتأكيد فإنها مشكلة داخلية وليست مرتبطة بالعقوبات”.
وأقر الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، بأن نقص الكهرباء هذا العام لم يسبق له مثيل «منذ 11 عاماً». وكرر اعتذاره عن أحدث موجة من انقطاع التيار الكهربائي تضرب أنحاء البلاد هذا العام، وأرجع السبب في ذلك إلى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة والاستهلاك غير المسبوق، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
على من إذا يقع اللوم في أزمة الكهرباء؟
يلقي المواطنون الإيرانيون باللوم على حكوماتهم المتعاقبة بالنسبة للمشاكل التي تواجههم في حياتهم، إذ يعتبرون أنه لو أردات تلك تالحكومات التصرف بمسؤولية، فإنها تستطيع حل أي مشكلة بالتأكيد.
ويقول المواطنون الذين تحدثنا إليهم: “إيران لا يوجد لديها مشكلة سواء من حيث الطاقة النووية لتوليد الكهرباء أو من حيث الموارد الطبيعية، المشكلة هي أن لا أحد يقوم بعمله بشكل صحيح”.
ويشير المواطنين إلى أن القيام بالعمل بشكل صحيح من جانب المسؤولين هو السبيل الوحيد لحل تلك المشكلة.
ويؤمن كثير من المواطنين الإيرانيين أنه يجب تغيير الحال السيئة التي يعيشونها وتغيير نظام الإدارة في إيران بالكامل من أجل حل الأزمات العالقة والتي في صدراتها بالطبع أزمة الكهرباء.