أخبار الآن | بيروت – لبنان (أحمد التكريتي)
في منطقة الجادرية الراقية وسط العاصمة بغداد توجد مقرات مجموعة من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهناك مقر هيئة الحشد الشعبي التي يُعتبر نفوذ إيران فيها كبيراً إلى حد ما. لكن في هذه المنطقة المحاذية للمنطقة الخضراء الحكومية يقع أيضا مقر إقامة محمد كوثراني، مسؤول ملف العراق في ميليشيا “حزب الله” اللبناني فهناك يجتمع مع سياسيين ورجال أعمال عراقيين وقادة ميليشيات، فلماذا يجتمعون هناك وما أسباب هذه الاجتماعات؟
أسئلة سيجيب عليها تقريرنا هذا.
https://twitter.com/i/status/1301243109398007811
مافيا كوثراني
يزور محمد كوثراني العراق بين فترة وآخرى، ويمتلك مسؤول ملف العراق مجموعة مساعدين تتحفظ “أخبار الآن” على ذكرهم وهؤلاء مقربين من رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، ومجموعة أخرى متنفذة داخل الحشد الشعبي، وتعمل في محيط زعيم ميليشيا “كتائب الإمام علي” شبل الزيدي.
عند زيارة كوثراني إلى العراق، وهي زيارات مستمرة خاصة قبل مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، يُنظّم جدول عمله لاستقبال السياسيين ورجال الأعمال، وتكون هذه المواعيد بعد الظهر من كل يوم، ولا تخلو هذه الاجتماعات من سياسيين شيعة وسُنة أيضاً.
يمتلك كوثراني وفقاً لمصادر “أخبار الآن”، معلومات مفصلة بالمشاريع الموجودة في الوزارات والمؤسسات العراقية، وعلى هذا الأساس يقوم بعملية توزيعها على الشخصيات ذات الولاء لإيران، وما يقوله يُنفذ.
ذات المصادر تقول، إن “حزب الله اللبناني يُسيطر على مشاريع وعقود تجهيز في وزارات عراقية سيادية، ولا يُمكن أن تخرج هذه العقود لغيره مهما تغيرت الحكومات”.
الشركات الصينية والعقود المشبوهة
تكشف معلومات “أخبار الآن” عن شركة مسجلة في العاصمة بيروت ويمتلكها أشخاص يحملون الجنسية السورية ومقربين من نظام الأسد. حصلت هذه الشركة المدعومة في العراق من محمد كوثراني على عقود نفط في حقول جنوبي العراق.
تعمل هذه الشركة في مجال حفر الآبار النفطية والغازية، ولديها عقود مع الحكومة العراقية تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وتركزت عقودها مع شركات صينية تعمل جنوبي العراق بعدما رفضت شركات بريطانية وأمريكية أي شراكة معها بسبب شبهات مصادر تمويلها وعائديتها.
يقول أحد العاملين السابقين على تنسيق المشاريع لكوثراني في الوزارات العراقية لـ”أخبار الآن”: إن “كوثراني لا يأخذ المشاريع بالقوة، بل بالسياسة والهدوء، ويعطي مبالغ مالية ممتازة للمسؤولين الذين يُحيلون المشاريع لمن يرغب، لكنه في ذات الوقت يُظهر وجهه الميليشياوي في حال رُفض أي طلب له، وبالمحصلة لن يُرفض أي من طلباته”.
ويضيف: “في إحدى المرات أعطى سيارتين نوع (لكزيس) موديل 2018 لأحد المسؤولين الذين وافقوا على عقد تُنفذ شركة مقربة من حزب الله. كانت أغلب الشركات التابعة لحزب الله تدخل بعناوين وأسماء شخصيات غير مقربة منها”.
صالات الروليت و”حزب الله”
لا تقتصر الهيمنة الاقتصادية لحزب الله على العقود والمشاريع بل تشمل أغلب صالات الروليت والنوادي الليلة الكبيرة في بغداد، إذ ترتبط هذه الصالات بـ”حزب الله” بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الحماية، وهذا ما أكده مسؤولون عراقيون ومنهم رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق في مجلس النواب العراقي حاكم الزاملي.
قال الزاملي في تصريحات صحفي، إن “هذه الصالات تتبع شخصية يُدعى (الحجي)”، في إشارة لأحد زعماء الميليشيات المقربة من ميليشيا “حزب الله”.
ووفقاً لمصادر “أخبار الآن”، كان حجي حمزة الذي أعتقل قبل نحو عامين وهو صاحب أكبر صالات روليت في بغداد، مجرد صورة لزعماء ميليشيات مقربين من “حزب الله”.
كان حجي حمزة يؤسس شركات بأسماء شخصيات لبنانية مقربة من ميليشيا نصر الله من أجل إدارة غسيل الأموال في العراق وإرسال الأموال لقادة الميليشيا في لبنان.
وقالت المصادر، إن “عملية اعتقال حجي حمزة لم تكن لأسباب تتعلق بالصالات أو على مخالفات قانونية، بل لأن ورقته احترقت أمام كوثراني وزعماء الميليشيات، فالصالات مازالت تعمل ومستمرة وتدفع وارداتها لذات الأشخاص الذين كان يدفع لهم حجي حمزة”.
مسؤول في حزب سياسي شيعي عراقي، قال إن “كل مشاريع غسيل الأموال وصالات الروليت والمشاريع الاستثمارية في العراق، تُدار من قبل كوثراني بنسبة كبيرة، كل هذا كان بمباركة من قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني”.