أخبار الآن | البحرين – المنامة (خاص)
يحكم العلاقات بين الدول دون أدنى شك، المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية وتشكل قاعدة عامة للتعامل بينها وإن اختلفت المعايير تبعاً لحجم الدول المتعاملة وقوتها العسكرية وثرواتها الاقتصادية.
ولعل من أبرز أشكال التعامل، الاتفاقات المتبادلة وهي بمثابة الدستور الذي تتبعه الدول المعنية في علاقاتها بين بعضها البعض، وهنا يتوجب على كل طرف أن يحترم التزاماته تجاه الطرف الآخر، ويستوجب كذلك عدم التعامل مع طرف يعتبر عدوا لأحد أطراف الاتفاق، فكيف إن صُنف على أنه بوابة للإرهاب العالمي ونقصد هنا تحديداً إيران.
فالاتفاقات التي تمت المصادقة عليها مؤخرا بين بكين وطهران، والتي ارتمت فيها إيران بكل ما تحمله الكلمة من معنى في أحضان الصين، في الوقت الذي ضربت فيه بكين عرض الحائط بجميع الاتفاقات التجارية مع دول المنطقة وجعلت من إيران ربيباً تستنزفه بحكم الظروف الدولية والمتغيرات العالمية.
وضمن السياق السابق، اعتبر الكاتب الصحفي ابراهيم النهام، في مقابلة خاصة مع أخبار الآن، أنه يتوجب على دول الخليج أن تستغل ثرواتها للضغط على كل من يتحالف مع إيران، وقال: “دول الخليج العربي تحت مجهر الأطماع منذ عقود طويلة، وتسارع هذا الأمر مع وصول النظام الإيراني إلى سدة الحكم في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لذلك يتوجب على دول الخيلج العربي ان تستغل ثرواتها كورقة ضغط على كل دولة تتعامل مع الخليج العربي سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو السياسي وعلى رأس تلك الدول الصين”.
وأردف: “اليوم لا يمكن عقد صفقات مفتوحة بالمليارات وتمول مشاريع وطنية في الصين، في الوقت الذي تمد بكين يدها إلى دولة تصنف اليوم على أنها بوابة للإرهاب العالمي ونقصد بذلك بطبيعة الحال إيران، فمتى ما تحالف حليفي مع عدوي هنا من حقنا أن نسير وراء مصالحنا الاستراتيجية”.
وعن الطرق التي يمكن أن تلجأ إليها دول الخليج وباقي الدول العربية للضغط على الصين، قال النهام: “اليوم نحن لا نستطيع أن نملي أو نفرض أجنداتنا على أي دولة في العالم وخاصة الدول الكبرى مثل الصين، ولكن يمكن لنا أن نقوم بعقد اتفاقات وتحالفات مع دول تناهض الصين في سياساتها وذلك حق لنا لرعاية مصالحنا الاستراتيجية والأمنية والوطنية، ناهيك عن ضرورة التعامل بالمثل وفق الأعراف والتقاليد الدولية والدبلوماسية”.
وتابع:” نحن لا نقول اليوم بأن الصين ملزمة أن تشجب أو تستنكر ولكن نحن أيضا لدينا الحق في أن نعامل الصين بالمثل، فعلى سبيل المثال إذا ماتم إثارة ملف انتهاك حقوق الإيغور في الصين، فنحن كدول عربية وإسلامية لدينا الحق أن نسير وفق القرارات التي نراها مناسبة فيما يتعلق بمصالح أوطاننا ومصلحة الأقليات التي تعيش في بلادنا أو في أي بلد في العالم”.
وأوضح النهام: “التحالف مع الدول المناقضة للصين أصبح ضرورة. اليوم هناك العديد من الدول وليس فقط الصين، والكثير من الدول تحاول شراء الموقف الصيني بمعنى أن يتم عقد صفقات سلاح مع الصين وعقد كذلك صفقات تجارية وغيرها كنوع من الإغراءات التي يتم تقديمها إلى الحكومة الصينية، وهذا مافعلته إيران عبر توغلها في المؤسسة السياسية الصينية من خلال الخطوات السابقة، وأشدد هنا أنه توجد وسائل أخرى تكون أكثر نجاعة، على سبيل المثال سحب البساط من تحت الصين حول مشاريع تجارية انتهت مدتها، والتعاقد مع دول أخرى بدلا عن بكين”.
الكاتب الصحفي شدد على أن دول الخليج لديها الوسائل الكفيلة بمجابهة أي نوع من الضغوط، وقال: “هنا لابد أن أشير إلى نقطة هامة، أنه يتوجب على الصين وغيرها من الدول أن تعي بشكل تام أننا في دول الخليج والعالم العربي لدينا قراراتنا ويجب على تلك الدول أن تحترمها، فكما للصين مستشارين ومراكز أبحاث وغيرها يصوغون قراراتها، فإننا كذلك نمتلك تلك الأدوات ولدينا مفكرين وسياسيين من ذوي الخبرة الكبيرة يمدون صناع القرار بالاستشارات اللازمة لمواجهة المتغيرات الدولية”.
وتابع: “المواجهة المباشرة اليوم ليس فقط مع الصين وإنما مع أي دولة أخرى ليس بالأمر الوارد في يومنا هذا، ولكن نحن اليوم نمتلك وسائل ضغط كالقوة الاقتصادية واتفاقيات النفط والغاز والسلاح واتفاقيات عسكرية وسياسية وغيرها، وهنا يمكن أن نتحرك ضمن تلك المساحات أي الضغط عبر الاتفاقيات السابقة”.
وعن مسؤولية الصين عن انتشار فيروس كورونا حول العالم، أكد النهام أن بكين تتحمل المسؤولية الماملة عن تفشي الجائحة، وقال: “الصين تتحمل المسؤولية بكل تأكيد، وتتحمل المسؤولية بشكل كبير وليس بشكل جزئي، فعدم الإعلان عن المرض ومحاولتها التغطية على الأمر إضافة إلى تعاطيها الدولي مع ملف كورونا لم يكن بمستوى حجم الصين، فهي دولى كبرى لديها ثروات ضخمة وكان يفترض على أقل تقدير أن تكون لديها مباردات منها لحلحلة هذا الملف، على سبيل المثال مساعدة الدول الفقيرة المتضررة من تفشي كورونا. صحيح أننا رأينا بعض المبادرات التي قامت بها بكين على مستوى العالم إلا أن تلك المبادرات كانت على استحياء. على سبيل المثال، المرض منتشر في اليمن، وهو بلد يعاني من الحرب وانتهاكات ميلشيات الحوثي المستمرة بحق شعبه ومع ذلك لم تقدم الصين أي مساعدة لذلك البلد، كان يفترض على بكين أن تقدم مساعدات طبية لليمن وللدول الفقيرة كنوع من التعويض عن تفشي الوباء”.