أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
قبل أيام بدأ رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بخطته لمكافحة “عمليات الفساد الكبرى” في البلاد، وبدأ باعتقال رئيس هيئة التقاعد السابق أحمد الساعدي الذي بقي في منصبه نحو 15 عاماً.
ويُعد الساعدي أحد أذرع الدولة العميقة الموالية لإيران والذي دُعِم بقاؤه في منصبه طيلة هذه المدة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي يُعتبر أحد رجالات إيران في العراق.
وأقيل الساعدي في يونيو/حزيران الماضي بعد شهر تقريباً على تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة، لكن عملية اعتقاله من منزله تمت بعد ثلاثة أشهر.
الضربة الثانية التي وجهها الكاظمي لإيران عندما اعتقل قبل يومين رئيس هيئة استثمار بغداد شاكر الزاملي الذي يُعتبر وفقاً لمصادر “أخبار الآن”: “أحد أذرع ميليشيا حزب الله اللبناني في العراق”.
وقالت المصادر، إن “الزاملي كان يمنح الشركات ورجال الأعمال التابعين لحزب الله اللبناني مشاريع واستثمارات في بغداد، وعلى الأغلب لا يتم تنفيذ تلك المشاريع وفقاً لما متفق عليه في العقود بل تُستخدم بطرق مخالفة للقانون”.
يُعتبر الزاملي وفقاً للمصادر، أحد المقربين من مسؤول ملف حزب الله اللبناني في العراق محمد كوثراني، والذي بدوره يدعم بقاء من يراه مناسباً وموالياً لمصالح الحزب وإيران داخل الحكومة العراقية.
لم تكن عمليتي اعتقال الساعدي والزاملي وحدهما ضربة لحزب الله، بل شمل قرار منع السفر أمينة بغداد السابقة ذكرى علوَش وهي الأخرى “مقربة جداً” من كوثراني الذي يُسيطر على مشاريع أمانة بغداد.
قالت ذات المصادر لـ”أخبار الآن”:، إن “الأيام المقبلة ستشهد عمليات اعتقال جديدة لرجال أعمال ومسؤولين حكوميين أغلبهم مقربين من إيران وتحديداً من حزب الله اللبناني”.
وأضافت: “هناك عمل على تدقيق تبعية الشركات العاملة في العراق خاصة تلك المتعاقدة مع مؤسسات الدولة ومعرفة إذا ما كانت مرتبطة بحزب الله أو بأطراف موالية لإيران”.
وبحسب معلومات متداولة داخل الأوساط السياسية العراقية، فإن حملة الكاظمي قد تشمل 1000 موظف داخل مؤسسات الدولة العراقية، بينهم وزراء ونواب سابقين ومدراء عامين.
وبحسب رئيس جهاز مكافحة الأرهاب عبد الوهاب الساعدي الذي يعتبر الجهة التنفيذية لأوامر الاعتقال فإن “رئيس الوزراء شدد على أن تكون حملة الاعتقالات التي تطال المسؤولين الفاسدين سرية، وبخطط غير معلنة”.
قال مقرب من الكاظمي لـ”أخبار الآن”، إن “بعض التجار ورجال الأعمال اعترفوا خلال عمليات التحقيق معهم على شبكات واسعة من الشركات العاملة بين بغداد وبيروت، وأغلبها ترتبط بحزب الله وتعمل في غسيل الأموال”.
وأضاف، أن “من بين تلك الشركات: شركات سياحية – مصرفية – بيع سيارات – خدمات علاجية – نفطية – تجهيز الطعام – خدمات عامة”.
ويتوقع المقرب من الكاظمي خلال حديثه لـ”أخبار الآن”، أن “تقوم ميليشيات وأحزاب موالية لإيران بإحداث فوضى سياسية أو أمنية للتأثير على عمليات الإطاحة بالرؤوس التجارية المقربة والتابعة لميليشيا حزب الله اللبناني”.